حرصت "الشروق" على التواجد بالمطار صبيحة أمس، لاستقبال طلائع الوفد الجزائري المشارك في قافلة "شريان الحياة رقم 5" الذي وصل إلى الجزائر عصر يوم امس، وأكد العائدون من غزة حفاوة وحرارة الاستقبال التي خص بها الوفد الجزائري بشكل خاص، ونقلوا رسالة شعب غزة المحاصر إلى إخوانهم الجزائريين. * عبرت السيدة نجوى سلطاني حرم السيد أبوجرة سلطاني وهي ضمن الوفد الجزائري المشارك في شريان الحياة 5 لدى وصولها عن مشاعرها قائلة "وطئت أقدامنا أرض غزة المباركة والحمدلله وقابلنا أهلها وبلغناهم تضامن كل أفراد الشعب الجزائري، وكان وقوفنا أمامهم بمثابة وقفة كل الشعب الجزائري إلى جانبهم" قبل أن تضيف بالقول "مثلنا بلد المليون ونصف المليون شهيد تضامنا مع بلد المليون ونصف المليون صامد وليس محاصرا". * كمال خليلي عضو مجلس الأمة، أشاد في سياق متصل بتمسك أهل غزة بأرضهم رغم الظلم واليتم والتشرد التي يعانون يعيشونها، وأردف كمال خليلي: "أنا جد سعيد بهذه التجربة التي لمت شمل الأمة العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني الذي يحاول أن يضعف العرب والمسلمين" قائلا: "لكن الحمد لله لم تزدنا سياسته إلا قوة واتحادا، نحن وكما سبق أن أعلنها الرئيس الراحل هواري بومدين نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". * نشكر جريدة "الشروق" التي تركناها في غزة ووجدناها أمامنا * قال عبد الحميد فالي، ممثل جمعية الإرشاد والإصلاح بولاية المسيلة، أنه وجد أهل غزة الجريحة صامدين رغم الاحتلال الغاشم، كما حرص على نقل رسالة اهل غزة لإخوانهم الجزائريين "يا أبناء وأحفاد الميلون ونصف المليون شهيد لا تتخلوا عن شعب الميلون ونصف المليون سجين". * وأضاف ممثل جمعية الإرشاد والإصلاح في ذات السياق، أن الوفد الجزائري وقف على العديد من الحالات الإنسانية الصعبة الناجمة عن شراسة الاحتلال الصهيوني، على رأسها طفلة في العقد الخامس عشر التي فقدت 29 فردا من أسرتها وحالة يتم أخرى، حيث تشرف على التكفل بهم جمعيات محلية على غرار جمعية الصحفي الصغير. * السلطات المصرية تحتجز متضامنين من شريان الحياة * هذا وقد نقلت "الجزيرة نت" عن مشاركين في قافلة "شريان الحياة 5" أن سلطات مطار القاهرة تحتجز عددا من أفراد القافلة الذين عادوا من قطاع غزة بعد ما منعتهم من مواصلة السفر إلى بلدانهم. * وقال مصدر مطلع للجزيرة نت إن من بين المحتجزين نائب رئيس الجمعية الوطنية في البرلمان الموريتاني محمد محمود ولد أمات رئيس الوفد الموريتاني في القافلة والذي وصل إلى مطار القاهرة مع عدد من المشاركين. * وأوضح المصدر أن سلطات المطار صادرت جوازات وتذاكر بعض المشاركين واحتجزتهم في قفص، ورفضت تدخل السفارة الموريتانية لحل الإشكال، حيث لاتزال المجموعة المذكورة قيد الاحتجاز في حين سمحت السلطات لمشاركين آخرين بمغادرة المطار. * وأكد أن من بين المحتجزين مواطنين من دول أوروبية ومواطنا تونسيا شاركوا في القافلة، إضافة إلى الوفد الموريتاني الذي يضم في صفوفه ثلاثة برلمانيين. * وقال المصدر إن المحتجزين يعتبرون ما أقدمت عليه سلطات مطار القاهرة عقابا لهم على مشاركتهم في