البحث عن تسوية تاريخية بين الشعوب العربية وحكامها حين تكون سبل التغيير والإصلاح مغلقة ومعطلة كما هو الحال في العالم العربي، ويمتنع التغيير بالطرق السلمية، ويكون مكلفا بالطرق العنيفة وغير آمن، فلابد أن تقتنع الشعوب بوجوب البحث عن تسوية تاريخية مع النخب الحاكمة من باب كسب الوقت، والاستفادة من هدنة طويلة الأمد، ينبغي للنخب التي لم تسقط بعد أن تستثمرها في إنتاج فكر سياسي جديد، ومشروع نهضة عربية يعلم العقلاء أنها مستحيلة وممتنعة في ظل الكيانات القطرية، وبهذه الثقافة السياسية المتخلفة. * ونحن ننهي العقد الأول من الألفية الثالثة تبقى أحوال العالم العربي تحتل واجهة وصدارة الأحداث في العالم بما يجري فوق هذه الجغرافية من صراعات وأزمات حلقاتها متصلة، فهي جغرافية سياسية على صدام متواصل مع الآخر، ومع الذات، وتدفع لأجل ذلك أثمانا باهظة في الأموال والأنفس، مع ارتهان واضح للفرص التي يسمع بها الموقع، والثروات، والطاقات البشرية الكامنة. وهي لأجل ذلك تطرح أسئلة محيرة على علماء السياسة والاجتماع. * الجمل الساقطة في مدونة الفكر القومي الشوفيني لماذا نجح الفكر القومي في لم شعث شعوب كثيرة، درست أحداث التاريخ مقومات هويتها القومية، واستطاع إعادة كتابة مفرداتها والبناء عليها لتحقيق العودة إلى التاريخ تحت عناوين مختلفة. فقد تابعنا في العقود الثلاثة الماضية، عودة القوميات الروسية والتركية والفارسية وكثير من القوميات الصغيرة في أوربا وإفريقيا، فيما فشل الفكر القومي العربي في لم شتات أمة، تمتلك ما يمتلكه العرب من مقومات لإعادة تشكيل الهوية العربية تحت أي مظلة سياسية أو عقائدية؟. لماذا تنجح أنظمة استبدادية شمولية في تحويل واقع مأساوي مثل الواقع الذي ورثته الشعوب الصينية في العهد الماوي، وتحقق تلك القفزة الهائلة التي تنصب اليوم الصين كقوة اقتصادية وعسكرية وعلمية يحسب لها العالم الغربي ألف حساب، فيما يراوح الاستبداد العربي مكانه، إذا لم يكن يرتد إلى صيغ بائدة من الاستبداد الأسيوي، وبين يديه من الموارد ما لم يكن للصين ولنظمها الشمولي، فنراها تقود أخلاط من الشعوب نحو التنمية والازدهار. الآيات الشيطانية في مزامير الإسلام السياسي كيف استطاعت حركة سياسية إسلامية حديثة النشأة في تركيا أن تفلت من غربال الدولة العلمانية الأتاتركية، وبغض العسكر فيها لكل ما هو إسلامي، وتجتاز الموانع والشراك التي نصبت لها، لتتولي اليوم عن جدارة استحقاق إدارة شؤون دولة علمانية صرفة، واقتصاد ليبرالي محض، فيما تتوالي الانتكاسات على حركات ما يسمي بالإسلام السياسي في العلم العربي، تشارك في عمالة رخيصة مع المحتل في العراق، أو تساوم السلطة القائمة على فتات الحكم في أحسن أحوالها، وتتلقى أقدم حركة فيها تلك الإهانة التي لحقت بالإخوان المسلمين في مصر في الانتخابات الأخيرة ؟ ثم لماذا تفشل أنظمة العالم العربي في إدارة الحرب كما في إدارة السلم ، وتتصاغر أمام كيان محبط مثل الكيان الصهيوني قد كشفت المقاومة الشعبية حدود قوته، وعرت مقاتله؟ هذا عن النخب الحاكمة، وقد نلتمس لها ألف عذر دون أن نعفيها من لعنة التاريخ، وهي تفضح اليوم على أيادي من والته من أرباب الاستكبار، ولا تملك إلا أن تدس على هون الرأس في التراب، فماذا عن مسؤولية الشعوب؟ مواطن الردة عند شعوب فقدت بوصلة التاريخ كيف قبل شعب مثل الشعب اللبناني، وقد ورث شطارة الفينيقيين وشهامة وعزة النفس عند العربي، وساهم مع قلة تعداده في ابتكار بعض مفردات النهضة العربي الحديثة، كيف قبل بذلك الواقع الطائفي والمذهبي الذي حول لبنان الصغير إلى كنتونات طائفية مجهرية، تحول دون قيام الدولة تحت أي مسمى كان، ويعيش على الأوهام التي يصنعها قناصلة الغرب والشرق؟ أو كيف أمكن لشعب كبير مثل الشعب المصري، له ذالك الامتداد الحضاري الفرعوني، والعطاء الوافر في الحضارة الإسلامية وفي حقبة الحروب الصليبية، وكان يعد منذ محمد على والطهطاوي بتوطين الحداثة في مشرق عربي لم يكن قد ولد بعد، كيف أمكن له أن يقبل ويتحمل تبعات تلك الردة، التي نقلته من مواجهة مكلفة لكنها شريفة مع الكيان الصهيوني، إلى هذا الاستسلام لواقع يهدده بالجوع والعطش، وتتطاول عليه الدول الصغيرة حول منابع النبل تملي عليه ما يشبه عقد الإذعان؟ استقلال ناقص نصب إمارة نخب قاصرة واقع الشعوب العربية في الجناح الغربي للعالم العربي ليس أفضل حال قياسا مع موارده البشرية والمادية، وتاريخه المقاوم الذي أوقف حروب الاسترداد، وأحبط المشروع الاستعماري الاستيطاني الغربي، الذي توفر له من القوة وفرص النجاح ما لا يحلم به اليوم الكيان الصهيوني، كيف أمكن لشعوب المغرب العربي أن تهدر تلك الفرص التي أتيحت لها بعد استعادة السيادة، وتنساق خلق تلك الخيارات القاتلة التي انتهجتها نخبها ولا تزال؟ كيف أمكن لشعب يتقد حيوية مثل الشعب الجزائري، أنتج في ظلمة الليل الاستعماري تلك النخبة السياسية الراقية في الحركة الوطنية، والتي قادته إلى التحرر والإنعتاق، كيف أمكن له أن يرتضي لنفسه أن يتولى إدارة أمره نخبة جاهلة كتلك التي استعمرت مؤسسات الدولة، وأروقة البرلمان، ودكاكين الكيانات الحزبية الخرقاء؟ * ثم كيف أمكن لهذه الشعوب العربية من البحر إلى البحر، أن تتحمل هذا الواقع المثخن بعبارات التنقص، والرشق المتواصل لجوهر النفس العربي؟ وكيف أمكن له أن يتحمل ذلك الكم من التقتيل، والفتك الجماعي المتنقل فوق رمال جغرافية مأزومة، لم تكد جروح الاستعمار تلتئم حتى غرس في قلبه كيان عدائي كلفه ستة حروب مكلفة، ليبتلي بحروب استعمارية جديدة في العراق والصومال، وفتن متحركة من اليمن التعيس إلى الصحراء الغربية وأخرى ترتب أوراقها في كل بلد عربي بلا استثناء؟ ما العمل حين يمتنع العمل؟ في ضل هذه المعالجة الكيدية لواقع العالم العربي، يكون من قبيل الجناية على ما بقي من فرص النجاة استثارة الحمية عند الشعوب، ودعوتها إلى حراك غير محسوب ضد السلطة والأنظمة، فقد كانت الكلفة باهظة في جزائر التسعينيات، ورأينا كيف ينتقل الاحتجاج المشروع ضد الظلم والاستبداد إلى حراك مآله انفصال أجزاء من جغرافية الدول العربية في العراق والسودان واليمن والصومال، سوف تصيب عدواه بقية الدول العربية. ما العمل؟ سؤال منتج للفعل، لم نطرحه كما طرحه لينين من قبل، فيه الكثير من البراغماتية التي تأخذ في الحسبان مفردات الواقع كما هي، ولا تحاول حرق المراحل، أو القفز على الاستحقاقات؟ استغراقنا في سب الأنظمة وتحميلها جميع مصائبنا لن يغير من الواقع شيئا، لأنها استنفذت ذخيرتها من الحياء، فهي تفعل ما تشاء مصدقا للحديث الشريف "إذا لم تستح فأفعل ما شئت" كما أن التعويل على خيارات التغيير السلمي الناعم عبر المسارات الانتخابية قد أستنفذ فرصته، وآل إلى ما آل إليه في تلك الصور المخجلة لتعددية سياسية وإعلامية خاوية على عروشها، بل قد تحولت إلى غطاء للفساد، والاستبداد، والإقصاء، وتكميم الأفواه، وأخطر من ذلك أنها سحبت الكثير من النخب التي كان يعول عليها لصناعة البديل، سحبتها إلى ساحت التهارش على أنصاف الكراسي وفتاة ريع السلطة. ومثلها فإن سبل التغير بالعنف، سواء بالانقلابات العسكرية، أو بالثورات الشعبية، أو عبر ما ينسب اليوم للقاعدة ومن حذا حذوها، فهو كما جرب في أكثر من ساحة، سبيل مفتوح على