فتحت، أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، ملف إحدى القضايا الخطيرة المتعلقة بالمساس بأمن الدولة، تورط فيها 5 متهمين لا تتجاوز أعمارهم ال27 سنة، وهم: "ز.م"، "خ.ع"، "إ.ف"، "ب.م"، "س.ع"، قدّموا مساعدات لأحد الإرهابيين المدعو "خالد موفق" المنضوي تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". حيث أدانت ذات المحكمة المدعوين "ز.م" و"خ.ع" بالسجن النافذ لمدة 7 سنوات. أما المتهم "ب.م" فنطقت ب 3 سنوات حبسا نافذا في حقه، في حين تم تأجيل محاكمة المتهمين: "إ.ف" و"س.ع" إلى الدورة الجنائية المقبلة، علما أن النيابة العامة التمست في حقهم جميعا توقيع عقوبة 8 سنوات سجنا نافذا، مع تحميلهم دفع غرامة مالية مقدرة ب500 ألف دج، وذلك بتهمة الإشادة بتقديم المساعدة والتمويلللأعمال الإرهابية، وحمل سلاح محظور. حيثيات القضية تعود إلى سنة 2006، عندما تمكنت مصالح الأمن العسكري التابعة للناحية العسكرية الثانية، من القضاء على الإرهابي "خالد موفق" بشقة بعمارة تقع في حي "السلام" الراقي بوهران، بعد اشتباك دام لساعات، أسفر عن حجز سلاح آلي من نوع "كلاشينكوف"، 3 مخازن، 55 رصاصة من الذخيرة الحية، منظار ليلي يحمل اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ساطور، سيف، بالإضافة إلى منشورات وكتب تحرض على الجهاد، تحمل عنوان التنوير، التحرر..، وعلى ضوء هذه الحادثة الخطيرة باشرت مصالح الأمن تحقيقات مكثفة للوقوف على هوية الجماعة التي تنشط برفقة هذا الإرهابي الخطير، وذلك بتاريخ 11 نوفمبر 2006، خلصت إلى أن الإرهابي خالد التقى المتهمين "ز.م" و"خ.ع" ليلة ال27 من رمضان 2006، أمام المسكن العائلي لهذا الأخير الكائن بالشقة 841 عمارة 8 "بحي السلام"، ليتم نقله فيما بعد إلى الشقة رقم 302، عمارة 3 بنفس الحي، ملك للمتهم "ز.م" التي كان يقيم فيها بمفرده، اذ أظهر لهم الإرهابي سلاح كلاشينكوف كان يضعه في حقيبته، كما جرى الحديث حول الأخ الأصغر للمتهم "خ.ع" المدعو فتحي، الذي كان برفقته، والذي قضت عليه مصالح الأمن إثر اشتباك وقع بجبال باتنة، ليضطر بذلك إلى التنقل إلى وهران، ساعيا بذلك إلى تجنيد بعض الشباب بها، لتنفيذ اعتداءات إرهابية. وحسب ما ورد في قرار الإحالة، فإن المتهمَين المذكورين آنفا، كانا يقومان بتلبية جميع طلبات الإرهابي من مأكل ومشرب وحتى المال، طيلة ال14 يوما التي قضاها عندهما، لكن أثناء جلسة المحاكمة ذكر هؤلاء، أنهما فعلا التقيا بالمدعو "خالد"، لكن لم يكونا على دراية بأن هذا الأخير ينشط ضمن جماعة إرهابية، وهو ما صرح به المتهم "ب.م" الذي يقيم بحي "مديوني" الشعبي الذي ينحدر منه انتحاري باتنة "بلزرق هواري" أو أبو "المقداد الوهراني"، الذي أراد اغتيال رئيس الجمهورية في باتنة.