نشرت وسائل إعلام عراقية أمس نص رسالة وجهها الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق للرئيس بوتفليقة يثمن فيها موقف الجزائر الرافض لحضور قمة عربية مرتقبة شهر مارس القادم ببغداد بسبب وجود قوات الاحتلال. وصف حارث الضاري في رسالته التي نشرتها مواقع مقربة من تياره الموقف الجزائري ب "النبيل"، مضيفا أنه "يدل على مدى اهتمامكم بحرية العراق واستقلاله، واحترامكم لمشاعر إخوانكم في العراق، وعلى أصالة انتمائكم والشعب الجزائري لأمتكم". وجاء في رسالة الضاري الذي يمثل تيار المقاومة في العراق "نثمن عاليا رؤيتكم الثاقبة بأن العراق لا يزال بلدا محتلا، وأن أي تواجد عربي رسمي بمستوى قادة ورؤساء وملوك على أرضه يُعد مباركة للاحتلال، وأن الجزائر لن تتسامح مع الوضع السائد في العراق مستقبلا". وجاءت رسالة الضاري التي بعث بها يوم 14 أوت الجاري أياما فقط بعد إعلان مصادر دبلوماسية جزائرية عن رفض الجزائر حضور القمة العربية المزمع عقدها شهر مارس القادم بالعاصمة بغداد مشترطة جلاء قوات الاحتلال من العراق. وذكرت ذات المصادر أن هذا الموقف كان قد أبلغه سفير الجزائر بالقاهرة وممثلها الدائم لدى الجامعة العربية عبد القادر حجار لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. وأوضحت نفس المصادر أن حجار ذكر لرئيس الدبلوماسية العراقية أن "الجزائر لن تشارك فى القمة العربية إذا لم تنسحب القوات الأمريكية المتواجدة فى العراق، لكنها في حال انعقادها فى أي مكان محايد أو في بلد المقر مصر فإن موقفها سيتغير"، مضيفا أن "الجزائر ترى أن العراق ما زال بلداً محتلاً، وأي تواجد عربي رسمي بمستوى قادة ورؤساء وملوك على أرضه يعني مباركة للاحتلال". ويشار إلى أن الجزائر ترفض لحد الآن تعيين سفير في بغداد منذ الغزو الأمريكي عام 2003 بسبب معارضتها للاحتلال وتلاه حادثة اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين صائفة 2005 ببغداد، حيث تسهر حاليا سفارة الجزائر بعمان على تنفيذ هذه المهمة الدبلوماسية. كما تسلمت الحكومة الجزائرية مؤخرا أوراق اعتماد أول سفير عراقي في الجزائر منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . نص الرسالة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتقدم إليكم أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق والقوى العراقية المناهضة للاحتلال الأمريكي؛ بالشكر الجزيل والامتنان البالغ على موقفكم المبدئي والنبيل في عدم الموافقة على مشاركة الجزائر في القمة العربية إذا تقرر عقدها في العراق؛ مالم تنسحب القوات الأجنبية المتواجدة فيه. ونثمن عاليا رؤيتكم الثاقبة بأن العراق لا يزال بلدا محتلا، وأن أي تواجد عربي رسمي بمستوى قادة ورؤساء وملوك على أرضه يُعد مباركة للاحتلال، وأن الجزائر لن تتسامح مع الوضع السائد في العراق مستقبلا. إنه موقف يدل على مدى اهتمامكم بحرية العراق واستقلاله، واحترامكم لمشاعر إخوانكم في العراق، وعلى أصالة انتمائكم والشعب الجزائري لأمتكم.. داعين الله تعالى أن يوفقكم لما فيه خير الجزائر والأمة. حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين 4رمضان 1431 ه/ 14 / 8 / 2010م