تكبدت قوات الاحتلال الإسرائيلي نهار أمس، خسائر كبيرة في الأرواح بفضل صواريخ حزب الله التي تساقطت بشكل مكثف على شمال إسرائيل. فقد لقي أكثر من عشرة جنود إسرائيليين مصرعهم بعدما سقط صاروخ لحزب الله على مجموعة من جنود الاحتياط في قرية كفار جلعادي شمال إسرائيل. وقد اعترف التلفزيون الإسرائيلي بمقتل 12 جنديا وإصابة ما لا يقل عن 15 آخر بجروح بعضهم إصاباتهم وصفت بالخطيرة جدا. والجنود القتلى كانوا قد استدعوا للخدمة في العدوان المتواصل على لبنان. وتعتبر هذه الخسائر في صفوف الإسرائيليين الأكبر منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 26 يوما. وبذلك يرتفع إلى ثلاثة وأربعين، عدد الأشخاص الذين قتلوا في الهجمات الصاروخية للمقاومة. ويتوقع أن تزيد هذه الخسارة من وتيرة الضغوط الداخلية على حكومة إيهود أولمرت. وفي هذا الصدد قال قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية "هذا الحدث هو الأصعب في الجبهة الداخلية منذ اندلاع الحرب ".. بعثة الشروق الى لبنان: رشيد ولدبوسيافة. والطاهر حليسي من جهة أخرى، سقطت صورايخ أخرى بالقرب من بلدة كريات شمونة الحدودية. وتقول بعض المصادر الإخبارية إن حزب الله قصف الشمال الإسرائيلي منذ ساعات الصباح من يوم الأحد الباكر بأكثر من 100 قذيفة كاتيوشا. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن دفعة كاتيوشا واحدة على الأقل سقطت على منطقة طبريا مخلفة أضرارا جسيمة في الممتلكات في مناطق. وأعلنت قناة "هوت" الإسرائيلية أنها أوقفت بثّها في كريات شمونة والبلدات المجاورة بعدما أصابت قذيفة كاتيوشا أحد الخطوط الجوفية للقناة. كما استهدفت دفعة من صواريخ المقاومة مدينة صفد، ومستوطنة معالوت، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان المحتلة، ما أدى إلى اشتعال النيران في هذه المناطق. وموازاة مع عملية إطلاق الصواريخ على مدن الشمال الإسرائيلي، أعلنت المقاومة اللبنانية أن رجالها هاجموا قوات إسرائيلية في جنوب لبنان، وان معارك طاحنة دارت في رأس البياضة بين مقاتليها وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اعترف بإصابة اثنين من جنوده، اثنان منهم في حالة خطيرة. وأكدت المقاومة أنها نجحت في تدمير دبابتين وجرافتين إسرائيليتين بين مسكاف عام والعديسة، وواصلت إسرائيل هجومها الواسع على لبنان لليوم السادس والعشرين، مستهدفة قرى وبلدات جنوبية، مع استمرار الغارات على الطرق في منطقة شمال وشرق البلاد، بالقرب من الحدود مع سوريا. وقد تسبب العدوان الإسرائيلي في سقوط العديد من المدنيين بين شهيد وجريح.. كما تعرضت مواقع للجبهة الشعبية -القيادة العامة لتحرير فلسطين في البقاع، شرقي لبنان، لقصف جوي إسرائيلي، مما تسبب في سقوط شهيد فلسطيني.. من جهته رحب الشارع اللبناني بالرد القوي الذي قامت به المقاومة التابعة لحزب الله نهار أمس، والذي تسبب في مصرع 12 جنديا إسرائيليا وإصابة آخرين، حسب ما اعترف به الجيش الإسرائيلي. وأجمع معظم الذين استطلعنا آراءهم على تضامنهم مع حزب الله ورجاله الذين يقاتلون العدو الإسرائيلي في الجنوب وعبر إطلاق الصواريخ على مدن وقرى الاحتلال. ويؤكد مواطن لبناني عايش القصف والعدوان الإسرائيلي اليومي على أن اللبنانيين يتابعون باستمرار قناة المنار التابعة لحزب الله وينتظرون بشغف أخبار المقاومة وانتصاراتها في الميدان. ويرى الشارع اللبناني أن رد حزب الله يأتي ردا على الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال في قانا وفي غيرها من المدن اللبنانية، كما أن هذا الرد هو رسالة وجواب على مشروع القرار الفرنسي الأمريكي الذي ينتظر أن يصادق عليه مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء. ويرحب اللبنانيون على اختلاف مشاربهم السياسية والمذهبية بموقف الحكومة اللبنانية الرافض للمشروع المذكور. وما يزيد في تفاؤل الشارع اللبناني هو توحد الطبقة السياسية حول خطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة واقتناعهم أن المخططات الأمريكية أو الفرنسية، ناهيك عن الإسرائيلية لا تخدم المصلحة العليا للبنان. والملفت للانتباه أن الشارع اللبناني بات متعودا على القصف الإسرائيلي الوحشي، وقد استوقفني أن الناس كانوا يستقبلون أخبار القصف الذي استهدف مجددا مساء الأحد، الضاحية الجنوبية بعد عملية حزب الله الجريئة بصبر شديد، وبدت على معظمهم الثقة وعدم الخوف