المجهول، مكلف وغير منتج للتغيير والإصلاح، حتى حين ينجح في قلب الطاولة، لأنه لا يمتلك مرجعية بناء، حتى حين تتوفر له فرص إحداث التغيير. على مستوي آخر، أثبتت تجربة العراق وأفغانستان والصومال، أن التعويل على التدخل الأجنبي، بالقوة الغاشمة، أو بتفعيل قواه الناعمة، هو الشر بعينه، فضلا عن كونه يلحق بالشعوب والنخب التي تركن إليه مسبة لا تمحى تعلق به إلى يوم الدين. الهروب من قدر الله إلى قدر الله مجددا، ما العمل بعد أن نقتنع بحقيقة انسداد سبل التغيير التي سارت عليها شعوب وأمم، وكتب ما كتب لها من التوفيق؟ ليس الخلود إلى اليأس والقنوط بالتأكيد، لأنه يكون هو الانتحار الجماعي الذي لا يليق بأمة لها تاريخ الأمة العربية، وقد أوحي إليها أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ولعل التغيير يبدأ بالاعتراف بهذا الواقع المغلق الغير قابل للتغيير والإصلاح بطرق وصيغ تقليدية جربتها الشعوب بنجاح ، ثم تعترف الشعوب العربية أن النخب الحاكمة الفاشلة الساقطة هي قدرها إلى حين، وشر ينبغي التعايش معه، مثلما يتعلم المصاب بمرض عضال التعايش مع أوجاعه، ولن يكون ذلك سوى هروبا من قدر الله إلى قدر الله. ومن جهتها تقتنع تلك النخب أنها لم تؤمر على جغرافية مهجورة، لها أن ترتع في ثرواتها وتعتلف بلا شريك. وأن تقتنع أخيرا أن أمنها من أمن شعوبها، وأن استمرارها مرتهن بتحقيق حد أدنى من الرضا والقبول، وإلا كانت عرضة لزلازل وهزات وشغب ليس له عقال، يحولها إلى محض أمارت على الحجارة في أحسن الأحوال. * البحث عن مفردات تسوية تاريخية ما العمل؟ السؤال بعدئذ يطرح على الأنظمة والنخب كما يطرح على الشعوب . بعيدا عن الاستغراق في جدل عقيم حول من يتحمل مسؤولية هذا المآل المقرف والمحبط، فإن المبادرة تكون حتما من الشعوب، أو على الأقل من نخبها التي لم تسقط بعد في واحد من الفخاخ التي تنصب لها عادة: السقوط في وهم القدرة على التغيير من بوابة المشاركة في المسارات التعددية المغلقة، أو الركون إلى اليأس والقنوط و الاستسلام لمشاعر الإحباط. المبادرة قد تأتي في صيغة عامة بعنوان: (التسوية التاريخية) عرض تلتزم بموجة الشعوب العربية بهدنة طويلة الأمد مع نخبها الحاكمة، فلا شغب ولا قتال، ولا انسياق لدعوات التغيير بالقوة من الداخل، أو بالاستعانة بقوة أجنبية، تكون مشفوعة بتنازل طوعي عن المشاركة في الحكم، فتعفي الأنظمة من مئونة تنظيم هده المسارات الانتخابية الخرقاء والمكلفة، ولا تراجعها في طموحات توريث الأبناء والتعمير في الحكم إلى أرذل العمر، ثم تمنحها بوليصة آمان مفتوحة ترفع عنها الخوف من يطش قوى الاستكبار بها، وتحميها من أية محاولة من الداخل أو من الخارج تريد إسقاطها بالقوة. وما دامت ثرواتنا تستنزف وتسرق في قسمة ظيزى بين حكامنا وأسيادهم، في صفقات ومساومات قائمة على الابتزاز، لا نملك حياله سوى التوجع و الأنين، فلا بأس أن نقبل بقدر من الفساد و الغلول إلى أجل مسمى، شريطة أن نقنع حكامنا بواجب حماية ثرواتنا من النهب الأجنبي. صفقة التنازل عن حقوق لا نملكها الموازنة في هذه الصفقة تكون دائما وفق مقتضيات الربح والخسارة ، و الربح يكون أكيدا بالتوصل مع حكامنا إلى حماية وتحصين دولنا وبلداننا من التقسيم و التفتيت . وحمايتها من هذه الاستباحة الأجنبية للأرض وللسيادة والثروة، وتجنيب شعوبنا شرور فتن مفتوحة لا نتحكم في مآلاتها، حتى إذا كان وجب علينا التنازل عن جملة من حقوق إلى حين، كحق الشراكة قي إدارة الآمر، أو الحق في القسمة العادلة للثروات. وفي الجملة يكون الربح قد قبض حين نتوصل إلى فك الارتباط بين هذه السلطة وقوى الاستكبار