علمت "الشروق" من مصادر مطلعة بأن الفريق أحمد ڤايد صالح، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، طلب من قادة النواحي العسكرية، وقادة القطاعات العسكرية العملياتية، والقادة الميدانيين لوحدات الجيش، ورؤساء فرق الدفاع الذاتي، على هامش الزيارات واللقاءات التي جمعته بهم على مستوى بعض الولاياتالشرقية التي زارها في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، بضرورة القضاء نهائيا على بقايا الجماعات الإرهابية المسلحة وتضييق الخناق عليها. مخاطبا القادة العسكريين بالحرف الواحد: إما أن تقضوا عليهم أو يقضوا عليكم، وهو كلام يحمل الكثير من الدلالات والمفاهيم في لغة التخاطب العسكري، خاتما جميع لقاءاته وخرجاته الميدانية بالتأكيد على ضرورة إزالة الخطر الإرهابي مع نهاية السنة الجارية، لأن الرهانات المستقبلية والبرامج الضخمة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في برنامجه الخماسي الممتد إلى غاية 2014 تتطلب توفير الأجواء الملائمة والآمنة من أجل إنجاحه. توجيهات الفريق ڤايد أحمد صالح التي جاءت مباشرة بعد اجتماع رئيس الجمهورية بصفته وزيرا للدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقادة الأجهزة الأمنية خلال شهر رمضان الماضي أفضت لحد الآن إلى نجاح القوات الأمنية المشتركة المكلفة بمحاربة الإرهاب والتصدي له من القضاء على أزيد من 60 إرهابيا واعتقال عدد منهم، وهذا دون الحديث عن استسلام ما لا يقل عن 20 إرهابيا عبر مختلف المناطق بعد أن وجدوا أنفسهم تحت وقع الضربات العسكرية المتتالية للقوات الأمنية التي نجحت أيضا منذ تكثيف عملياتها والعودة إلى أسلوب الكمائن والخرجات الليلية، من القضاء أيضا على أبرز قيادات التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، على غرار الإرهابي "عبد المؤمن رشيد" المدعو "حذيفة أبو يونس"، رئيس الهيئة العسكرية للتنظيم الإرهابي، وهو من المتخصصين في زراعة الألغام والمتفجرات مثلما كشف عنه في اعتداءات سبتمبر 2007 التي استهدفت مقر المجلس الدستوري ببن عكنون ومبنى هيئة الأممالمتحدة بحيدرة، وكذا رئاسة الحكومة، مباشرة بعد تعيينه كخليفة لأمير منطقة الوسط "سفيان أبو حيدرة"، الذي قضت عليه قوات الأمن في نفس السنة، مما سهل بعدها على القوات الأمنية المشتركة القضاء على مجموعة من أمراء الكتائب والمقربين منهم وإرغام التنظيم الإرهابي المسلح عبر كامل التراب الوطني أو بالأحرى عبر مناطق نشاطاته الإجرامية على التحصن بالجبال والمرتفعات.