كشف مصدر مسؤول بوزارة النقل ل"المساء" أن هناك اجراءات جديدة ستمسّ الحصول على رخص السياقة وكذا مدارس تعليم السياقة والمندرجة ضمن الاصلاحات التي شرعت فيها الوزارة المعينة، بحيث سيتم مضاعفة الحجم الساعي المخصص لتكوين المترشحين والذي سيتراوح مابين 60 و70 ساعة مما سيؤدي الى رفع كلفة الحصول على رخصة السياقة الى 30 ألف دينار· وأضاف المصدر أن تحقيقا لوزارة النقل كشف أن التكوين الذي تضمنه مدارس السياقة ضعيف وغير كاف للمترشحين الذين غالبا ما يتخرجون ويتحصلون على رخصهم دون أن يتمكّنوا من التحكم في السيارة واستيعاب قانون المرور بشكل يؤهلهم لتسلم مقود السيارة والمغامرة في الطرق·" وأمام النتائج السلبية الناجمة عن نقص التكوين وعدم فعاليته طالبت الوزارة برفع مستوى التكوين من خلال زيادة الحجم الساعي المخصّص لكلّ مترشح بحيث سيتجاوز ال 60 ساعة عوض 18 ساعة المخصصة للسياقة و12 ساعة اضافية الخاصة بالمناورات والتي في حقيقة الأمر لا يستهلكها المترشح الذي لا يتلقى في الواقع سوى حجما ساعيا لا يتعدى 15 ساعة على أكثر تقدير، بما فيها السياقة والمناورات، يضيف المصدر الذي أكّد أن الحصة التطبيقية الواحدة تضم ساعة من السياقة لكن المترشح لا يستهلك سوى 45 دقيقة فقط وهذا نوع من التحايل الذي تمارسه مدارس السياقة· من جهته أوضح رئيس اللجنة الوطنية للممتحنين السيد عمور عبد الكريم أن الاصلاحات ستمس بشكل كبير منظومة التكوين وتدريب السائقين عبر مدارس السياقة التي تعاني من نقص كبير في التكوين وذلك من خلال تعزيز مدارس تعليم السياقة بالوسائل التكنولوجية والامكانيات الحديثة لاجراء امتحانات قانون المرور مع الالتزام بصرامة أكثر في اختبار السياقة ودعا السيد عمور عبد الكريم الى ايفاد لجان خاصة لتفتيش مدارس السياقة وتفقّد آدائها ميدانيا مع غلق مدارس المتلاعبين إن استدعى الأمر ذلك مطالبا بمراجعة شروط فتح مدارس تعليم السياقة حتى لا يستفيد كل من هبّ ودبّ من رخصة مزاولة هذا النشاط الحساس· وبخصوص نشاط المهندسين الممتحنين أوضح محدثنا أنهم غالبا ما يعانون أمام المترشحين بسبب عدم استيعابهم للدروس بشكل جيد نظرا لكثافتها وسرعة تلقيها- نزولا عند رغبة مدارس السياقة التي تحاول جلب أكبر عدد من المترشحين- مضيفا أن الممتحن لا يؤدي عمل المترشح ولا يساعده كما روجت له بعض الصحف، وإنما يتدخل فقط في حال اقدام المترشح على ارتكاب خطأ خطير والذي حتما سيؤدي الى رسوبه· ويأتي الاهتمام بمدرب تعليم السياقة في وقت تزداد فيه فاتروة الضحايا والتي يبقى العنصر البشري المتسبب الرئيسي يحصد الكثير من الأرواح بمعدل 11 شخصا في اليوم· وفيما توجّه أصابع الاتهام للسائق المسؤول عن 90 بالمائة من الحوادث المسجّلة إذ أن الترشح يثبت نجاعة وتحكم في القيادة خلال فترات الامتحان، لكنه سرعان ما يتناسى جميع القواعد والتقنيات التي تلقاها بمجرد تسلّمه رخصة السياقة·