شرع الأمن والقضاء الموريتانيين في التحقيق مع ستة عناصر من كتيبة طارق بن زياد المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي لما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذين سلموا أنفسهم لقوات الأمن مؤخرا بعد التدابير الجديدة التي أعلن عليها الرئيس الموريتاني مؤخرا والذي وعد بالعفو عن المغرر بهم خلال افتتاحه للحوار الوطني حول الإرهاب والتطرف. وأكد وزير الدفاع الموريتاني حمادي ولد حمادي في اتصال هاتفي مع الشروق أن ستة موريتانيين من أعضاء القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذين ينشطون بمنطقة الساحل الصحراوي قد سلموا أنفسهم للأمن وطلبوا الاستفادة من قانون العفو الذي أعلن عنه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وأكد الوزير أن هؤلاء التائبين قرروا العودة إلى الشعب والتوبة عن النشاط الإرهابي بفضل المبادرات التي تمنحها الدولة، وكذا نجاح الحوار الوطني حول الإرهاب والتطرف الذي نظمته الوزارة الشهر الفارط، واكتشافهم لحقيقة الجماعة الإرهابية التي لا علاقة لها بالإسلام والدين وإنما لديها أهدفا أخرى، وأكد الوزير أن التحقيق جار مع الأعضاء دون أن يقدم أي تفاصيل عن نوع المعلومات التي قدمها التائبين عن القاعدة، وخاصة كتيبة طارق بن زياد التي يقودها الإرهابي الجزائري عبد الحميد أبو زيد، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على سرية التحقيقات. من جهة أخرى، أكدت مصادر دبلوماسية بنواقشوط أن التائبين الجدد قدموا معلومات قيمة حول القاعدة، وخاصة حالة الرهائن الفرنسيين الخمس المحتجزين لدى التنظيم منذ منتصف سبتمبر الفارط، رفقة ملغاشي وطوغولي من عمال الشركتين الفرنسيتين "أريفا" و"فينسي"، حيث أكدوا أنهم بحالة صحية جيدة واستقرار الوضع الصحي للرهينة المريضة التي تلقت الأدوية اللازمة بمرض السرطان في طرد نقله وسطاء ماليين منذ أسبوع، وأكد التائبون أن أبو زيد قام بتفريق الرهائن على مجموعات متفرقة في الساحل تفاديا لأي تدخل عسكري محتمل لتحريرهم، دون أن يقدموا تفاصيل عن مكان تواجدهم بالتحقيق، كون أبو زيد تعمد التكتم عن وجهة الرهائن مع مجموعات صغيرة من عناصر التنظيم الذين تحركوا في اتجاهات مختلفة بعد شكوك تحركات محتملة للجيش المالي والموريتاني وكذا القوات الفرنسية الخاصة لتحرير الرهائن. من جهة أخرى أصدر المدعو أَبو طلحة الشنقيطي كتابا يدعو لمحاربة الجيش الموريتاني والذي يحمل عنوان "التِّبْيَان في وُجُوبِ قِتَالِ جَيْشِ مُورِيتَان" وهو ما تناقلته العديد من المواقع الجهادية والذي يقول فيه إن محاربة الجيش الموريتاني مشروعة لأنه يشارك مع جيوش الغرب في مكافحة الإرهاب وأكد ... إن المشاركة في "مكافحة الإرهاب" تعني القتال نيابة عن الغرب في حملته الصليبية على الإسلام .."وهذا ما يدفعنا إلى التأكيد على أن هزيمة هذه الأنظمة وجيوشها هو المقدمة والبوابة لهزيمة أعداء الإسلام والقضاء عليهم"، وجاء الكتاب بعد اقتناع العديد من الشباب الموريتانيين المغرر بهم بالعودة إلى المجتمع وتطليق العمل الارهابي.