تصوير: مكتب قسنطينة كما قال محافظ المهرجان الدولي للإنشاد، جمال فوغالي، فإن نصير شمة أبان بأنه صديق الجزائر، حيث أكد محافظ المهرجان على أن عازف العود الأول في العالم، ومنذ أن علم باحتضان قسنطينة لفعاليات مهرجان الإنشاد العالمي، حتى دخل عالم التحضير وكأنه عضو في المحافظة. سألت "الشروق" الفنان الكبير، نصير شمة، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بفندق سيرتا، عن إن كان الإنشاد الديني سيبقى في أجوائه الصوفية التي هي عبارة عن مديح للرسول الكريم ومناجاة للخالق، أم إن الإمكانية موجودة لإدخال قضايا الأمة والشباب عليه، فقال إن "الإنشاد الديني وُجد لأجل مهمة دينية بحتة، أما قضايا الأمة ومشاكل الشباب فلها مجالاتها الفنية". وقدم الأستاذ نصير شبه محاضرة عن تاريخ الإنشاد الديني منذ فجر الإسلام، وقال بأن الروائع التي يقدمها منذ عشر سنوات وهي ليالي العشق الإلهي، هي زكاة الموهبة بالنسبة إليه، لأن غني المال عليه أن يزكي من ماله، شكرا لمن وهبه المال، وغني الموهبة مدعو أيضا للزكاة. وعن تعامله مع فطاحلة الطرب، قال نصير شمة إن كل التجارب نجحت، فقد غنى من ألحانه لطفي بوشناق وصباح فخري وميادة الحناوي وسعدون جابر وعفاف راضي ولطيفة العرفاوي وأسماء لمنور، ويحضر حاليا لعمل تؤديه أصالة نصري، التي من المفروض أن ترافقه في مهرجان الإنشاد الثاني المتزامن مع تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث وعد بمفاجأة فنية راقية تليق بالنهضة التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة بعد سنوات الدم، ومن المفروض أن يتميز العرض بمشاركة ثلاثي غنائي كبير تساهم فيه أصالة نصري وأسماء لمنور وصوت جزائري. أما عن بيت العود القسنطيني، فبعد الوعود القوية لأجل بعثه من جديد، قال نصير شمة إن أسماء جزائرية متخرجة من البيت ستكون حاضرة في فيفري القادم بملتقى أبو ظبي الكبير لعازفي العود، ثم يعود إلى قسنطينة للإشراف في أفريل القادم على تخرج دفعات، عود تكمل المشوار، ونفى أي عرقلة لبيت العود في القاهرة ما دام هو المؤسس وحصر المشكلة في غيرة فنية عادية لا أكثر ولا أقل.نصير شمة تحدث عن طفولته في العراق، وكيف كان الطفل العراقي يجمع مصروفه في كل يوم خميس، ليقدّمه لأبناء فلسطين، وتحدث عن المشاريع الفنية الكبرى التي تحولت إلى حقيقة خيرية، كما حدث مؤخرا في دار الأوبرا بدمشق، في حفلة مخصصة للقدس، وتقديمه لأكثر من فيلم عن أطفال فلسطين. ورغم أن العازف نصير شمة حاول تفادي الحديث عما قدمه من إعانات يراها واجبا، إلا أن أسئلة الصحافيين جرّته للحديث عن مشروع مستشفى مرضى السرطان في العراق، وكيف بدأ يتبلور من خلال تكافل عربي إسلامي كبير، حيث تم توفير ما لا يقل عن 800 سرير، تكلُفة كل واحد لا تقل عن 5000 دولار، إضافة إلى الحجرات المعزولة عن الإشعاعات النووية.