دعا عالم الجيوفيزياء والفلك، الدكتور لوط بوناطيرو، السياسيين وأصحاب القرار إلى ضرورة احترام آراء ومواقف الفلكيين والفقهاء والعمل بها “لتحديد بداية شهر رمضان ورؤية الهلال”، والالتزام بتقويم موحد لكل الدول العربية والإسلامية لتفادي التشعب والتفكك واعتماد خط “مكة - المدينة” مرجعا لمراقبة الهلال، مؤكدا أن توقعات الفلكيين لهذا العام تشير إلى أن أول أيام شهر الصيام يكون 11 أوت الجاري أي هذا الأربعاء فند عالم الجيوفيزياء والفلك، الدكتور لوط باناطيرو، المعلومات والأخبار الأخيرة القائلة بأن أول أيام شهر رمضان هو 12 أوت الجاري الموافق ليوم الخميس المقبل، والمؤكد حسب المتحدث هو 11 من نفس الشهر أي “يوم الأربعاء”، معتبرا أن هناك أشخاصا وجهات تتعمد كل عام إثارة البلبلة حول الموضوع، ولا تنضبط مع الاتفاقيات العالمية المعمول بها في هذه القضية، لاسيما الاتفاقية الأخيرة التي وافق عليها الفقهاء والفلكيون في ملتقى الإمارات العربية المتحدة شهري “جوان - جويلية من 2010”، أين اتفق على الالتزام بضرورة مراقبة “هلال رمضان” انطلاقا من خط “مكة - المدينة”، مع تبني الرؤية العالمية وليس المحلية، التي اعتبرها المصدر والمرجعية بين كل البلدان العربية والإسلامية. وأوضح الدكتور لوط بوناطيرو في تصريح ل”الفجر”، أمس، أن الجزائر واحدة من البلدان التي يتعين على سياسييها وصانعي القرارات فيها الالتزام بهذه الاتفاقية، لأن التضارب في تحديد يوم الصيام وبداية شهر رمضان يبقى مشكلا قائما كلما اقترب موعده، لاسيما وأنه فريضة من فرائض الإسلام، وبالتالي وجب على السياسيين احترام قرارات الفقهاء والفلكيين للخروج من هذه القوقعة لأنهم في كل مرة يلومونهم، وعليهم وضع الثقة الكاملة في حسابات الفلكيين لأن الرؤية معرضة لبعض المخاطر وهي مكملة للحساب، بمعنى تتأكد من الحساب، ولا يمكن الالتزام بها لوحدها، بالرغم من أنها الطريق لطمأنة القلوب ولإحياء السنة، وبالتالي لا نجعلها الذريعة الوحيدة لإقرار يوم رمضان، وهذا من أجل هدف وغاية واحدة هي توحيد الأمة مصداقا للآية الكريمة “الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان فبأي آلاء ربكما تكذبان” بمعنى أن الحساب مكمل للرؤية فالأول بمثابة الروح والثانية بمثابة الجسد ولا يمكن الفصل بينهما. وأكد المتحدث أن توقعات الفلكيين وتقديراتهم لهذا العام تشير إلى أن موعد اقتران الشمس بالقمر يكون يوم 10 أوت الجاري على الساعة الرابعة و7 دقائق صباحا بتوقيت الجزائر، وهو ما يعني بداية الشهر الفلكي حيث يكون القمر والشمس على استقامة واحدة، وهو اليوم المناسب لمراقبة الهلال تكون فيه الزاوية بمقدار “0” درجة، بعدها يبدأ القمر في الابتعاد عن الشمس تدريجيا في نفس اليوم حتى غروب الشمس على الساعة 19 و50 دقيقة مساء بزاوية تساوي 10 درجات، وهي علميا زاوية يبدأ فيها تكوين أصغر هلال لشهر رمضان، وبالتالي تكون فيه الرؤية ممكنة عالميا وفي الجزائر أيضا وبالتالي يكون أول أيام شهر رمضان لهذا العام هو 11 أوت 2010 الموافق ليوم الأربعاء المقبل. وحول خط “مكة - المدينة” درجته “0” وهو الخط المعلمي للزمن الذي يمكن من خلاله تحديد الحسابات الفلكية بدقة، شأنه شأن خط غرينتش بالنسبة لباقي دول العالم، وعلى الدول العربية والإسلامية العمل بهذا الخط والاستعانة به.