استفادت ولاية ورقلة، ولأول مرة في تاريخها الثقافي، من مشروع جديد انطلقت به الأشغال في الآونة الأخيرة تمثل في إنجاز مسرح الهواء الطلق بحي بامنديل الجديدة (الخفجي) ويتسع المكسب الوحيد للولاية في هذا الجانب الى 04 آلاف مقعد بمحاذاة حديقة التسلية. حكيم عزي حسب القائمين على العملية، فإن هذا المرفق الحيوي سيكون بمثابة الخطوة الجريئة نحو تجسيد تقاليد الفن الرابع في انتظار استلام مديرية الثقافة مستقبلا وفي المنظور القريب لقاعة سدراته بوسط المدينة التي تم اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير قصد تحويلها إلى مسرح جهوي. وتأتي هذه الفكرة المتأخرة مقارنة بحجم الإمكانات المتوفرة وعدد الفرق المسرحية لاسيما بمناطق تقرت لتكرس ضرورة توفير الأجواء المناسبة لممارسة تقاليد الحركة الثقافية التي تشهدها المنطقة الصحراوية السنوات الأخيرة، منها الأيام المسرحية للمدينة والأيام الثقافية لجمعية أصدقاء الثقافة وقافلة السينما المتنقلة وتضم ورقلة اليوم أزيد من (14) جمعية تنشط في المجال الثقافي غير أنها تفتقر للمعدات ومسلتزمات ممارسة النشاط الذي يحتاج إلى وسائل عدة والتنقل للمشاركة في المهرجانات الجهوية والجوارية التي تنظمها الولايات القريبة. وترى بعض الأطراف المتابعة للشأن الثقافي المحلي، أنه بتحقيق إنجاز المسرح المذكور سوف تذلل صعابٌ جمة كانت تمثل حاجزا لأكثر من ربع قرن اعتبرت فيه ممارسة أبو الفنون شبه منعدمة باستثناء بعض الاستحقاقات التي ظفرت بها جمعيات وفرق مسرحية بوادي ريغ تعد على الأصابع بسبب انعدام مسرح حقيقي يعبر عن انشغالات الجهة وكذا إظهار القدرات الشبانية الكامنة التي لازالت تمثل طاقات معطلة بحاجة إلى تدعيم مادي للنهوض بالثقافة في عاصمة الواحات التي تعتبر منبعا للألوان الثقافية المتعددة.
