فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، أمس، أحد الملفات الثقيلة المتعلّقة بالمساس بأمن الدولة، والتي تخصّ جماعة الانتحاري بلزرق الهواري، الذي حاول اغتيال رئيس الجمهورية في باتنة شهر سبتمبر من السنة الماضية، حيث مثل أمام هيئة المحكمة 8 متّهمين بجناية الانخراط في صفوف جماعة إرهابية مسلّحة والإشادة بأعمال إرهابية وتقديم الدعم والمساندة. * وقد أدلى المتورّطون بتصريحات خطيرة حول نشاط كتائب إرهابية في تجنيد الشباب على مستوى الغرب، كتخصيص مخيّمات صيفية لهذا الغرض على غرار مخيّم صيفي ببني صاف كان يتدرّب به الانتحاري الذي حاول قتل رئيس الجمهورية، وتحوّل إمام مسجد إلى أمير لكتيبة الموت التي تنشط على مستوى الشرق. * * الانتحاري الذي حاول اغتيال بوتفليقة تدرّب بمخيّم صيفي في بني صاف * تمّ إدانة ثلاثة متّهمين، حمدان الجيلالي، صدوقي محمد الأمين، بلبشير حمزة، بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا بتهم الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة، تمويل وتشجيع وتقديم الدعم والمساندة لجماعات إرهابية مسلّحة، وعدم الإبلاغ عن جناية، وبرّأت 5 متّهمين آخرين من التهم المذكورة. ويرجع تاريخ القبض على المتّهمين إلى شهر ديسمبر من سنة 2007، أي بحوالي شهرين من التفجير الانتحاري الذي نفّذه بلزرق الهواري المدعو أبو المقداد الوهراني، من خلال حزام ناسف كان مستهدفا موكب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته لباتنة، وأسفر عن مقتل 22 شخصا. وحسب التحقيقات الأمنية فإنّ هذا الانتحاري ينتمي إلى كتيبة الموت التي تنشط على مستوى ولايات الشرق تحت جناح الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي يعدّ أميرها حاليا المدعو "أمالو سمير" الذي كان إماما بمصلّى ابن تيمية بوهران، وقد باشرت مصالح الأمن تحرّيات معمّقة عن العلاقات التي كانت تربط الانتحاري بلزرق الهواري بأشخاص من وهران، كونه كان يقيم بحيّ مديوني الشعبي، أسفرت عن تحديد نشاط الانتحاري الذي كان يتردّد على مصلّى ابن تيمية بحيّ ليسكور ومسجد زين العابدين ومسجد الهداية، حيث كانت له علاقات مع إرهابيين لايزالون في حالة فرار وهم أمالو سمير، حمدان خالد، محكوكة محمد الأمين الملقّب محمد المصري، جواد أحمد، ليتّم إلقاء القبض على المتّهمين الماثلين أمام العدالة، بدءا بصدوقي محمد الأمين "أبو معاذ" الذي تمّ توقيفه بمحطّة نقل المسافرين بمسرغين حين كان متوجّها إلى ولاية سطيف وبحوزته مبلغ من المال، وقد ورد في قرار الإحالة أنّه كان متوجّها إلى تبّسة، حيث تتواجد معاقل الجماعات الإرهابية، ثمّ تمّ توقيف بقيّة المتّهمين منهم تائب يدعى حمدان الجيلالي، وهو طالب جامعي بالسنة أولى حقوق وشقيق الإرهابي المتواجد في حالة فرار، "خالد"، سبق له أن استفاد من تدابير المصالحة الوطنية عقب توقيفه في قضيّة لها علاقة بالإرهاب في سنة 2006. * وقد صرّح لدى مصالح الضبطية القضائية أنّه تعرّف على الإرهابي أمالو سمير بسجن سركاجي وكان على اتّصال به وبالمتّهم بلبشير حمزة بعد خروجهما من السجن، بغرض تجنيد الشباب في صفوف كتيبة الموت. كما تمّ توقيف المتّهم "م. محمد" المدعو بن عودة وهو صاحب مخبزة كان يشتغل بها كلّ من الأخوين حمدان، إذ تبيّن أنّ هذا المتّهم كان يقوم بتعبئة دورية لرصيد هاتف الإرهابي أمالو سمير وتحويل مبالغ مالية للجماعات الإرهابية بالشرق، إضافة إلى ذلك تمّ توقيف المتّهم "س. سفيان" المكنّى ب"أبو حاتم" الذي سافر بطريقة غير شرعية إلى العراق بعد دخوله إلى سوريا في جوان 2007، والذي تمّ الاتصال به عن طريق حمدان الجيلالي بإيعاز من أمير كتيبة الموت أمالو سمير الذي طلب منه تجنيد الشباب، والاستفادة من خبراته العسكرية التي اكتسبها في العراق. * أمّا المتّهم بلبشير حمزة فقد صرّح أنّه كان يعمل "كلوندستان"، وقد طلب منه نقل المتّهمين إلى مخيّم صيفي ببني صاف بولاية عين تموشنت، لعقد اجتماع جهوي للكتيبة، حيث صرّح أنّ بلزرق الهواري كان يتدرّب هناك وأنّه لم تكن له علاقات معه، مضيفا أنّه قضى الليلة في خيمة بات فيها برفقة كلّ من أمالو سمير وحمدان الجيلالي وشقيقه خالد. وقد قامت مصالح الأمن بحجز معدّات عسكرية لدى كلّ من بلبشير وصدوقي، متمثّلة في منظار ليلي عسكري، بوصلة، خريطة الجزائر، شريط لاصق من الحجم الكبير يخصّص للفّ القنابل، وهواتف نقّالة وكتب دينية وأقراص مضغوطة، صرّح صاحباها أنّها للمتاجرة ولا علاقة لها بأعمال إرهابية، واستنادا إلى الوقائع المذكورة التمس النائب العام تسليط عقوبة السجن النافذ مدّة 20 سنة على أربعة متّهمين، والسجن النافذ 10 سنوات ل "م. محمد" و5 سنوات لثلاثة متّهمين. *