كشفت مكالمة هاتفية جرت بين أحد الإرهابيين بالعاصمة وأحد عناصر الدعم عن مخطط إرهابي كان يهدف إلى استغلال مطاعم الرحمة خلال شهر رمضان لتعويض النقص الكبير في المؤونة الغذائية، التي زادت حدّتها خلال الأشهر الأخيرة وسط معظم السرايا والكتائب. * وحسب مصادر مطّلعة فقد تمكنت مصالح الأمن خلال اليوم الثاني من رمضان من توقيف أحد عناصر الدعم بالرغاية الذي ربط اتصالا بأحد الإرهابيين. هذا الأخير كلّف المتهم الموقوف بجرد جلّ مطاعم الرحمة المنتشرة على محور العاصمة وحتى غرب بومرداس، مع تقديم كل المعلومات عن وضعية هذه الأخيرة ما إن كانت بها رقابة أمنية، ومدى قربها أو بعدها عن المراكز الأمنية. وبعد توقيف المتهم، اعترف أنه كان مكلفا بتسهيل عملية تنقل عناصر إرهابية لم تحدد أعدادهم إلى مطاعم الرحمة المفتوحة للمساكين وعابري السبيل خلال شهر رمضان، من أجل ضمان إفطارهم بها خلال الشهر. كما أضاف المتهم في اعترافاته لمصالح الأمن أن الإرهابيين كانوا يستعدون للانقسام إلى أفواج بعد توزيعهم على مطاعم الرحمة التي يدخلونها بالزي المدني ودون أسلحة، ما يحول دون تحديد هويتهم، وهو أول خيار لجأ إليه أتباع درودكال منذ سنوات، بعد فشل جلّ سبل التزوّد بالمؤونة. * وقد اهتدى الإرهابيون إلى هذه الخطة لكون معظم مرتدي هذه المطاعم غرباء وعابري سبيل، ما يمكّنهم من التخفي وضمان إفطار رمضان كاملا، عكس قفة رمضان التي تمنح وفق شروط، ولأشخاص وعائلات معروفة مسبقا، يصعب من خلالها وصولها إلى أيدي الجماعات الإرهابية، فضلا عن التلاشي الأمني خلال موعد الإفطار ما يمنح لهم فرصة التنقل نحو أهدافهم بكل سهولة، ودون أدنى خطر مفترض. * هذه المعلومات التي حصّلتها مصالح الأمن، دفعت بهم إلى تشديد المراقبة الأمنية حول هذه المطاعم، فضلا عن ضمان الحد الأدنى من التشديد الأمني عبر الطرقات والشوارع تزامنا مع موعد الإفطار لقطع السبيل أمام الجماعات الإرهابية التي تستغل هذا الوقت للتحرك، خاصة بعد تمكنها السنة الماضية من القضاء على ثلاثة إرهابيين، والقبض على اثنين آخرين، كانوا يذهبون لمنازل ذويهم في موعد الإفطار، وهو ما يؤكد أن شهر رمضان يمثل ذروة المعاناة لدى أتباع درودكال، خاصة في جانب تأمين الغذاء والمؤونة.