دخلت إجراءات الحصول على رخصة السياقة يومها الأول أمس، على وقع كثير من التخوف بسبب ركوب المترشح لوحده في السيارة دون ركوب الممتحن برفقته، ما جعل كثيرا من مدارس تعليم السياقة تلغي امتحاناتها خوفا من حوادث مرور بلا تأمين تكلف صاحبها الوقوف أمام العدالة على ذنب مترشح بدون رخصة. ألغت كثير من مدارس تعليم السياقة امتحانات (ركن السيارة)، والتي تعتبر أهم مرحلة من مراحل الحصول على رخصة السياقة خوفا من تسبب المترشحين في حوادث مرور بلا تأمين تعود خسائرها على صاحب المدرسة. وفي هذا الصدد أكد صاحب مدرسة للسياقة ألغى امتحان "الركن" أن أحد المترشحين في المرة السابقة كان برفقة الممتحن ومع ذلك ارتطمت السيارة بحافة الرصيف وأدت إلى خسائر على متن جهاز محرك السيارة ورفضت مصالح التأمين تسديد الحقوق، وأعرب كثيرون من أصحاب المدارس تذمرهم تجاه مثل هذه الإجراءات الجديدة التي لا يمكن بأي حال تطبيقها في بلد مثل الجزائر يفتقد إلى مراكز مؤهلة ماديا وبالإمكانيات اللازمة لإجراء مثل هذه الامتحانات، حيث لا بد من توفر مساحات شاسعة تكون مجهزة بما لا يسمح للمترشح من تفادي أي حادث للمرور. وفيما امتنعت كثير من مدارس تعليم السياقة المغامرة بمترشحيها في ركوب السيارة بمفردهم، قررت مدارس أخرى، عدم إلغاء الإمتحان ما جعل أغلب الممتحنين يجدون صعوبة تنقيط المترشح. وفي هذا يؤكد أحد الممتحنين للشروق اليومي، أن مثل هذا القانون يعتبر جيدا لكونه يضع المترشح أمام صورة حقيقية لامتحان قيادة السيارة بمفرده وركنها، ولكنه دائما يكون مع مبدأ الحذر، ولم يخف محدثنا أن مثل هذه الطريقة لا تصلح في الجزائر العاصمة لكونها تفتقد إلى مراكز حقيقية لاجتياز امتحانات رخصة السياقة. مركز المحمدية بالعاصمة .. مكان لا يصلح للإمتحان عرف مركز المحمدية لاجتياز امتحانات الحصول على رخصة السياقة أمس، تذمرا كبيرا لدى أغلب المترشحين المقبلين على اجتياز امتحان ركن السيارة، بسبب الإجراءات الجديدة والفوضى التي تحاول من خلالها السلطات محاولة تبرير كثرة حوادث المرور، مؤكدين أن الجزائر العاصمة، تفتقد إلى أماكن لتعليم السياقة، بل أنها تفتقد إلى أماكن حقيقية لاجتياز مثل هذا الإمتحان ما جعل أجزاء كبيرة من منطقة (لافيجري ) بالمحمدية تتحول إلى حظيرة لمركز امتحان غير مجهز، وكثيرا ما تقع اشتباكات بينهم وبين أصحاب السيارات الأخرى، إذ تحولت معظم أرصفة المتوسطة وملعب المنطقة إلى أماكن تعيق حركة المرور كل يوم سبت. واعتبر أصحاب مدارس السياقة أن هذه الإجراءات الجديدة ستؤدي إلى تفاقم مشاكل الحصول على الرخصة. وأثناء الجولة التي قادت "الشروق اليومي" إلى مراكز امتحانات الحصول على رخصة السياقة، بدا جليا نرفزة الممتحن حيث أصبح يقف لساعات وهو يقوم بمراقبة المترشح، بل أن بقية المترشحين ممن لم يحن دورهم بعد، كانوا يلقون بتعاليق ساخرة على زملائهم وحتى على الممتحن نفسه. نقابة مدارس تعليم السياقة تطالب بإعادة النظر في الإجراءات الجديدةمثل هذه الإجراءات الجديدة التي وجد فيها مسيرو مدارس تعليم السياقة أنفسهم أمام حوادث مرور غير مؤمنة في أماكن غير مجهزة ولا تمت بصلة إلى ما نص عليه القانون الجديد في إجراءات الحصول على الرخصة، حيث لا تتوفر هذه المناطق على ممرات خاصة بالإمتحانات، ما يجعل المترشح وهو يقود سيارة التعليم بمفرده في مكان عام وبه أشخاص، بمثابة المغامرة بالسيارة وحتى براكبها، ما يجعله قاب قوسين من أي حادث مرور. ودعا بعض مسيري مدارس تعليم السياقة نقابتهم إلى ضرورة التحرك في مثل هذا الإجراء، يذكر أن "الشروق اليومي" حاولت مرارا الإتصال بنقابة مدارس تعليم السياقة دون أن نتمكن من ذلك، مع انه سبق وأن اجتمعت مع نهاية الأسبوع الماضي لدراسة إجراء ركوب المترشح لوحده في السيارة. يذكر أن "الشروق اليومي" كانت السبّاقة لنشر النص الكامل للحصول على رخصة قيادة السيارة، حيث جاء نص القانون واضحا في أن الممتحن يكون راكبا لسيارة التعليم أثناء الإمتحان بمفرده، لكن في منطقة مخصصة للإمتحان لا في مكان عام حسب أقوال الممتحن ومسير المدرسة والمترشح.