يبدو أن المصالحة الرياضية لن تثمر لا مصالحة فنية ولا ثقافية بين الجزائر ومصر، رغم جهود واسيني ومهرجان وهران. فبعد التغييب "العار" للسينما الجزائرية في مهرجان القاهرة "لدواعٍ مصرية" ها هم المشاركون في ملتقى الرواية العربية، الذي احتفى بالطاهر وطار، يخصصون جلسة كاملة للتهكم والسخرية من صاحبة "ذاكرة الجسد"، بعيدا عن المعايير العلمية أو الأدبية، وإنما بولوج نفسيتها وإخضاع كتاباتها وسلوكاتها للتحليل النفسي. فتح ملتقى الرواية النار على الروائية أحلام مستغانمي، وتفنن المشاركون في طبعته الخامسة بالقاهرة حسب الصحف المصرية في التقليل من شهرتها وسمعتها الأدبية. حيث ذهبت الناقدة، شيرين أبو النجا، إلى اعتبار ما تشهده الحركة الثقافية في مصر والعالم العربي في الفترات الأخيرة من حفلات توقيع وترجمات لبعض الأعمال وجوائز أدبية، أمورا سلبية ستؤدي إلى تشويه المشهد الأدبي وتسليط الضوء على أشخاص دون غيرهم. واستفهمت قائلة: "لا أفهم مطلقًا سبب رواج رواية "نسيان دوت كوم" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، ولا أفهم الرواج المهول الذي حققته رواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب المصري علاء الأسواني، وأيضاً لا أفهم الرواج الضخم الذي حققه كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني!؟". من جهته، أكد رئيس الجلسة في الملتقى محمود الربيعي، أنه توقع أن تحظى أحلام مستغانمي بهذه الشهرة منذ كان أستاذا لها في جامعة الجزائر، ووصف شخصيتها ب"دون كيشوت" لأنها حسبه تخلق لنفسها محاربين وهميين وتحاربهم. وشاركه الناقد السوري صبحي حديدي الرأي قائلا فيها حسب نفس المصدر "إن أحلام مستغانمى في رأيي ليست إلا شخصية استعراضية". ونال كل من الكاتب علاء الأسواني والداعية الإسلامي المعروف عائض القرني نصيبا من الانتقادات، رغم أن كتاب هذا الأخير ليس رواية وإنما مجموعة من المقالات في الرقائق والزهديات، ورغم أن موضوع الملتقى "الرواية العربية.. إلى أين؟". للإشارة، فإن الفائز بجائزة الدورة الخامسة لملتقى القاهرة للرواية العربية "الذي غيب كتاب الجزائر" هو الروائي الليبي إبراهيم الكوني، وقد سلمه إياها وزير الثقافة المصري فاروق حسني.