بعدما قضى 6 سنوات في السجن من أصل 20 سنة عن تهمة قتل مجاهدة فرنسية، عادت محكمة جنايات العاصمة وقضت ببراءة الشاب، في حين أدانت خطيبته ب15 سنة، وهذه الأخيرة هي من ذكرت اسم خطيبها واتهمته بقتل العجوز. * ومن حيثيات القضية التي شكلت لغزا محيرا، أن الضحية وهي فرنسية تدعى (فرانسوان جونيفيان) تبلغ من العمر 74 سنة، شاركت في ثورة التحرير وتزوجت مجاهدا جزائريا، وقررت بعد الاستقلال البقاء في الجزائر بعدما تخلى عنها جميع أقاربها بفرنسا، واتهموها بالخيانة، فكانت تعيش وحيدة بشقة بشارع علي زهار وسط العاصمة، في حين تتردد عليها بنت الجار المدعوة (ع،ه) البالغة 19 سنة من العمر لتنظيف منزلها، وبتاريخ 13 جوان 2004 جاءت صديقة العجوز، وهي جزائرية تشتغل في إحدى الجمعيات الخيرية الفرنسية لتتفقدها، فتفاجأت بباب الشقة مفتوحا والعجوز لا ترد، فعاودت إغلاق الباب واتصلت بمصالح الأمن، والذين اكتشفوا ساعة معاينتهم للمكان الأثاث مبعثر والعجوز ملقاة عارية على ظهرها في غرفة نومها، وعنقها ملفوف بقميص ومطعونة بسكين، فتوجهت الشكوك نحو الفتاة (هدى)، والتي سردت لرجال الشرطة وقاضي التحقيق بالتدقيق مراحل الجريمة، فهي اتفقت مع خطيبها لسرقة العجوز، ثم دخلا شقتها يوم الوقائع، حيث طلب منها الشاب كأس ماء، وبمجرد استدارتها انقض عليها بضربة نحو الكتف ثم دفعها لتسقط أرضا موجها لها ركلة على الحوض، ثم ضغط على قفصها الصدري حتى نزفت منها الدماء. * بعدها نزعا ملابسها ومدداها في غرفة نومها، مصرحة بأنها أقدمت على هذا الفعل بتهديد من خطيبها، وعلى هذا الأساس تمت إدانتهما ب20 سنة سجنا لكل واحد في سنة 2004 رغم تمسك الشاب بالإنكار. لكن المتهمين طعنا في الحكم وعادت قضيتهما من جديد، وتمسك الشاب مجددا بالإنكار، مستغربا ذكر اسمه من طرف خطيبته، وهذه الأخيرة نفت ضلوعها في الجريمة، مصرحة بأنها سمعت »بأن ابن خالتها هو القاتل!! « وكانت الفتاة كثيرة التناقض والغرابة في تصريحاتها، كما أنها وساعة تواجدها بالسجن، بعثت رسالة لخطيبها تطلب منه العفو على توريطها له، ومصرحة »بأنها تحبه كثيرا ولا تتخيل زواجه من أخرى«، وبعد المداولات تحصل الشاب على البراءة وخطيبته على 15 سنة سجنا. * *