اعترفت جريدة جريدة الصباح المغربية في آخر أعدادها أن السلطات المغربية أقدمت على طرد 72 مهاجرا غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة نحو التراب الجزائري عقب توقيفهم في عرض مياه الحسيمة على متن قارب مطاطي أثناء محاولتهم إجتياز ضفة المتوسط نحو الجنة الأوروبية. وكعادتها، بررت السلطات المغربية قرار الطرد نحو الجزائر وليس نحو بلدانهم الأصلية كما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية إلى كون أغلب الأفارقة ينطلقون من دولهم نحو المغرب مرورا بالجزائر رغم أن أغلبهم يمرون عبر موريتانيا والصحراء الغربية. هذا وتشهد شوارع مدينة مغنية وبعض قراها الحدودية تزايدا ملحوظا في عدد الأفارقة الذين يجوبون الشوارع والمقاهي من أجل التسول، وطلب الصدقات من المواطنين رغم أن بعضهم يمتازون بطابع "جدّ عدواني" ولا يتوانون في الإعتداء على المواطنين كما حدث مؤخرا مع فلاح من قرية البطيم الحدودية تعرض لإعتداء خطير من طرف مهاجر غير شرعي من جنسية مالية، بدافع السرقة حسبما بينته تحقيقات عناصر الدرك الوطني بدائرة مغنية التي أوقفت المتهم وقدمته أمام العدالة. ويرى مراقبون للشأن الأمني أن عودة الأفارقة للظهور بشكل ملحوظ في شوارع مدينة مغنية يعود إلى تجميد بارونات تهريب البشر لنشاطهم، حيث تنسق شبكات إفريقية فيما بين عناصرها (لا يثقون لا في الجزائريين ولا في المغاربة) من أجل تهريب الأفارقة نحو سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا واللتين تعتبران البوابة الأولى نحو الحلم الأوروبي. ويعود توقف نشاط هذه الشبكات إلى الجريمة الإنسانية الجديدة التي أحدثتها قضية رمي الحرس المدني الإسباني خلال الأسبوع الأول من شهر أوت ل8 مهاجرين غير شرعيين أفارقة في عرض السواحل المغربية، وهو الأمر الذي تزامن مع الإعتداء على رعايا مغاربة بمليلية، مما حرّك عدة جمعيات وحتى الحكومة المغربية ضد التصرفات الإسبانية ودفعتها إلى تدويل القضية عبر عدة منابر دولية، وأمام هذه الحادثة التي أعادت إلى الأذهان حادثة إطلاق الشرطة الإسبانية للنار على مهاجرين أفارقة سنة 2005 لمّا حاول 500 إلى600 إفريقي من مختلف الجنسيات إختراق السياج الحديدي الفاصل بين سبتة والحدود المغربية، وهو السياج التي يرتفع على علو 6 أمتار ممّا خلّف سقوط عدة ضحايا. وفي هذا الإطار، وأمام إنعدام سبل البقاء للأفارقة في المغرب أين يتعرضون لإعتداءات وسلب لممتلكاتهم ورمي السلطات المغربية لهم في الحدود الجزائرية كما أشرنا في البداية، تجد العصابات الإفريقية من مدينة مغنية الحدودية ملاذا آمنا لها خاصة وأنها تجد مساعدات كبيرة من مواطني الشريط الحدودي، ناهيك عن إستفادتهم من الرعاية الصحية وغيرها من الأمور التي تشجعهم على الإستقرار في مغنية في انتظار فرصة العودة من جديد إلى المغرب قبل مواصلة الرحلة نحو إسبانيا.