خلصت دراسة حديثة لخبراء من جامعة شاربوك الكندية بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة مسحت مستشفيات ومؤسسات المنظومة الصحية بدول المغرب العربي إلى أن الجزائر الأسوأ من حيث التغطية الصحية مقارنة بالجارتين تونس والمغرب رغم أنها الأكثر إنفاقا على قطاع الصحة. وكشف التقرير النهائي للدراسة من خلال جداوله البيانية ومقارناته بين مؤشرات التغطية الصحية بين الجزائروتونس والمغرب عن تذيل النظام الصحي المعتمد في الجزائر القائمة رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لتحسين ظروف الرعاية الصحية للمواطن الجزائري، حيث تنفق الجزائر ضعف ما تنفقه المغرب على قطاع الصحة مقابل رعاية صحية متقاربة توصف بالسيئة، مقارنة بتونس التي تتميز بنظام صحي جيد معترف به على المستوى العالمي مقابل نفقات أكبر بقليل من نفقات الممكلة المغربية، وأقل بكثير من نفقات الحكومة الجزائرية على قطاع الصحة، وإن كان المشكل الأساسي في المغرب هو توفر رعاية صحية ممتازة بالمدن الكبرى المتوزعة على ما يعرف جغرافيا بالهلال الأخضر من مدينة طنجة حتى مراكش وردائتها وانعدامها في بعض المدن الداخلية والنائية، إلا أنها تبقى أفضل من حيث مؤشرات أمل الحياة مقارنة بالجزائر التي تهتم بالرعاية الصحية الجوارية بالمناطق الداخلية والنائية، غير أن الخلل في السياسة الصحية بالجزائر يكمن في التسيير، حيث أغلب النفقات توجه للتجهيزات على حساب التكوين وتأهيل الموارد البشرية، ما انعكس سلبا على مستوى الرعاية الصحية في الجزائر. واعتبر التقرير الجزائر الأكثر إنفاقا على قطاع الصحة مقارنة بالدولتين الشقيقتين تونس والمغرب، حيث تخصص الجزائر حوالي 4.3 بالمائة من إجمالي الإنتاج الداخلي الخام، بينما قدّر التقرير نفقات الحكومة التونسية المخصصة لقطاع الصحة ب2 بالمائة من الإنتاج الداخلي الخام و1.3 بالمائة بالنسبة للإنتاج الداخلي الخام للمملكة المغربية، واعتمدت الدراسة على مؤشرات الرعاية الصحية المعتمدة في الدراسات العالمية من متوسط أمل حياة المواطنين حسب الجنس وفعالية المستشفيات ونوعية الخدمات الإستشفائية ومدى وفرة الأدوية في كل بلد فضلا عن احتساب متوسط مصاريف المواطن العلاجية سنويا. وقارن التقرير بين متوسط أمل الحياة بين الدول الثلاث، حيث قدّرته في تونس ب70 سنة للرجال و75 سنة للنساء ثم المغرب ب70 سنة للرجال و74 سنة للنساء فالجزائر ب70 سنة للرجال و72 سنة للنساء، فرغم الارتفاع الملحوظ في متوسط أمل الحياة بالنسبة للجزائريين بعد أن كان لا يتجاوز 50 سنة غداة الاستقلال، إلا أنه يبقى الأقل مقارنة بدول الجوار، حيث يعد متوسط أمل الحياة عند المواطنين أحد أهم مؤشرات الرعاية الصحية في أي بلد، بالإضافة إلى مؤشر وفيات الرضع والمواليد الجدد، حيث قدرت ب37 وفاة في كل ألف ولادة في المغرب و38 وفاة في كل ألف ولادة بالنسبة للجزائر، إلا أن تونس حققت نتائجا إيجابية في تقليص عدد الوفيات وسط المواليد الجدد، حيث لم تعد تسجل إلا 23 حالة وفاة في كل ألف ولادة.