بلغ عدد المتبرعين بالدم على مستوى منطقة المغرب العربي نحو ثمانمائة ألف متبرع خلال العام الأخير، واعتبر مسؤول جزائري أنه رغم التفاوت الموجود بين أعداد المتبرعين في كل من البلدان المغاربية الخمسة (الجزائر- تونس -المغرب – موريتانيا وليبيا) إلاّ أنّ المعطى مقبول إلى حد ما، في وقت يتمنى أطباء تضاعف عدد المتبرعين اعتبارا لتزايد الحاجة إلى الدم في مختلف عمليات الجراحة وإنقاذ أرواح الناس. قال كمال كزال، مدير الوكالة الجزائرية للدم، أنّ عدد المتبرعين بالدم ببلدان المغرب العربي يتفاوت من بلد لآخر بحسب نسبة السكان، وقال كزال الذي يترأس أيضا اللجنة المغاربية التقنية لتسيير نوعية الدم، إن الزيادة في عدد المتبرعين المتطوعين والمنتظمين بدول المنطقة تساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدم والتبرع بالأعضاء. وتحصي الجزائر نحو 70 ألف شخص يقومون بالتبرع بالدم بصورة منتظمة، وقالت الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، إن عدد المتبرعين بالدم شهد العام المنقضي ارتفاعا محسوسا مقارنة بالعام 2007، حيث قفز عدد المتبرعين المنتظمين إلى حوالي 10 آلاف متبرع في أقل من سنة، بما سمح بحصول قرابة 400 ألف عملية تبرع بالدم خلال الأشهر الماضية، في وقت تسعى الدوائر الطبية إلى تحسين نسبة التبرع المنتظم الذي يبقى قليلا مقارنة بالتبرع بالدم لفائدة الأقارب. وتتطلع إدارات المستشفيات إلى ضمان زيادة سنوية بنسبة 10 بالمئة على الأقل، من أجل جمع التبرعات المطلوبة لسائر احتياجات الهياكل الطبية، خصوصا مع النقص المسجل في مجال حقن الدم، لذا تمّ نشر عديد الإعلانات وتعليق ملصقات بمختلف الشعارات في إطار حملة تحسيسية واسعة لتحفيز السكان المحليين على التبرع بالدم وإنقاذ حياة مواطنيهم المرضى، وبهذا الصدد، جرت الاستعانة حديثا ب13 مركزا متنقلا لنقل الدم مهيئة للتبرعات، في حين صرحت "أمينة بوداموس" ممثلة المنظمة العالمية للصحة، أن الأخيرة منحت الجزائر مساهمة مالية بقيمة 17 ألف دولار لتطوير منظومة التبرع بالدم. ووفقا لبيانات نشرتها المنظمة العالمية للصحة، فإن 82 بالمئة من سكان العالم غير متأكدين من أنهم سيتحصلون على الدم الذي يحتاجون إليه، بينما يشكّل الدم الملوث بفيروس السيدا "هاجسا مستمرا"، إذ لا يزال يمثل 5 بالمئة من الإصابات بفيروس السيدا في إفريقيا. وبيّنت دراسة ميدانية أجرتها المنظمة العالمية للصحة أن 39 بلدا فقط من بين 178 يمكنهم الاعتماد على 100 بالمئة من التبرعات التطوعية غير مدفوعة الأجر، ودعت المنظمة في هذا السياق إلى إعداد استراتيجيات واضحة لتطوير الاستفادة العالمية من أمن نقل الدم الذي يقوم على ترقية التبرع بالدم المنتظم والتطوعي وغير المدفوع الأجر.