الساعة كانت التاسعة والنصف من ليلة الخميس، والانطلاقة كانت من مقر الأمن الولائي نحو وجهة مجهولة مع فرقة الشرطة القضائية التي كان يقودها الضابط خلايفي مع اثني عشر عونا، إعتادوا في منواباتهم كسر هدوء الليل بمحركات سيارتهم وتنقلاتهم بين الأزقة والأحياء للمراقبة والتفتيش، الكل يعرف مهمته، والبداية كانت بمقبرة ذراع البرج والآثار الرومانية، هذه الأخيرة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مرتفع للدعارة والمخدرات ومختلف الجرائم. معاذ حال المقبرة كان يرثى له، فالأموات لم ينجوا من تخريب قبورهم، ووسط هدوء وظلام دامس إكتشفنا والعناصر المرافقة لنا آثار تخريب القبور، وهي عملية تقريب يومية يقوم بها السكارى والمجرمون. أيدي الإجرام تطال قبور الموتى بمقبرة ذراع البرج الغربي إكتشفنا، وسط الظلام الدامس وباستعمال الأضواء الكاشفة، آثار تخريب وتهشيم القبور، ففي جولة داخل المقبرة شاهدنا عشرات القبور مهشمة، فلم يكتف محترفو الجريمة بالاعتداء على الأحياء والممتلكات، ولم يشف غليلهم إلا بعد الاعتداء على الأموات، ولعلهم أحرجتهم شكاوى الأحياء فلجأوا إلى الأموات على خلفية أنهم لا يقصدون مراكز الشرطة لإيداع الشكاوى. الوجهة الثانية هي المقبرة المسيحية عند المخرج الشرقي للمدينة، مقبرة محصنة ومغلقة الأبواب عكس مقبرة ذراع البرج، وعلى بعد أمتار وعند أسوارها الخلفية جهة الوادي إكتشف أعوان الشرطة القضائية قاصرة وشاب لا يتعدى عمرهما 25 سنة في موقف مخل بالحياء، اقتيدا لمركز الشرطة في انتظار الشروع في التحقيق معهما واستدعاء ولياهما حسب ضابط الشرطة، لتبدأ رحلة أخرى مع السكارى والاعتداءات الليلية. بدءا بالملعب البلدي بحي 140 مسكن وانتهاء إلى حي 56 مسكن، الملعب نصف الأولمبي وسط هدوء مخيم على الجهات المذكورة، عملية تفتيش لعدة أحياء أسفرت عن مباغتة أشخاص يشربون الخمور بالقرب من شركة سونلغاز وحديقة جرجرة.. القبض على مجموعة محترفة في سرقة السيارات 04 أشخاص ألقت الشرطة القضائية القبض عليهم، كانوا يمتهنون سرقة السيارات. التحقيقات متواصلة ولم تتسرب أي معلومة عنهم في انتظار استكمال التحقيق.. الساعة الرابعة صباحا العودة إلى مركز الشرطة بعد مداهمة للكشف عن عالم الجرائم بمختلف أنواعها.