كشف مصدر مسؤول بحركة فتح أن التوتر الحاصل بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب محمد دحلان يعود لاتصالات أجراها الأخير مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يطرح من خلالها الإطاحة بالرئيس عباس وتشكيل قيادة جديدة "تقلل" من التصلب الفلسطيني الذي يقوده عباس للمطالبة بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة قبل الشروع في أي مفاوضات جديدة. * وأفاد المصدر الموثوق ل"الشروق" أن هناك لجنة تحقيق يقودها القيادي الفتحاوي البارز أبو ماهر غنيم برفقة ثلاثة أعضاء من مركزية فتح قد فتحت تحقيقا "جديا ودقيقا" مع دحلان لمعرفة حقيقة الاتصالات التي أجرها برفقة مجموعة قيادية من حركة فتح مع جهات أمريكية طرح من خلالها مقترح "انقلابا أبيض" ضد عباس يقضي بتنصيب ابن شقيقة الزعيم الراحل ياسر عرفات الدكتور ناصر القدوة عضو مركزية فتح الحالية ووزير الخارجية الفلسطيني السابق كبديل لعباس، لإحداث تقدم في عملية السلام المتعثرة ووضع "حول راديكالية" التعامل مع سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. * وحسب المصدر فإن دحلان لجأ لوزير المخابرات المصرية عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط لوقف إجراءات عباس بحقه، مطالبا بفتح صفحة جديدة وطي الملف، إلا أن القاهرة نصحته بحل الخلاف في دائرة حركة فتح الضيقة من خلال لجنة التحقيق التي رفض دحلان التعامل معها في بداية الأمر. * وكانت تقارير صحفية متعددة تحدثت عن غضب كبير من الرئيس الفلسطيني على دحلان بعد انتقاده الشديد له ولأداء السلطة بالإضافة إلى الحديث عن ثروة أبناء عباس ومشاريعهم التجارية الكبيرة، مما دفع السلطة لإغلاق مقر فضائية فلسطين الغد برام الله التي ساهم دحلان في تأسيسها بالمال والنفوذ، وكذلك رفع الحراسة الرسمية عنه، فضلا عن منع السفارات الفلسطينية بالخارج من استقباله وسحب امتيازات التنقل عبر المعابر منه كأي مواطن عادي. * يذكر أن دحلان قائد جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة قد شن هجوما شرسا عام 2002 ضد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وقاد مسيرات احتجاج جريئة ضده في قطاع غزة تحت مطلب "إجراء إصلاحات داخلية"، وشهدت العلاقات بين الأب عرفات وابنه المدلل دحلان توترا غير مسبوق حتى تمكنت وساطة ليبية من الجمع بين دحلان وعرفات قبيل استشهاد الأخير مسموما -حسب أهم الروايات- أثناء حصاره في مقر السلطة في مدينة رام الله، وفي تطور لاحق عام 2009 اتهم رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي دحلان بأنه ضالع في اغتيال عرفات. * شخصية دحلان المثيرة للجدل بحوزتها شهادات ثناء أمريكية هامة وصفته بالقائد المستقبلي للشعب الفلسطيني عندما قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش "إن هذا الفتى يعجبني" في إشارة لدحلان، فضلا عن معلومات صحفية أكدت أن بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق همس في أذن دحلان قائلا: "أرى فيك قائدا مستقبليا لشعبك".