وزارة الشؤون الدينية "طفرت زعافها" في الوكالات السياحية، و"ديوان الصالحين" يهدّد ويتوعد بالعقاب الشديد، ولجنة النقل بالبرلمان "تحرّض" وزير النقل على معاقبة المتسببين في إهانة المعتمرين، ومدير الخطوط الجوية الجزائرية يتحدى ويتصدّى ويقول أنه مستعد للتحقيق. * هي سطور عن التطورات المثيرة والخطيرة التي رافقت عمرة رمضان لهذا العلم، فالإتهامات مازالت مشتتة ومتضاربة وهناك محاولات لتقسيم دم "الفضائح" على القبائل التي تتولى مسؤولية إدارة وتسيير ملف الحج والعمرة، والذي تحوّل إلى قنبلة موقوتة تنفجر كل موسم نتيجة تضارب المعلومات وتنامي المآسي والمعاناة!. * لا فرق بين غلام الله وبربارة ووحيد بو عبد الله ومختلف الوكالات السياحية، إلاّ إذا تبيّن المسؤول الحقيقي عما حدث للجزائريين بمكة المكرمة، وكم كم غريب ومؤسف عندما يسكت المسؤولون عن قطاع معين، عندما تهبّ العاصفة، ثم يخرجون لتسجيل مواقف بأثر رجعي، لكن بعد خراب مالطة وبعد وقوع الفأس على الرأس!. * عندما يرفع هؤلاء شعار "هكذا ولاّ اكثر" لمواجهة "دعاوي الشرّ"، فمن الضروري وضع النقاط على الحروف حتى لا تتواصل "مردمة" حجاج ومعتمري الجزائر بالسعودية أو حتى جزر القمر، ومن أجل ذلك يجب "ردّ الإعتبار" لهؤلاء الجزائريين الذين أصبح يُشار لهم بالبنان هنان وهناك!. * من العيب والعار، أن تتخلى وكالات سياحية معتمدة عن زبائنها الحجاج والمعتمرين، فتتحوّل إلى وكالات للنصب والإحتيال، ومن غير المقبول أن يدسّ "ديوان الصالحين" رأسه في التراب كالنعامة، وكأنّ الأمر لا يعنيه، ومن غير المعقول أن تهرب وزارة الشؤون الدينية وتختفي ثم تظهر بعد إنتهاء "الفيلم الهندي"، ومن المثير للإستغراب والتعجّب عندما "يزعف" البرلمان ضد الخطوط الجوية التي لا يُمكن بأيّ حال من الأحوال "مسح الموس" فيها وحدها دون غيرها!. * نعم، المسؤولية مشتركة، وعلى بوعبد الله وغلام الله وبربارة ومسؤولي الوكالات السياحية المخوّلة برعاية الحجاج والمعتمرين، أن يجلسوا حول طاولة واحدة، يطرحون عليها ملفاتهم، بياناتهم، إدعاءاتهم، مشاكلهم، إتهاماتهم، دلائلهم وبراهينهم، وبعدها يُمكن ان يصلح منطق "اليمين على من إدعى والبيّنة على من أنكر"!. * من الضروري أن يتحمّل كل طرف في سلسلة تنظيم الحج والعمرة، مسؤوليته كاملة غير منقوصة ولا مبتورة، بعيدا عن التهرّب وقذف الكرة بإتجاه الآخرين وإعتماد خطة خير الدفاع الهجوم والإختباء تحت الطاولة ودسّ الشمس بالغربال، تجنا بطبيعة الحال للحساب والعقاب!. * المسؤولية جماعية وعلى الحساب والعقاب أن يكون جماعيا، دون اللجوء إلى الإنتقام و"الحقرة" وتصفية الحسابات والتمييز والمفاضلة، وماعادا ذلك فإن الضرب يجب أن يكون بيد من حديد، لأن صورة وسمعة الجزائر هي التي في الواجهة، وحتى نتجنّب غمز ولمز متربّصين يصطادون كل شاردة وواردة عن الجزائريين في الداخل والخارج!. * لا يُمكن غضّ البصر عن هيئات وموظفين يتورطون عن قصد او غير قصد، في "بهدلة" الجزائر وتمثيلها أسوأ تمثيل، عن طريق تسير فوضوي وعشوائي يعكس الفوضى المنظمة التي يعتمدها هؤلاء إلى جانب اللامبالاة والإهمال والتسيّب والتراخي في الدفاع عن هيبة الدولة!. * المشكل ليس في ملف العمرة والحج فقط، لكن لأن الشيء إذا زاد عن حدّه سينقلب إلى ضدّه، وهو ما حدث وما سيحدث في حال إستمرار "التغنانت" وضرب الريح بالعصا والحرث في الماء من طرف مسؤولين يتعاملون فقط مع النصف المملوء للكأس!.