تشهد الساحة الثقافية بغرداية، خلال هذه الأيام، حركية لم تعهدها في بقية شهور السنة، الأمر لا يعد مفاجئا عندما نعيد قراءة مشاهد فصول الصيف الماضية، فحينها تخرج الجمعيات الثقافية من سباتها وتنعش من حولها، لكن سرعان ما تعود إلى سابق عهدها ويصبح الانتكاس هو الغالب على المشهد الثقافي بغرداية في ظل ركود رتيب للهيئات الثقافية الرسمية ما عدا مبادرات ديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب خلال شهر التراث. عبد المجيد رمضان جمعية سبيل السلام الإجتماعية الثقافية كانت أول من أزاح الستار عن الأنشطة الثقافية الصيفية بإقامة أسبوع ثقافي بدأ يوم الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب وتضمن معارض ومحاضرات حول دور الروضة في بناء الشخصية المتوازنة للطفل وفي غرس القيم النبيلة في نفوس الأبناء، وامتدت الأنشطة بعد ذلك إلى العطف مدينة الألف عام لتحتضن مراكز المطالعة والترفيه الموجهة للأطفال في دورتها السابعة على التوالي وستتواصل إلى غاية 8 أوت المقبل بمشاركة 1500 طفل مسجل من مرحلة ما قبل التمدرس إلى المرحلة الثانوية، تشرف على هذه المراكز جمعية الطفولة السعيدة التي صرح رئيسها بوبكر صالح ل "الشروق اليومي" أن الغاية من إقامة هذه المراكز هو استقطاب اهتمام الأطفال بمطالعة الكتاب واستغلال أوقات الفراغ الصيفية فيما يفيدهم من الألعاب الفكرية والترفيهية، مؤكدا على نجاح هذه العملية بدليل الإقبال المتزايد عليها من سنة إلى أخرى. فوج الرستمية للكشافة الإسلامية الجزائرية أبدى بدوره اهتماما بالطفل ويقيم هذه الأيام بواحات غرداية أسبوعه الثقافي ببرمجة استعراضات كشفية ومسابقات للأطفال وأنشطة فنية يحييها فنانون ومجموعات صوتية وفرق مسرحية محلية على غرار فرقة عمر باجو المتخصصة في المسرح الفكاهي الهادف. أما بخصوص الملتقيات الفكرية التي دأبت بعض الجمعيات على تنظيمها، فبعد اختتام ملتقى جمعية الإصلاح حول فكر الشيخ حمو فخار، يأتي الدور على جمعية الإستقامة التي عودت سكان ربوع غرداية على إعداد أطباق ثقافية دسمة وشهية كل صيف تعالج قضايا اجتماعية وسياسية محلية راهنة، وقد ارتأى منظمو الأيام الثقافية الرابعة عشر لهذه الجمعية تناول موضوع أداء المنظمات والجمعيات من خلال تنظيم ندوة حول دور المجتمع المدني في التنمية المحلية إلى جانب ثلاث محاضرات مواضيعها هي على التوالي، مؤسساتنا بين العرف والتقنين، آليات الإتصال والتواصل في المنظمات، العولمة.. انعكساتها على الثقافة والمجتمع، كما برمجت نفس الجمعية عددا مماثلا من المحاضرات خصصت للشريحة النسوية تتمحور حول أسس التربية الإيجابية والأساليب الناجحة في توجيه المراهقين.