شهادات حيّة وتسجيلات سمعية بصرية تكشف المستور وسوء التسيير تعتزم لجنة الشؤون الدينية والتربية والتعليم العالي بالمجلس الشعبي الوطني مطالبة الوزير الأول أحمد أويحيى بإعادة النظر في تركيبة وكذا الصلاحيات الموكلة إلى الديوان الوطني للحج والعمرة، بعد أن أثبت فشله لثلاث سنوات متتالية في التنظيم المحكم لموسم الحج. * وتنظر لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان انتهاء وزارة الشؤون الدينية وكذا ديوان الحج والعمرة من صياغة التقرير النهائي الخاص بموسم الحج الأخير، الذي تم في ظروف كارثية حسب تأكيد الحجاج أنفسهم، بغرض دعوة وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله، وكذا الشيخ بربارة رئيس ديوان الحج والعمرة، وكذا القطاعات الوزارية الأخرى المشاركة في تنظيم هذه الفريضة، بغرض السماع إليهما بخصوص الظروف التي أحاطت بموسم الحج المنقضي مؤخرا. * وأعرب رئيس اللجنة ذاتها عبد مالك زنير في اتصال معه أمس عن استيائه من تكرار نفس المشاكل والنقائص كلما تزامن الظرف مع تنظيم الحج، متسائلا عن سبب عدم الاستفادة من التجارب السابقة في تجاوز العقبات، وكذا من أجل تحسين ظروف إقامة الحجاج الجزائريين والأجواء التي تتم فيها ممارسة مناسك الحج. * وفي تقدير المصدر ذاته فإن ديوان الحج الذي يعمل تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية، أثبت فشله في تأطير الحجاج نظرا لعوامل عدة، من بينها ضعف آليات التنظيم، مما انعكس سلبا على سير هذه الشعيرة الدينية. * وتنتظر لجنة الشؤون الدينية عقد جلسة مع مسؤولي وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج والعمرة بداية شهر جانفي المقبل، لإعطاء انطباعها النهائي بشأن موسم الحج الأخير، مع اتخاذ القرار النهائي فيما ستتخذه من إجراء، وفي هذا السياق أكد عبد المالك زنير بأن أضعف الإيمان سيكون رفع توصية إلى الوزير الأول من أجل إعادة هيكلة ديوان الحج، وكذا مراجعة الصلاحيات الموكلة إليه.كما ستستغل اللجنة ذاتها الشهادات الحية للحجاج الذين أدوا المناسك مؤخرا، فقد كان أعضاؤها من السباقين إلى استقبال الوفود الأولى التي عادت إلى أرض الوطن، وقامت بجمع كافة الانطباعات والآراء، سيتم إضافتها إلى الشهادات التي أدلى بها نواب الغرفة السفلى للبرلمان، الذين أعرب بعضهم عن عدم رضاهم بخصوص الإجراءات التنظيمية، وهدّدوا باستحداث لجنة تحقيق برلمانية حول سير موسم الحج، وكذا كيفية صرف الأموال الموجهة لضمان المبيت والنقل للحجاج. * وفي هذا الصدد قال عبد المالك زنير:"من المستحيل أن نبقى نؤدي دور المتفرجين في تجربة فاشلة"، رافضا مسبقا كل التبريرات التي سيتقدم بها ديوان الحج والعمرة، بصفته مسؤولا عن تنظيم الحج"، مضيفا "سنعتمد على تصريحات الحجاج التي جمعناها، والتي تثبت المعاناة التي عاشوها في البقاع المقدسة، سوف نضع كل ذاك في سياقه ونناقشه بكل موضوعية". * وتنوّعت المشاكل التي عاشها الحجاج ما بين النقل والإقامة، لكنها ازدادت هذه السنة تعقيدا عند انطلاق المناسك، كما واجه الحجاج صعوبات كبيرة في الانتقال من مكة إلى المدينة، فضلا عن عدم قيام المرشدين بدورهم في توجيه الحجاج من كبار السن وغيرهم، وأدى تنصل أعضاء البعثة من المسؤولية لهم إلى اقتحام الخيام المخصصة للحجاج الجزائريين من قبل حجاج أجانب.