أكد البروفيسور لوط بوناطيرو أن قضية توحيد رؤية الهلال وتوحيد الصيام والإفطار بين الدول الإسلامية أصبح أكثر من ضرورة، منتقدا اعتماد العالم الإسلامي للرؤية المحلية، معتبرا أنها شقاق وفرقة ومناقضة لما جاء في القرآن والسنة، مشيرا الى أن العالم الإسلامي يتوجب عليه اعتماد الإقتران عند خط مكة وحساب الشهر آلية أساسية والرؤية لا تعد سوى طريقة تكميلية لإعتماد حساب الشهر. وأضاف الدكتور لوط بوناطيرو المختص في علوم الأرض والفضاء ل"الشروق"، قائلا "الرؤية المحلية التي تعتمدها الوزارات القائمة على الشؤون الدينية في العالم الإسلامي، ومنها وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تخضع لفتاوى خاطئة ولا أساس لها من الصحة، لأن الآية الكريمة والأحاديث النبوية كلها تشير الى ضرورة صيام المسلمين في يوم واحد وإفطارهم يكون في يوم واحد، عملا لقول الرسول "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وإن غم عليكم فعدوا"، معتبرا كلمة عدوا إحالة واضحة للحساب، وقال أن العالم الإسلامي في حاجة الى اعتماد خط أرضي يكون كخط مرجعي للتقويم الهجري الذي يعتبره أصح مقارنة بالتقويم الميلادي. وضمن هذا السياق، كشف محدثنا عن فحوى اتفاق أبرم بين فقهاء وفلكيين عرب خلال الملتقى العلمي الذي احتضنته الإمارات العربية المتحدة شهر جويلية الماضي، وهو الاتفاق القائل بتوحيد يوم الصيام، معتبرا أن هذا الاتفاق شكل مرجعية لتحديد أول أيام شهر رمضان لهذه السنة، وقابلته موافقة سياسية في كل الدول الإسلامية، فيما أوضح أن الاعتماد على العلم والجانب الفلكي عنصر مهم جدا في العملية الحسابية. وعن الآلية العلمية، قال أن توحيد الرؤية بحاجة الى اعتماد خط أرضي كخط غرينتش المعتمد في التقويم الميلادي، مشيرا الى أن البحوث التي قام بها خلصت الى ضرورة تبني الخط المعلمي الصفر للزمن المار من مكة -المدينة لبداية الشهر القمري وتبني بعد ذلك المراقبة العالمية للهلال عوض فتوى ضرورة إتباع الرؤية المحلية المنتهجة من طرف جل البلاد الإسلامية في السنوات الأخيرة، وذلك بعد ما وقعت تناقضات بين الرؤية العينية والحساب الفلكي المقدم من طرف أشخاص ينظر إليهم على أنهم مؤهلون، في وقت هناك من ينتقد وجود لجان رصد الأهلة بسبب الاحتكام أحيانا الى أشخاص لا يتحكمون في علم القضية أو مقلدين لأخبار الآخرين. أما بخصوص أول أيام العيد أو أول أيام شهر شوال فقال محدثنا أن اعتماد عملية اقتران الشمس بالقمر سيكون يوم الأربعاء في حدود الساعة ال11 مساء بتوقيت الجزائر الأمر الذي يستحيل ثبوت رؤية الشهر معه، وبالتالي يستحيل أن يكون أول أيام العيد يوم الخميس، وإنما الأصح بحسب التوقعات الفلكية أن أول أيام العيد سيكون يوم الجمعة، وانتهى محدثنا الى أن توحيد الرؤية واعتماد خط مكة وثبوت الرؤية بمكةالمكرمة يكفي العالم الإسلامي للصيام، لما فيه من سند شريعي صحيح في القرآن والسنة، مؤكدا أنه يحمل عناصر لم شمل الأمة وتوحيدها، وإبعادها عما يفرقها، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريضة دينية.