شهدت منطقة الوسط خلال الفترة الأخيرة الممتدة من منتصف فيفري وبداية الشهر الجاري أكبر حصيلة عرفها المخطط الأمني الأخير في صفوف الجماعات الإرهابية التي نزفت بشكل كبير جعلها على مرمى حجر من الإندثار. 14 إرهابيا سقط بولاية بومرداس لوحدها خلال الشهرين الأخيرين، حسبما توضحه الإحصائيات المستقاة من مصادر متتبعة للملف الأمني بالولاية، في حين ألقي القبض على7 إرهابيين، وسلّم ثلاثة آخرين أنفسهم لمصالح الأمن. وهي حصيلة لم يسبق تحقيقها بالولاية خلال هذه الفترة القصيرة منذ تطبيق المخطط الأمني الجديد بداية السنة الماضية. أهم المعاقل التي كانت تضمّ فلول أتباع درودكال كانت أكثر المناطق التي وقع فيها الإرهابيون، على غرار بوزقزة، بوشاقور، غزروال، سيدي داود، لقاطة وميزرانة. كما أحصت قوات الجيش تدمير قرابة عشرة كازمات في نفس الفترة، معظمها كانت مخازن للذخيرة الحية وأفرشة دون المؤونة الغذائية، عكس ما كان يتم العثور عليه بهذه الكازمات خلال السنوات الماضية، حيث تؤكد هذه القراءة نجاح المخطط الأمني في سدّ جلّ الثغرات التي كان أتباع درودكال يتسرّبون منها، ما حال دون تمكّنهم من التزوّد بالمؤونة الغذائية التي زادت من إضعاف موقعهم. وتضيف مصادرنا أن آخر الإحصائيات المستقاة من تقارير مصالح الأمن المشتركة أن مجموع العناصر الإرهابية بكل من بومرداس وتيزي وزو لم يعد يتجاوز 50 عنصرا، حيث انخفضت النسبة إلى أكثر من النصف مقارنة بسنة 2008 . هذه العناصر موجودة تحت حصار مكثّف منذ عدة أشهر حيث يقدر المختصون في المجال الأمني أنها لن تتمكن من الصمود أكثر من بضعة أشهر، نظرا لجفاف مصادر التمويل والتموين، وقطع سبل الاتصال بين السريات والكتائب بعضها البعض. هذا الضعف الذي يعتري تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال يترجمه انكماش نشاطها بشكل ملحوظ، رغم أن ولاية بومرداس كانت تسجل أقوى الضربات الإرهابية خلال ذروة نشاط التنظيم، كما أنها تضم أقوى الكتائب، وهي محور وصل استراتيجي لنشاط درودكال. ما يعني في نظر قرّاء الوضع الأمني، أن المنطقة هي نموذج حيّ لواقع التنظيم على المستوى الوطني، وما تعانيه حاليا ليس حبيس منطقة دون أخرى، إنما هو موت كلينيكي لهذا التنظيم.