موقف " بطولي " سجله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيذكره التاريخ لا محالة عندما دعا إلى تمديد تجميد الاستيطان مقابل الاستمرار في المفاوضات ! * بهذه الطريقة يدافع الرئيس الفلسطيني عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي يقتّل ويشرّد إلى بقاع الأرض وتنتهك حرماته، وتغتصب ممتلكاته بينما هم الرئيس عباس الوحيد هو تجميد مؤقت للاستيطان، لذلك لا عجب أن يتبجح نتانياهو بالدعوة إلى مواصلة التفاوض دون تقديم أدنى تنازل يؤدي إلى حفظ ماء وجه محمود عباس على الأقل . * هو خط استسلامي يمثله محمود عباس باقتدار، مقتديا في ذلك بالنظام المصري الذي هاله عدم وجود صورة الرئيس حسني مبارك في مقدمة ركب التفاوض فأوحى إلى أعرق صحيفة في الوطن العربي لتقوم بعملية "تحسين الموقع " وتقديم مبارك كفارس مغوار يتقدم أوباما في حل معضلات العصر. * غريب أمر الساسة العرب الذين يتسابقون إلى التنازل عن الحقوق والتفريط في المبادئ تحت مسمى السلام الذي ترعاه إسرائيل بالقتل الجماعي للفلسطينيين في مناسبة وغيرها . * و الأكيد أن محمود عباس عندما طالب بتمديد تجميد عمليات الاستيطان لم يفعل ذلك، رغبة في حفظ ممتلكات الفلسطينيين، كما لم يفعل ذلك رغبة منه في إنهاء العملية إلى الأبد وإنما هو يطالب بتجميد مؤقت يتمكن من خلاله للذهاب المفاوضات وهو مرفوع الرأس لأنه تمكن من إجبار إسرائيل على تجميد الاستيطان . * هذا الكلام ليس تحليلا أو استنتاجا، وإنما صدر عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الذي قال من باريس "الرئيس عباس معني باستمرار المفاوضات، لكنه يطلب من نتنياهو اتخاذ قرار باستمرار تجميد الاستيطان لخلق مناخ مناسب لاستمرار المفاوضات". * هكذا يفكر المسؤولون في السلطة الفلسطينية، وهكذا يبزنسون بحقوق الشعب الفلسطيني، لذلك ليس مستبعدا أن تقرر إسرائيل تجميد الاستيطان لفترة أخرى لإقامة الحجة على الجميع ثم تنتزع ما شاءت من التنازلات والمباركات من عباس ورفاقه، وبعدها تعود إلى الاستيطان من جديد. * لكن التطورات الحاصلة تشير إلى أن مستقبل الفلسطينيين ليس بيد السلطة الفلسطينية وإنما هو بيد الفلسطينيين أنفسهم مدعومين بأحرار العالم الذين يواجهون الأخطار لكسر الحصار عنهم .