اعتماد خطب نموذجية لمحاربة التطرف والعنف وانحرافات الشباب فرغت مصالح الوزارة الأولى من إعداد برنامج خاص سيشكل مخططا جديدا من المرتقب أن يشمل قريبا المساجد ومحيطاتها والمؤسسات التربوية وحتى الأحياء السكنية، وذلك لقطع الطريق أمام محاولات استهداف الشباب وتوظيفهم من خلال التضليل العقائدي والتحريض على اللاتسامح والعنف، هذا التقرير الذي سيشكل خارطة طريق لتنفيذ الوزير الأول أحمد أويحيى تهديداته بقطع دابر الخطاب الديني المستورد، والمرجعيات الدينية الغريبة على المجتمع الجزائري . * التقرير الذي رفع لمصالح الوزارة الأولى تضمن مجموعة من الاقتراحات، بموافقة الحكومة عليها ستعتمد بصفة رسمية كإجراءات تلزم عددا من القطاعات الوزارية العمل وفق الحيز الذي تحدده، يتقدمها قطاعات الشؤون الدينية والتعليم والداخلية، إذ أكد التقرير على ضرورة العمل على بروز نخبة دينية كفأة من شأنها تشكيل نموذج ذي مصداقية بالنسبة للشباب قادرة على حمل رسالة الإسلام على أساس مرجعيات دينية أصيلة، تتوافق مع تقاليد المجتمع الجزائري على حد تعبير أويحيى وبإمكانها التصدي لعمليات التضليل العقائدي والتحريض على اللاتسامح. * كما ركز التقرير على تدعيم الوظيفة الاجتماعية للمسجد قصد ضمان إدماج أحسن للشباب مع العمل على ضمان تغطية جميع مساجد الوطن من خلال ضمان التأطير الديني الضروري لتأدية المهام المنوطة بها، وتوجيه نشاط المسجد نحو التربية المدنية للشباب عبر الدروس الملقنة من طرف الأئمة في إطار برنامج محدد بإشراك القطاعات المعنية. * ضمن ذات السياق تم اقتراح تكثيف المسابقات في المجالات الدينية والثقافية لزرع الأمل، وروح المنافسة وبذل المجهود لدى الشباب مع تتويجها، بمكافآت وجوائز مادية ومعنوية قيمة، كما لم يهمل المخطط دور الزوايا حيث تضمن ضرورة تعزيز مهمة ودور الزوايا التي تحظى بتقدير أكيد وسط المجتمع بالنظر إلى نوعية التكوين الذي توفره، وذلك باقتراح تسهيل التحاق الأوائل من طلبة الزوايا بالمعاهد الإسلامية لتكوين الإطارات الدينية والحصول على مناصب شغل. * ضمن نفس السياق سيتم فرض شروط خاصة بالمستوى وبالسيرة أثناء التسجيلات بالمعاهد الإسلامية لتكوين الأئمة، وإعادة تنشيط دور المجلس الإسلامي العلمي على مستوى الولايات من أجل تحسين نوعية الخطب الدينية وتنظيم دورات لرسكلة الأئمة عبر تنظيم محاضرات وندوات، وإعداد الخطب الدينية على أساس نموذج محدد من قبل قطاع الشؤون الدينية، مع ضرورة العمل لاتخاذ إجراءات تأديبية بجميع أشكالها ضد الأئمة الذين يخلون بالتزماتهم المهنية مع الحرص على القيام بعمليات تطهير لمستخدمي المساجد من أجل إبعاد الانتهازيين، على النحو الذي يجعل من المساجد مكانا مقدسا للإعلام والاتصال وأن تكون أكثر حرصا والتزاما في التنديد بانحرافات الشباب، وأن تعمل على تحسيسهم بالسلوك المدني وحب الوطن والوحدة الوطنية والاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية والوطنية واحترام رموز الدولة وعدم الاكتفاء بالخطب الدينية. * كما تحدث التقرير على ضرورة إنشاء هيئة دينية عليا، على غرار الأزهر لتوجيه الخطاب الديني في إطار التعاليم الأصلية للإسلام، ولم يغفل التقرير أحد أهم العناصر المرتبطة بتنظيم المسجد وتأطير الخطاب الديني لقطع الطريق أمام الفتوى الآتية من الخارج، حيث تضمن التقرير الحديث عن إجراء يتعلق بتطهير المكتبات على مستوى المساجد والمكتبات الخاصة بسحب المطبوعات المغرضة ذات المصادر المشبوهة التي تحتوي على أفكار خطيرة . * كما كشف التقرير أن وزارة الداخلية ستشرع قريبا في عمليات نموذجية على مستوى بعض الأحياء والمناطق المحرومة، وذلك بإشراك كل القطاعات كسعي وزارة الشؤون الدينية على تعيين مؤطرين أكفاء، أئمة مربين ووسطاء ومساعدين اجتماعيين. * وفي الجزء المتعلق بتفسير ظاهرة الانحرافات والآفات الاجتماعية، جاء في التقرير أن هناك عدة عوامل اجتمعت لتغذي الظاهرة، منها الإحساس بالاحتقار الموجود لدى الشباب والذي انتقل بدوره إلى ضغينة تجاه السلطات العمومية، الأمر الذي تستغله تيارات أصولية متطرفة. * وأعاب التقرير كثيرا على التلفزيون الجزائري، وحمله جزءا من مسؤولية الانحراف، حيث جاء في التقرير أن التلفزة الوطنية تعاني العديد من النقائص والثغرات، وضرب التقرير مثلا عن مباريات كرة القدم التي تبث في قنوات أجنبية.