كشف عبد القادر حجار، سفير الجزائر لدى القاهرة، أنه سيلتحق بداية الأسبوع المقبل بالسفارة الجزائريةبالقاهرة لمزاولة نشاطه الدبلوماسي، بعد أن غادرها منذ يوم 12 ديسمبر الماضي، تاريخ عودته إلى الجزائر، لأخذ قسط من الراحة وسط العائلة بعد أن قضى أياما عصيبة متتالية على وقع الضغط الذي شهدته مباراتا الجزائر ومصر، والتي تسببت في أزمة دبلوماسية حقيقية بين البلدين· أكد، أمس، عبد القادر حجار، سفير الجزائر في مصر، في اتصال هاتفي مع ''الفجر''، أنه سيغادر الجزائر هذا الأسبوع في مهمة إلى بلد آخر، رفض ذكر اسمه، وأنه لن يلتحق بمقر السفارة الجزائريةبالقاهرة سوى بداية الأسبوع المقبل، ومن المرتقب أن يستأنف نشاطه الدبلوماسي الذي غاب عنه قرابة الشهر على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراتا الجزائر ومصر تحسبا لنهائيات كأس العالم التي ستقام الصائفة المقبلة بجنوب إفريقيا''· وتحاشى السفير حجار أثناء تطرقه لموضوع عودته المرتقبة إلى القاهرة يوم الأحد أو الاثنين المقبلين الحديث عن تلك الأحداث التي شهدتها الواقعة الأخيرة أو الخوض فيها، مؤكدا أن ''الجزائر تجاوزت هذه الخلافات، وأن الجميع يسعى لتفادي الحديث عن موضوع مستقبل العلاقات بين البلدين''، مفضلا ''إرجاء الخوض في مختلف التفاصيل إلى غاية عودته الرسمية إلى مكتبه بالقاهرة''· وأثار سفير الجزائربالقاهرة وممثلها الدائم بالجامعة العربية موجة استياء كبيرة في الأوساط المصرية على خلفية التصريحات التي أدلى بها لدى عودته إلى الجزائر، حين وصف مهمته في القاهرة بشبه المغامرة في ظل التكالب الإعلامي الشرس الذي خاضه النظام المصري وأذرعه الإعلامية على الجزائر، موضحا أن ''الإعلام المصري خاض في بعض الممنوعات التي أحدثت شرخًا واسعًا بين الشعبين، وبات من الصعب أن يندمل الجرح''، مشددا على أن الجزائر ''لن تعتذر لمصر''· ورفض حجار بشدة الاتهامات التي وجهت إليه من طرف بعض الإعلاميين والبرلمانيين المصريين، والتي حملته مسؤولية تطور الأحداث، واعتبر ذلك عيبا وسخفا، قائلا ''من العيب أن أسمع بعض الإعلاميين أو البرلمانيين المصريين يشير إليَّ بأصابع الاتهام ويحملونني المسؤولية''، نافيا في السياق ذاته أن يكون شخصيا من يتحمل مسؤولية ما حدث، وأنه من الأجدر الانتباه إلى المساعي والمجهودات التي يبذلها على الصعيد الدبلوماسي للدفاع عن تاريخ وخصوصية العلاقات الجزائرية المصرية''· وبهذه الطريقة تكون الجزائر أكدت ''رفضها تدخل أي طرف ثالث في الأزمة التي حدثت مع القاهرة، وقررت عودة سفيرها في انتظار عودة السفير المصري الذي غادر الجزائر باستدعاء من الوزارة الخارجية المصرية ''بغرض التشاور''، ولم توضح بعد موقفها من الأزمة واكتفت بالتأكيد على الرغبة في التهدئة·