فيما وصف بأنه تمهيد لانهيارها، حذرت الولاياتالمتحدة وللمرة الأولى من أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تصمد حتى نهاية الأسبوع في ظل إصرار الجانبين على التمسك بموقفهما من قضية الاستيطان، وذلك في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون فلسطينيون من أن فشل المفاوضات الحالية سيكون له نتائج كارثية على سلام وأمن الشرق الأوسط. وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل جيمس كانينجهام أن الإدارة الأمريكية متخوفة من تفجر المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات في ما يتعلق بمسألة البناء في المستوطنات. ونقلت صحيفة ''هآرتس'' العبرية عن المسؤول الأمريكي قوله خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي في تل أبيب أمس أن الإدارة الأمريكية تمارس الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق بشأن الموضوع، موضحاً أن بلاده ستقدم اقتراحاً توفيقياً فقط إذا طلب الجانبان ذلك، وهذا لم يحدث حتى الآن، ونحن قلقون لأنه لم يبق وقت طويل للتوصل إلى حل. في نفس السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا ينوي المشاركة في مفاوضات سلام مع الإسرائيليين والفلسطينيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تزامناً مع تأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن المفاوضات المباشرة هي هدف طويل المدى، مشيراً إلى أنه ''ستكون هناك لحظات من الإحباط على الأرجح''. في غضون ذلك، دعت اللجنة الرباعية في بيان، إسرائيل إلى تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، مؤكدةً أن التجميد له أثر إيجابي على سير المفاوضات. وحث البيان الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على تجنّب ''الأفعال الاستفزازية''، كذلك أكدت أهمية اتفاقات السلام الموازية بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان. ودعا الدول العربية إلى ''دعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والتقدم على المسارات الأخرى باتخاذ خطوات جريئة''. بدوره، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من نيويورك، موقفه الداعي إلى ضرورة تجميد الاستيطان في حال رغبة إسرائيل في الحفاظ على سير المفاوضات المباشرة. وأوضح عباس، ''إذا جمّدت إسرائيل الاستيطان لمدة شهر، نفاوضهم لمدة شهر، وإن جمدّوها لثلاثة شهور نفاوضهم لثلاثة شهور، وإذا لم تجمّد إسرائيل الاستيطان فإننا لن نفاوضها''. في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المحادثات يجب أن تستمر من دون أي شروط يفرضها الفلسطينيون، مشيراً إلى ''أننا تخلصنا من الشروط المسبقة قبل المحادثات، وينبغي ألّا نعيدها بعد بدء المحادثات بخمس دقائق''. وأكد نتنياهو أمام اجتماع لمؤتمر المنظمات اليهودية الأمريكية عدم وجود تسوية قريبة بشأن موضوع تمديد تجميد الاستيطان، مشيراً إلى التزامه بمواصلة المفاوضات ''بالرغم من أنه غير راض عن جهود الرئيس الفلسطيني''. ودعا نتنياهو السلطة الفلسطينية إلى ضرورة أن تأخذ في الاعتبار وجوداً إسرائيلياً أمنياً على امتداد منطقة غور الأردن، شرق الضفة الغربية. وقال إن إسرائيل لن تقبل صيغة تتضمن وجود قوات أجنبية لحفظ السلام على الجانب الشرقي للضفة الغربية، معتبراً أن ''القوة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها للدفاع عن الشعب اليهودي هي قوة الجيش الإسرائيلي''. في هذه الأثناء، قال مسؤولون فلسطينيون، إن فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الحالية، سيؤدي إلى العودة إلى المربع صفر، وسيكون له نتائج كارثية على سلام وأمن الشرق الأوسط. أضافوا إن تصلب الموقف الإسرائيلي حيال الاستيطان، يمثل تهديدا حقيقيا للمفاوضات، مؤكدين أن السلطة حريصة على استمرارية المفاوضات على أسس ومبادئ الشرعية الدولية.