* لم يسمع بوتفليقة بمعاناة العربي زكال ولا قسوم وإلا ما سكت انتقدت المطربة زكية محمد في حوار مع "الشروق" الوضعية المزرية التي آل إليها الفنان الجزائري في ظل حرمانه من أبسط حقوقه وسياسة الحصار المضروبة عليه من طرف المؤسسات الفنية للدولة، التي قالت بشأنها "إنها تفضل استقطاب الفنانين الأجانب ووضع الملايير في جيوبهم على توجيه دعوة للمطربين الجزائريين غير آبهة بالبطالة التي يعيشها الفنان الجزائري". * صعدت زكية محمد لهجتها ضد الذين ينتقدون لجوء العديد من المطربين الجزائريين المعروفين حتى على الساحة العربية إلى الغناء في الأعراس التونسية لتأمين لقمة عيشهم، مؤكدة على أنه "لم يبق لهؤلاء الفنانين خيار في ظل بقاء دار لقمان على حالها، وفي ظل الوضع المزري الذي يعيشونه". * وطالبت ضيفة "الشروق" الحكومة الجزائرية بضرورة التعجيل بالإفراج عن قانون الفنان "الذي حال دون تمكين الفنانين الجزائريين من الاستفادة من أبسط حقوقهم"، مستغربة سبب التأخر في الإعلان عن نفس القانون قائلة: "منذ سنوات وأنا أسمع عن نص تشريعي خاص بالفنان.. لكن السنوات مرت دون أن نرى هذا القانون الذي ينتظر أن يرفع الغبن والمعاناة عن الفنانين عبر تمكينه من الاستفادة من حقوق كثيرة ضائعة كالحق في التقاعد والعلاج"، قبل أن تشير إلى أن "غياب نقابة فنية في الجزائر زاد من تأزم وضعية الفنان الجزائري". * واستنكرت زكية محمد الوضع الذي رحل فيه كبار الفنانين الجزائريين، على غرار الممثل القدير العربي زكال، الذي غادر الحياة بعد طول معاناة من إصابته بالانهيار العصبي، ونفس الشيء حدث مع مطرب الأغنية الشعبية قسوم الذي بقي طريح الفراش، وتوفي بعد طول معاناة بعد أن نخر المرض الخبيث جسده، دون أن يسمع بمعاناته أحد وتوفي دون أن يسمع به أحد كذلك. * وفي سياق متصل قالت زكية محمد إن "هذا المصير المشؤوم لم يكن من نصيب عمي العربي ولا قسوم فحسب، فقد مس الموسيقار الكبير الشريف قرطبي هو الآخر، والذي اضطر المطربون الجزائريون لتوجيه نداءات من خلال الإذاعة لمساعدته، ليتمكن بعدها أبناؤه من تدبر الأمر غير أنهم لم يتمكنوا من إدراكه، بعد أن تغلغل المرض الخبيث في جسمه". * وهكذا سيكون مصير كل الفنانين الجزائريين، حسب زكية محمد، في ظل افتقارهم إلى أبسط حقوقهم، المتمثلة في التأمين، قائلة في هذا السياق: "لو سمع الرئيس بوتفليقة بالعربي زكال وقسوم لما سكت"، وأعربت ضيفة "الشروق" عن أملها في أن تشتمل مبادرة الحكومة الجزائرية والمتعلقة بالتكفل بهم للعلاج في الخارج كل الفنانين دون تمييز حتى تساهم في رفع بعض المعاناة عنهم. * وأشارت زكية محمد إلى حرص الفنان الجزائري على الحضور والمشاركة في كل الأحداث والتظاهرات التي تشهدها البلاد حلوها ومرها رغم تهميشه، قبل أن تضيف: "نحن دائما في مقدمة الصف للتضامن والعطاء"، مذكرة بشهامة المطربين الذين أبوا إلا أن يقفوا إلى جانب المنتخب الوطني في المقابلة البطولية ضد الفريق المصري ومخاطرتهم بأنفسهم وتنقلهم إلى مصر والسودان لمناصرة الفريق الوطني، وواصلت حديثها "غير أننا لا نجد من يقف إلى جانبنا". * * الفنان الجزائري أشبة ب"الحيطيست" * عاتبت زكية محمد تهافت المؤسسات الفنية الجزائرية على المطربين الأجانب حتى من أولئك غير المعروفين في بلدانهم، بحجة أن الجمهور يعزف عن حضور الحفلات التي يحيونها، وهو الأمر الذي جعل الفنان الجزائري أشبه ما يكون ب"بالحيطست". * وأردفت زكية محمد في ذات السياق بأن القائمين على المهرجانات في بلادنا يفضلون صرف الملايير على المطربين الأجانب عوض استقطاب مطربين محليين للغناء، بحجة أن المطربين الجزائريين لا يملأون المقاعد، هذا إلى جانب حرمانهم من المشاركة في المهرجانات بشكل مستمر، قائلة : "المطرب الذي غنى هذه السنة ممنوع عليه المشاركة في المهرجان القادم، وهو الأمر الذي اضطر كبار الفنانين المعروفين على الساحة الوطنية والعربية إلى الغناء في الأعراس التونسية"، موضحة بأن "الغناء في الأعراس لا ينقص شيء من قدر الفنان لكن للأعراس ناسها"، مرجعة سبب لجوء هؤلاء للغناء في الأعراس إلى البطالة التي يعيشونها، وعلى رأس هذه المؤسسات الفنية مؤسسة فنون وثقافة التي تحدثت عنها قائلة: "لا أذكر أنني تلقيت أي دعوة من مؤسسة فنون وثقافة رغم أن تواجدها على الساحة الوطنية منذ سنوات طويلة". * ودعت زكية محمد وزارة الثقافة إلى استحداث لجان بغرض مراقبة عمل المهرجانات وتنظيمها للرقي بها إلى مصاف المهرجانات العربية والدولية المعروفة، مشيرة إلى أن بقية المهرجانات تفرض على الفنانين البقاء طيلة فعاليات المهرجان وحضور ندوة تقييم المهرجان، حتى يتمكن المنظمون من التقييم. * * طالبني الجزائريون بتقديم "جاك المرسول" على تلفزيونهم * قالت المطربة زكية محمد، إنها تلقت العديد من الرسائل والاتصالات الهاتفية من الجمهور وفنانين وحتى من مسؤولين في التلفزيون الجزائري، تطالبها بتنشيط برنامج "جاك المرسول" على هذا الأخير. * وأبدت زكية محمد استعدادها لتنشيط حصة تلفزيونية على شاكلة برنامج "جاك المرسول" للتلفزيون الجزائري، خاصة وأنها كان قد سبق لها وأن خاضت تجربة التنشيط التلفزيوني سنوات الثمانينيات، قائلة : "التلفزيون ليس غريبا علي وأنا لست غريبة عنه وقد سبق لي وأن نشطت حصة في القناة الوطنية". * وعن الخلافات التي ميزت علاقتها مع القائمين على قناة "نسمة تي في" المغاربية، بسبب عدم اتفاقهما بشأن ظروف العمل، أوضحت زكية محمد بأن "كل المشاكل التي كانت بيني وبين قناة "نسمة" تمت تسويتها، بعد أن قبضت مستحقاتي المالية من طرف القائمين على القناة".