طغى الصلح الذي تم عقده، أول أمس، في العاصمة القطرية الدوحة، بين رئيس الفاف، محمد روراوة، ونظيره المصري، سمير زاهر، على أحاديث الكواليس في الطبعة الرابعة بمهرجان الفيلم العربي بوهران. * "لقد تصالحوا أخيرا..."، هكذا همس البعض على هامش التظاهرة السينمائية الكبيرة التي تحتضنها وهران، في الوقت الذي قال البعض إن المهرجان بعاصمة غرب البلاد، سيكون تتمة أيضا للمصالحة، في جزء أساسي منها، يتعلق بالفن، ولو كان صلحا معطوبا أو ناقصا، من خلال استضافة الفنانين الذين لم يسيئوا للبلاد، وفي مقدمتهم النجم السينمائي البارز، خالد أبو النجا، برفقة عدد من الإعلاميين والنقاد، أمثال محمد فايق. * صلح رياضي في الدوحة يتبعه في ساعات فقط صلح فني بوهران، هكذا ظهرت الصورة، أمس، لكن المسألة ليست بهذه السهولة يقول عدد كبير من المواطنين بوهران والذين تعوّدوا على استقبال الفنانين المصريين بالورود والأحضان خلال هذا المهرجان، "ذلك أن الجرح كان كبيرا، ولا يزال، ويصعب ابتلاعه بسهولة، حتى ولو اعتذر رموز حزب الشيطان من الفنانين". * وكان الفنان خالد أبو النجا، قد صرح بأنه لن يكترث للانتقادات الجزائرية التي طالبته بعدم المجيء لوهران، علما أن هذا القدوم في حد ذاته، يراه أبو النجا، بطل أفلام مواطن ومخبر وحرامي، وفي شقة مصر الجديدة، يعد تحديا في وجه الكثير من أدعياء ترسيخ المقاطعة وتكريس التنافر بين الشعبين الشقيقين المصري والجزائري. * المنظمون في وهران، والذين ظهروا أحسن بكثير من نظرائهم في مهرجان القاهرة السينمائي المختتم قبل أيام، والذي لم يعرف أي مشاركة جزائرية، يريدون من وراء احتضان المشاركة المصرية في الطبعة الرابعة، إرسال العديد من الرسائل المشفرة والمفتوحة، والتي الهدف منها، القول إن الإقصاء بدأ مصريا واستمر مصريا، وإن الطرف الجزائري لا علاقة له بتلك الحملة، بل كان الضحية فيها رياضيا وسياسيا وسينمائيا.