قافلة "شريان الحياة 5"، وتضامنهم مع قطاع غزة المحاصر، مشيرين إلى أن السلطات المصرية رفضت ترحيلهم ولم تقبل تدخل السفارة. عبد القادر حجار يسهل عملية عودة الوفد الجزائري لأرض الوطن وقف سفير الجزائر بمصر عبد القادر حجار، على مراسيم استقبال الوفد الجزائري القادم من قطاع غزة، من خلال ممثله خالد مشري مدير المراسيم بالسفارة، حيث تكفل مشري بإجراءات شراء التذاكر لكل الوفد، الذي دخل الجزائر عبر مرحلتين، واهتمت السفارة بمختلف الإجراءات داخل المطار، حيث أكد مشري في تصريح للشروق أن سفير الجزائر بمصر كلفه بتسهيل إجراءات الوفد، والوقوف شخصيا على كل ما يحتاجه، مضيفا أن السفير كان يتابع باستمرار مسار القافلة منذ خروجها من الجزائر، وإلى غاية وصولها للقاهرة، وهو الاهتمام ذاته التي توليه بكل بعثة جزائرية لهذه الدولة خاصة الرياضية يضيف مشري، إضافة إلى البعثة الطلابية والحجاج الجزائريين الذين تزامن سفرهم مع دخول الوفد الجزائري للقاهرة. * يذكر أن أعضاء قافلة شريان الحياة 5، قد غادروا قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات، أول أمس، عن طريق معبر رفح الحدودي، بعد تسليمه للمساعدات التي جاؤوا بها من 30 دولة عبر العالم، والمقدرة ب5 ملايين دولار أمريكي، ضمت سيارات نفعية وأخرى للإسعاف، وكذا مستلزمات ومواد طبية وأخرى مدرسية، كما قامت الوفود بجولات تفقدية لمناطق الخراب والدمار التي ألحقها الصهاينة بالقطاع. * أصداء عند المغادرة * - تميزت أجواء افتراق وفود قافلة "شريان الحياة5" على معبر رفح بعناق حار بين أعضائها ودموع ذرفوها من صميم القلب بعدما عاشوا أسرة واحدة لأكثر من اثني وعشرين يوما لأقلهم، مما جعل الغزاويين أنفسهم يتضامنون معهم. * - ظلت كارول الملقبة بأم القافلة ترافق الوفد الجزائري طيلة تنقله بين قاعات المطار إلى أن حانت لحظة مغادرتها ضمن الوفد البريطاني، لتخرج من المطار مرددة عبارة "شكرا جزائر". * - قام النائب البرلماني محمد ذويبي بإحضار شجرة زيتون وعد بها ابنته لغرسها في الجزائر، ولكم كان حرصه عليها شديدا في المطار حتى أنه كان يوصي الكل عليها. * نور الدين رقاب تاجر * كانت ثلاثة أيام غير كافية للاطلاع على جميع آثار الكارثة الانسانية التي خلفها الكيان الصهيوني الغاشم، واكتشفنا أن شعب غزة غير عادي بمعنوياته العالية جدا وقدرته على الصبر والصمود واطمأنا على مستقبل أرضه الطاهرة أمام نشاطه الدؤوب والمنسق بطريقة رائعة. * أبو إسراء من العاصمة * الرحلة كانت رائعة وبلغت أهدافها بدخول القافلة بكل المساعدات التي تحملها، وملاقاة إخواننا المحاصرين، وكانت تلك الخطوة مهمة لكسر الحصار على غزة. نسأل الله عز وجل الإعانة في تسيير قوافل أخرى حتى يكسر الحصار نهائيا عن هذا الشعب الصامد والمحاصر في أكبر سجن عرفه التاريخ. * الأدهم عيسى * هذه الرحلة لم تكن سياحية، بل لها أبعاد تضامنية مع القضية الفلسطينية، بحيث أن كل فرد أسس لنفسه مشروعا يخدم القضية الفلسطينية وليس كسر الحصار عن غزة فقط، ودخولنا غزة عبر رفح المصري هو إنجاز وكسر للحصار أيضا، وهذا مهد لنا الطريق لمشاركات أخرى بأكثر مدد ومعونات أفضل.