المنكوبون طالبوا بالترحيل الفوري إلى سكنات اجتماعية قضت عائلات حي القروي ببلدية أولاد شبل بدائرة بئر توتة، أول أمس ليلة بيضاء داخل أقسام مدرسة ابتدائية، هروبا من سيول الأمطار التي غمرت سكناتهم الآيلة للسقوط في أية لحظة، بسبب قدمها وانعدام مصبات المياه والبالوعات، الأمر الذي جعلهم يقتحمون المدرسة الابتدائية المحاذية للحي. تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة على مختلف مناطق الوطن خلال ال48 ساعة الماضية في فيضانات غمرت العديد من المساكن بولايات الجزائر والبليدة وبومرداس والشلف، قامت مصالح الحماية المدنية على إثرها بإجلاء العائلات القاطنة. وشُرّدت عشرات العائلات، بحي القروي ببلدية أولاد شبل بدائرة بئر توتة جنوب غرب العاصمة، من بينهم أطفال ونساء، أين اقتحموا في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، أقسام المدرسة الابتدائية القريبة من الحي. وأكد ممثلو هذه العائلات أن السكان وبمجرد سماعهم صراخ إحدى نساء الحي، جراء دخول المياه إلى منزلها بقوة شديدة، خوفا منها سقوط الجدران، باعتبار أن المنازل طوبية وتعود إلى العهد الاستعماري، سارع السكان إلى مغادرة منازلهم خوفا من وقوع كارثة، لأن كمية الأمطار المتساقطة فاقت ال60 ملم، وأصيب بعض المواطنين بصدمات نفسية، خوفا من حدوث كارثة لا تحمد عقباها، وانهيار البنايات، في الوقت الذي تم فيه الاستنجاد بالسلطات المحلية التي تنقلت إلى عين المكان، وقامت بإخلاء المنازل من السكان. وأكد ممثلو العائلات المنكوبة التي يقارب عددها50 عائلة، أن السكان يوجدون في حالة يرثى لها، حيث اضطروا لإخلاء منازلهم في حدود الساعة23 ليلا تحت الأمطار بعد دخول كميات كبيرة من مياه الأمطار وتسربها إلى داخل المنازل والتي أتلفت الأثاث، مخلفة فوضى كبيرة وهلعا في صفوف العائلات التي هالها منظر المياه المتدفقة، سيما فئة الأطفال الصغار، وفي هذا السياق يقول ''نور الدين'' أنهم استعملوا بعض الأواني البلاستيكية لإخراج المياه من الغرف، إلا أن قوة المياه جعلتهم يفرون بالأطفال الصغار وما خف من الافرشة والأغطية التي قضوا بها ليلة بيضاء داخل المدرسة الابتدائية غير بعيدة عن حيهم، معتبرا أن الحالة نفسها داخل المنازل أو خارجها. وصرح السكان بأنهم أخطروا مصالح البلدية والدائرة والولاية في عدة مناسبات بالخطر الذي يهدد عائلاتهم في حال انهيار المباني، خاصة في فصل الشتاء، وطالبوا بضرورة الترحيل الفوري والعاجل إلى سكنات اجتماعية جديدة في إطار برنامج رئيس الجمهورية المخصص للقضاء على السكن الهش، لكن عدم الاستجابة لهذا المطلب أجبر العائلات على قضاء ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في مدرسة ابتدائية ''رابح بوطريف'' خوفا من انهيار البنايات على رؤوس السكان، خاصة وأنها تعود إلى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أين كانت تستغل كمحتشد من طرف القوات الاستعمارية.