قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ( النحل : 90 ) * روى الإمام البيهقي بسنده إلى عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بفناء بيته بمكة جالسًا، إذ مرَّ به عثمان بن مظعون (رضي الله عنه) فَكَشَرَ إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) (أي تبسَّم له) فقال له: " ألا تجلس" فقال : بلى . فجلس إليه مستقبله، فبينما هو يحدِّثه إذ شخَصَ بصره إلى السماء، فنظر ساعة وأخذ يضع بصره فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له، ثم شخص بصره إلى السماء كما شخص أوَّل مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء.. وأقبل على عثمان كجلسته الأولى. فقال: يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتَك الغداة . قال : " ما رأيتني فعلت؟" قال : رأيتك شخص بصرك إلى السماء، ثم وضعته حين وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني؛ فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئًا يقال لك . قال : " أَوَ فَطِنْتَ إلى ذلك؟" قال عثمان : نعم . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " أتاني رسول الله جبريل عليه السلام آنفا وأنت جالس" قال عثمان : رسول الله؟ قال : " نعم" . قال : فماذا قال لك؟ قال : " قال لي : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )«. قال عثمان : فذاك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) . اغتنم رمضان .. * 18 عملا صغيرا .. أجوره مضاعفة ! * 1 - التبكير إلى صلاة الجمعة : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): - "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب ودنا من الإمام، واستمع وأنصت ولم يلغُ؛ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها«. (صحيح الجامع الصغير). 2 - صلاة الضحى : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "على كل سُلاَمَى من ابن آدم في كل يوم صدقة، ويُجْزي عن ذلك كله ركعتا الضحى«. (صحيح الجامع). قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" . ( صحيح الجامع ) 3 - صلاة النافلة في السر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " صلاة الرجل تطوُّعًا حيث لا يراه الناس، تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين" . ( صحيح الجامع ) 4 - التسبيح المضاعف : عن جويرية أم المؤمنين (رضي الله عنها)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج من عندها بُكْرَةً حين صلَّى الصبح، وهي في مسجدها (أي المكان الذي خصصته في حجرتها للصلاة). ثم رجع بعد أن أضحى، وهى جالسة. فقال: "ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟« قالت: نعم. قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاثَ مرات . لو وزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" ( رواه مسلم ) 5 - قضاء حوائج الناس : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا" . ( حديث حسن - صحيح الجامع ) 6 - النيّة الصحيحة : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه".(حسن - صحيح الجامع) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنَّما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى«. (متفق عليه ) 7 - زيارة المريض : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي، وأيِّ ساعات الليل كان حتى يصبح".. (صحيح) 8 - صلة الرحم : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أحبَّ أن يُبْسَط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" . ( صحيح ) 9 - الدلالة على الخير، والسعي إلى فعله : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من سنَّ سنّة حسنة عُمِلَ بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء؛ ومن سنّ سنّة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء«. (صحيح)، وقال (صلى الله عليه وسلم): "الدال على الخير كفاعله" . 10 - الصلاة على سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من صلَّى عليّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات " ( صحيح ) 11 - ذكر الله في السوق : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير: كتب الله له ألفُ ألفِ حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة" . ( حسن ) ( ألف ألف = مليون ) 12 - الحراسة في سبيل الله على أملاك وأراضي المسلمين : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه" . 13 - التسبيح : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له بها نخلة في الجنة" . ( صحيح ) 14 - التسبيح 100 مرة : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبح الله مئة تسبيحة، فيكتب الله له بها ألف حسنة ويحط عنه بها ألف خطيئة«. (صحيح)، وقال (صلى الله عليه وسلم): "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه" . ( صحيح ) 15 - الحوقلة : وهي قول : لا حول ولا قوة إلا بالله . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أبا ذر ! ألا أدلُّك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله" . ( صحيح ) 16 - التهليل 10 مرات : عن أبي أيوب الأنصاري (رضي اللّه عنه) عن النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) قال: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كانَ كَمَنْ أعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ" . ( صحيح مسلم ) 17 - دعوة العاصين للتوبة والرجوع لله : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " فواللهِ لأن يهدي الله بك رجل واحدا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم" . ( صحيح ) 18 - صيام ستة من شوال بعد صيام رمضان : قال رسول الله ( صلى اللّه عليه وسلم ) : " من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال، كان كصوم الدهر" . ( صحيح ) مدرسة الدعاء من دعاء سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ) قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ( صحيح مسلم ). * مسائل من صميم العقيدة أهل الجنة .. هل ينجبون؟ ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اعذروني إذا طرحت عليكم هذا السؤال، الذي قد يبدو غريبا . فقد شغل بالي، وأودّ لو تجيبوني عنه : هل هناك إنجاب في الجنة؟ أي : هل هناك أطفال يولدون من الزوجات أو الحور العين في الجنة؟ حياة ( من العاصمة ) الجواب : ليس في الجنة إنجاب ولا ولادة؛ لأنها دار نعيم وراحة ومتعة، والإنجاب يشتمل على عكس هذه المعاني. ونساء الجنة مطهرات من كل أذى، ومن ذلك: الإنجاب. وهذا هو الذي فهمه المفسرون من قوله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ، وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة : 25 ) . حيث قالوا : ( أزواج مطهرة ) من : البول، والغائط، والحيض، والحمل، والنفاس . وأهل الجنة يطوف عليهم الوِلْدَان بالخدمة، ولا يحتاجون إلى أولاد أو خدم . كما قال الله تعالى : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ، إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ) . هذا هو الأصل . لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا مانع من وجود الولد عند من يشتهيه، مستدلا بأدلة عامة أخرى . والله أعلم . * لطائف قرآنية النفس والأمر بالسوء ( إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) ( يوسف : 53 ) الآية دليل على أنَّ هذا وصف النَّفس من حيث هي، وأنها لا تخرج عن هذا الوصف إلا برحمة من الله وعناية منه.. فهي أمّارة بالسوء، إلا أن يتغمّدها الله برحمته. لأن النفس ظالمة جاهلة، والظلم والجهل لا يأتي منهما إلا كل شر. فإن رحم الله العبد ومنَّ عليه بالعلم النافع وسلوك طريق العدل في أخلاقه وأعماله، خرجت نفسه من هذا الوصف، وصارت مطمئنّة إلى طاعة الله وذكره، ولم تأمر صاحبها إلا بالخير، ويكون مآلها إلى فضل الله وثوابه قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي . وادخلي جنتي ) ( الفجر : 30 - 27 ) . فعلى العبد أن يسعى في إصلاح نفسه وإخراجها من هذا الوصف المذموم، وهو أنها أمارة بالسوء وذلك بالاجتهاد وتخلقها بأحسن الأخلاق وسؤال الله على الدوام. وأن يكثر من الدعاء المأثور: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيّئ الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت" ( أخرجه مسلم ).