* * انطلقت أمس بمدينة بريتوريا الجنوب إفريقية فعاليات كأس دانون للأمم في كرة القدم بمشاركة أربعين دولة من بينها الجزائر الحاضرة بفريقين. وإذا كانت التظاهرة مخصصة للأطفال دون الثانية عشرة، إلا أنها شدت إليها اهتمام محبي الكرة الساحرة وجلبت إليها المشجعين، سيما من آباء وأمهات أطفال المشاركين. * * * "دانون كاب" مونديال الأطفال * * رغم أن كأس العالم انتهت منذ أزيد من شهرين، إلا أن كأس دانون لكرة القدم أعادت حمى المونديال إلى بيريتويا وجوهانسبورغ المحتضنتين للدورة، وقد عاش مطار جوهانسبورغ احتفالا حقيقيا بوصول أزيد من ألف طفل مشارك في دورة جنوب إفريقيا. ولم ينتظر المشاركون طويلا بعد وصولهم جنوب افريقيا لتبدأ الرهانات والتحديات بين اللاعبين الصغار الذين جاؤوا من أوروبا وآسيا وأمريكا.. جاؤوا إلى جنوب القارة الذي كان لمدة سنة كاملة قبلة محبي الكرة بعد أن استضافت جنوب إفريقيا كأس القارات وكأس العالم 2010 . * * الجزائر بفريقين.. وروح التحدي حاضرة * * تشارك الجزائر في دورة دانون لكرة القدم بفريقين، وهما مدرسة سوناطراك والشلف على اعتبار أن دورة السنة الماضية قد الغيت وكانت مقررة بالبرازيل. ولم يخف الأطفال الجزائريون رغبتهم في مواجهة الفرق الأخرى المشاركة، وتمنوا جميعا اللعب ضد البرازيل والأرجنتين واسبانيا، هذه الأخيرة التي لم يتردد ممثلوها في تذكير الجميع بأن بلدهم نال كأس العالم وعلى أرض جنوب افريقيا بالذات. وبالرغم من صعوبة المهمة بتواجد دول معروفة بتفوقها في مجال الفئات الشابة واهتمامها بالتكوين، إلا أن ممثلي الكرة الجزائرية يقولون بأن التنافس على المراتب الأولى ممكن باعتبار أن الفارق في المستوى ليس كبيرا، وبإمكان الشبان الجزائريين إسماع صوتهم في الدورة. * * إمكانات كبيرة تحت تصرف الصغار * * ولم تتخلف شركة "دانون" الراعية للبطولة في توفير كل الإمكانات اللازمة للمشاركين، باعتبار أن "دانون كاب" هي أكبر تظاهرة كروية عالمية موجهة للأطفال في العالم. وقد وجد المشاركون كل الوسائل الضرورية للتحضير والتدريب والاسترجاع، حتى وإن كان العدد الكبير من المتنافسين قد حول الجامعة الرياضية، ببريتوريا، إلى فضاء مفتوح للأطفال للتعبير عن تطلعاتهم وإظهار شخصياتهم بعيدا عن المستطيل الأخضر. * ولم يتردد المشاركون في التعبير عن سعادتهم بالملاعب الجيدة والعشب الطبيعي الذي ساعد الأطفال على إظهار مهاراتهم واللعب براحة كبيرة دوم خوف من الإصابات. * * زيدان مصدر تحفيز وإلهام! * * يشارك في دورة جنوب افريقيا عدد كبير من اللاعبين المنتمين إلى المدارس والأندية المعروفة في العالم، وكل واحد من اللاعبين يحلم بالفوز بلقب الدورة، لكن الأهم والأغلى بالنسبة لكل الحاضرين من لاعبين ومدربين ومرافقين هو مقابلة النجم العالمي زين الدين زيدان، الراعي الأول للبطولة. وينتظر الأطفال بفارغ الصبر وصول "زيزو" إلى جنوب افريقيا للإشراف على النهائي وتسليم كأس الدورة للبطل بملعب أورلاندوبيرايتز في جوهانسبورغ. * * ميسي، رونالدو ورونالدينو حاضرون * * وبعيدا عن التنافس وحب الفوز، تميزت كأس دانون لكرة القدم بأطفالها الذين يحلمون بالمجد والشهرة، في جامعة بريتوريا مقر إقامة المباريات، في الملاعب وخارجها، لم يتردد بعض الأطفال في تقليد نجوم العالم مثل رونالدو، رونالدينو وميسي، ويظهر ذلك من تسريحة الشعر والحركات، أما على ميدان اللعب، فمحاولة التقليد صارخة، وهو الأمر الذي أمتع الحاضرين، حتى وإن كان الإفراط في التقليد قد أفقد بعض المدربين أعصابهم. * * * مستوى الأطفال متوسط.. والرغبة في التعلم أكيدة * * بعد اليوم الأول من المباريات التي تجري بالتتابع مع انقطاع في منتصف النهار، تبين أن الاندفاع قد تغلب على الإبداع، ومن الواضح أن الأطفال لم يتمكنوا من التخلص من الضغط الذي فرض عليهم، على غرار المشاركين منهم لأول مرة. وبالرغم من الإجماع على أن بعض الفرق لم تقدم ما كان منتظرا منها بصفتها رائدة في الفئات الشبانية، إلا أن الاعتقاد الغالب على المتتبعين هو أن اللاعبين الصغار يريدون التعلم وتطوير قدراتهم الفنية والبدنية، خاصة وأنهم يؤمنون بأن حضور الفرق الخبيرة سينفعهم في المستقبل، وهو نفس الرأي بالنسبة لمدربيهم ومرافقيهم. * *