علمت "الشروق" من مصدر مطلع أن مصالح الأمن بالعاصمة فتحت تحقيقات حول بعض الكتابات الحائطية التي أصبحت تنتشر مؤخرا على جدار البنايات والمؤسسات العمومية، وهذا بعد رواج أرقام هواتف لأشخاص تمس بحرياتهم وحياتهم الشخصية، حيث أقدم الكثير من المجهولين على كتابة أرقام هواتف الفتيات وبعض الأشخاص المعروفين في الأماكن العمومية وعلى اللافتات والحائط والواجهات، كما انتشرت الرسومات الخادشة للحياء في محطات النقل وأمام المساجد. * وتمكنت مصالح الأمن في الفترات السابقة من توقيف بعض الشباب الذين يدعون للصعود إلى الجبال والانضمام للجماعات الإرهابية عن طريق الكتابات في الحائط وأحيانا داخل المسجد، على سبيل المثال الشاب الذي أوقف السنة الماضية ببراقي بعد التوصل إليه اثر فتح تحقيق حول كتابات وجدت على حائط مسجد بالمنطقة تدعو للالتحاق بالجماعات المسلحة، وتسب الدولة. * وعرفت وسيلة التعبير عن طريق الكتابات الحائطية مؤخرا تطورا ملحوظا، رغم منع كتابتها على بعض الجدران الواضحة للعيان والتي تقع في أماكن إستراتيجية كالعاصمة، أو التابعة لهيئات رسمية وحكومية، إلا أن ذلك لم يحل دون إقدام بعض الشباب على الكتابة الحائطية، خاصة في الليل، كتعبير عن انشغالاتهم، ومشاكلهم اليومية كالحرڤة، البطالة، والإفصاح عن أشياء ممنوع التحدث عنها. وكانت تظاهرة كرة القدم وتأهل الفريق الوطني لكأس العالم من أهم المواقف التي لجأ إليها الجزائريون للتعبير بالكتابات الحائطية، التي عرفت في الجزائر منذ الثورة التحريرية كوسيلة تفريغ ما في داخل النفوس. * ونظرا لوجود بعض الشكاوى لدى مصالح الأمن من طرف أشخاص وجدت أسماؤهم مكتوبة وأحيانا أرقام هواتفهم، فإن الأمن يترصد لكل من يضبط متلبسا بكتابة حائطية مهما كان نوعها. * وتتعلق أرقام الهواتف النقالة، خاصة بفتيات تكتب أسماؤهن بجانب الرقم، وتعود أسباب ذلك إلى الخلاف مع الطرف الآخر. للإشارة فإن شخصيات نافذة وسياسية لم تسلم هي الأخرى من الكتابات الحائطية حسب ما نلحظه في الشارع.