العالمي بما نمنحها من أمان على كراسي الحكم, وما يرافقه من افتراس للريع. قد يرى البعض في هذه التسوية التاريخية شططا وإجحافا في حق الشعوب، واستسلاما لمظالم ثابتة، وتنازلا عن حقوق تكرسها الشرائع الوضعية والسماوية، وهو رأي لا يرد، لولا أننا إنما نتنازل عن حقوق وامتيازات لا نملكها أصلا، أو أن سبل انتزاعها معطلة أو ممتنعة، أولها كلف لا نقوى على تحملها. فالتنازل عن المشاركة في إدارة الشأن العام قائم من دون أن نقبض مقابل عنه، ومتله هذا الافتراس المزدوج لثرواتنا عام الجماعة لأمة مهددة بالتجزئة تاريخ الأمم الحديث والقديم مليء بشواهد عن تسويات تاريخية مماثلة انتهت بانتصار التاريخ للطرف المبادر إلى التسوية ولو على حساب مصالحه. وقد كانت أمة مثل الأمة الإيطالية مشتتة ومفككة إلى إمارات تعبث بها القوى الإمبراطورية في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، واستطاعت عبر سلسلة من التسويات تخللتها حروب وفترات هدنة، استطاعت أن تنجز الوحدة الإيطالية ومعها ما يسميه الإيطاليون ب "الريسورجيمينتو" أو الانبعاث المقترن بالوحدة. وفي تاريخنا العربي الإسلامي تستوقفنا تلك التسوية التاريخية التي حصلت مبكرا في صدر الإسلام بين الحسين بن علي الذي آلت إليه البيعة بالخلافة بعد وفاة والده، والأمير الأموي معاوية، تنازل بموجبها الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين ودرءا للفتنة فسمي ذلك العام بعام الجماعة. غير أن الذهاب إلى مثل هذه التسويات يحتاج إلى التحقق من وجود الرغبة عند طرفي التسوية، واقتناعهما بتحقق مصالح كل طرف في التسوية، وأنه ليس لهما خيار آخر، وبوسعي أن أورد ألف شاهد وشاهد على أن الشعوب العربية وأنظمتها لا تملك خيارات كثيرة وغير مكلفة تقيهما شر ما يرونه بعيدا ويراه المبصرون قريبا. فبعد أقل من أسبوعين سوف نتابع عملية تقسيم السودان بتزكية ومؤازرة مما يسمى بالشرعية الدولية. وليس لبنان ببعيد عن فتنة جديدة على خلفية إصرار الغلاب على المحكمة الدولية المسلطة على المقاومة اللبنانية. وقد انتظر الشعب العراقي تسعة أشهر لترى حكومة الاحتلال الخامسة النور. وتابعنا بمرارة مسرحية الانتخابات التشريعية التي أعادت إنتاج حكم الحزب الواحد. وها هي وثائق ويكيليكس تمنحنا صورة كاملة عن فضاء عربي تحكمه جمهوريات وملكيات عائلية سقطت بسلوكياتها إلى مستوى سلوك عصابات المافيا وهي على استعداد لبيع الأرض والعرض والسيادة حفاظا على أمنها وأمن ورثة الحكم من أبنائها. شراء الوقت بالجملة لبناء نهضة بالتقسيط في هذه الجغرافية المستباحة بالطول والعرض، وبدول ساقطة متداعية للتفكك، وأنظمة منحلة غبر قادرة خلى الإصلاح حتى لو أرادت الإصلاح، وحكومات تكتفي بتسيير أزمات الحكم بدل تسيير ملفات الشأن العام، فإن الأولوية عند الشعوب تنصرف إلى الحفاظ على ما يجب الحفاظ عليه، بدءا بالأرض التي دفعت الشعوب لأجلها خيرة أبنائها، ثم تطويق ما يمكن تطويقه كن الفتن ومسارات عودة الاحتلال الغربي، وثالثا حماية ما يمكن حمايته من ثروات الأمة من النهب والافتراس الأجنبي. وهذه مهام مرتهنة بقدرتنا على انجاز هذه التسوية التاريخية مع النخب الحاكمة من باب كسب الوقت، والاستفادة من هدنة طويلة الأمد ينبغي للنخب التي لم تسقط أن تستثمرها في إنتاج فكر سياسي جديد، ومشروع نهضة عربية يعلم العقلاء أنها مستحيلة وممتنعة في ظل الكيانات القطرية، وبهذه الثقافة السياسية المتخلفة. وتلكم قصة أخرى قد نعود إليها في وقت لاحق، مع الثقة الكاملة في قدرة شعوب العالم العربي على تحقيق الانبعاث كما ينبعث طائر العنقاء الخرافي من الرماد.