تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل فزعها وتخوفاتها المزعومة بشأن ملف التسلح الجزائري، حيث بادرت العديد من المواقع ومنها الصحيفة العبرية التي تعني باللغة العبرية "قضايا مركزية"، والصحيفة الالكترونية الإسرائيلية "عنيان مركزي" إلى الحديث عن قيام جهاز الموساد الإسرائيلي ب تكثيف جهوده في الشهور الأخيرة بهدف جمع المعلومات عن الجزائر"، وهي المخاوف المترتبة إزاء الدور الهام الذي أصبحت تلعبه الجزائر في الوطن العربي، بحكم موقعها الاستراتيجي في شمال القارة الإفريقية، وإطلالها على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. وذكرت الصحيفتان العبريتان سالفتي الذكر بأن القمرين الصناعيين " أوفيك 6" و" أوفيك 7" يركزان - في مهمة تجسس - عملهما حول قواعد ومقرات عسكرية ومنشآت جوية في الجزائر، بالإضافة إلى جمع المعلومات عن اثنين من المفاعلات النووية الجزائرية، ويتعلق الأمر بكل من "نور" في منطقة الدرارية و"السلام" في منطقة عين وسارة، اللذين ثبت حسب مصادر إسرائيلية أن تم التقاط صور لهما عن طريق القمر الصناعي، علما أن المفاعلين النوويين يعملان من أجل أغراض مدنية وتحت رقابة الهيئة الدولية للطاقة الذرية، غير أن الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية لا يصدقون ذلك، حسب زعم وسائل إعلام الكيان الصهيوني. ولفتت الصحيفة العبرية "قضايا مركزية" إلى أن جمع المعلومات العسكرية الاستخباراتية يتركز أيضا حول القاعدة الجوية في " أم بفاكي"، وهي أم البواقي، والتي تربض فيها أسراب من الطائرات الحربية الروسية الصنع في غالبيتها" والتي تعتبر من أكبر القواعد الجوية فى قارة أفريقيا"، مضيفة بأن "الجزائر عززت من قدراتها العسكرية فى مجال التسليح، وذلك بفضل التوسع الكبير فى إنتاج البترول"، وقالت إن هناك تخوفات فى الغرب من عدم الاستقرار فى الجزائر "بسبب تواجد وتعاظم قوة القاعدة والجماعات الإسلامية الأخرى"، على حد قولها. وكانت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي قد بثت، منذ أسبوع، شريطاً وثائقياً حول سياسة الجزائر ورغبتها في استحداث وتطوير قدراتها العسكرية، وصفقات التسلح التي شرعت في عقدها أخيراً مع كل من روسيا وايطاليا، لشراء مروحيات بملايين الدولارات، آخرها أزيد من 120 مروحية من ايطاليا، التي أعلنت عنها الجزائر في إطار استحداثها وعصرنة نظامها العسكري ودعم أسطولها الجوي، الذي لا يتجاوز 10 بالمائة مما تمتلكه إسرائيل، وتساءل التقرير عن أهداف الجزائر ودوافعها من وراء سعيها إلى تطوير قدراتها العسكرية، ومن هي الأطراف التي من شأنها أن تشهر في وجهها الجزائر كل هذه الأسلحة، هل في المغرب العربي، أم أوروبا، أم ستوجهها إلى الشرق الأوسط وبالتحديد إلى إسرائيل، حسب تساؤلات معدي التقرير، وليست هذه المرة الأولى التي تدعي إسرائيل فيها الخوف مما تسميه امتلاك الجزائر التكنولوجيا النووية وكذا تطوير قدراتها العسكرية. وبالإضافة إلى ذلك، لا يستبعد أن تستغل إسرائيل سهولة تواجدها في المملكة المغربية لجعلها منفذ تجسس على الجزائر، بعدما شرعت شركة "اتصالات المغرب" في التطبيع مع إسرائيل، منذ أيام، بعدما أدرجت ثلاث شركات إسرائيلية في إطار ما تسمى بخدمات التجوال الدولي للهاتف النقال "الرومينغ"، حيث أضحت إسرائيل ضمن الدول المشمولة بهذا الامتياز، وهو ما دفع بالمعارضة الإسلامية للمطالبة بإلغاء تلك العقود، مهددة بطرح الموضوع أمام البرلمان، وبررت الشركة ذلك بوجود جالية يهودية مغربية كبيرة في إسرائيل.