نعيش هذه الأيام الذكرى الثانية لمجزرة غزة، والتي ذهب ضحيتها أكثر من عشرة آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح.. وفي هذه اللحظات العصيبة يبدو أن الاسرائيليين يسخنون جبهة العدوان مجددا على غزة بعد أن فشلت حربهم السابقة في تفتيت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، وبعد أن انتصرت إرادة الحياة على الخنوع في شعب تركته أمته وحيدا في أتون المعركة تذرف عليه الدموع السخينة وتقدم له لقيمات لا يقمن صلبه.. * قبل أن ننسى ولن ننسى جريمتهم الشنيعة هاهم يتوعدون ويجهزون لحرب قادمة على غزة.. فمنذ عدة أيام لم يتوقف الطيران العسكري الإسرائيلي وطائرات التجسس من التحليق في سماء غزة، في الحين الذي تتكرر فيه خروقات الجيش الاسرائيلي للحدود مع غزة، وتوقع العمليات العسكرية قتلى وجرحى فلسطينيين يوميا.. ووصل الأمر بأن حشدت القوات الإسرائيلية فرقا عسكرية ووضعت قطاعات الحرب على أهبة الاستعداد. * في الحرب السابقة تورط بعض النظام العربي في تهيئة المناخ للعدوان على غزة، ولا ينسى أحد من أبناء الامة ان ليفني وزيرة خارجية إسرائيل أعلنت حربها على غزة من عاصمة عربية مجاورة في محضر عربي رسمي.. ولم يتفق العرب طيلة شهر كامل على اللقاء للإعلان عن موقف من العدوان.. فماذا كانوا يريدون سوى أن تكمل اسرائيل مهمتها في غزة؟ إلا أن غزة فاجأت الجميع بصمودها، فخاضت حربا هي الأطول في الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1982 بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في لبنان.. * ولكن المهم في هذه اللحظات التاريخية التي تسجل لكل موقفه وكلمته، أن الفلسطينيين يجمعون على إدانة التوجه الإسرائيلي للعدوان على غزة وينطلق الجميع كل من موقعه للرد على العدوان.. ولم يعد بعد الآن لإسرائيل أن تحاول تفتيت جبهة الفلسطينيين مهما بلغ الاختلاف بينهم.. * ومهم كذلك أن يعلو الموقف العربي بصوته الرسمي والشعبي للتصدي للعدوان الصهيوني القائم على غزة والمبيت بمجزرة يراد لها أن تركع غزة وتنهي روح المقاومة في أهلها. * ماذا يريدون من غزة؟ ألا يكفيها ما تعانيه من حصار وظلم وقهر منذ خمس سنوات.. ماذا يردون من غزة بعد قطع الكهرباء وشح المواد الأساسية وإلقاء اليد العاملة الى البطالة وخنق الشعب وإغلاق معابره؟ ماذا يريدون من غزة وقد دمروا الحياة فيها وحولوا شعبها إلى حالة إنسانية وشلوا كل عجلة الإنتاج فيها؟ وهنا أليس من حق غزة علينا ان ننهض ويعلو صوتنا يشعر الدنيا ان لغزة أهلا تربطهم بها عقيدة الاسلام ودم العروبة؟ أم أن العدو وحده هو من يخطط ويعلن وينفذ؟ وليس علينا الا انتظار المجزرة؟ * إننا على ثقة كبيرة أن غزة لن تنكسر وأن صمود أهلها سيتواصل وسيواجه عنت وغطرسة إسرائيل بإرادة الرجال الذين قرروا الشهادة ولا الدنية.. فهنيئا للشهداء وهنيئا للمجاهدين الصامدين، والعار لمن لا ينحاز إليهم.