فتحت أمس، محكمة الجنح بعزازڤة، بولاية تيزي وزو، ملف المتهمين الذين قاموا يوم 28 جانفي الفارط بتخريب وتهديم وإشعال النيران في مسجد أغريب الجديد، والذي باشرت اللجنة الدينية في بنائه بعد أن تحصلت على رخصة من الجهات المعنية. * وقد امتثل أمام رئيس المحكمة كل من "ع،ع" بصفته رئيس لجنة القرية، إلى جانب المتهمين "ب. م "و"ع. ر" و"ق. ك" والمتهم "س. س"، حيث أنكروا جميعا مشاركتهم في أعمال التخريب والحرق التي استهدفت المسجد، وأكدوا أنهم لم يسبق لهم وأن اقتربوا من المكان، واستغربوا إقدام رئيس اللجنة الدينية على تقديم شكوى ضدهم، رغم أنهم أثناء استجوابهم من طرف الضبطية القضائية اعترفوا أنهم كانوا بعين المكان. * أما الطرف المدني الممثل في رئيس اللجنة الدينية لمسجد قرية أغريب "م. حسان" أكد للمحكمة أنه توجه يوم 29 جانفي الفارط، من أجل تقديم شكوى ضد المتهمين، والذين كانوا وراء ما حدث من خراب وتدمير، والذي طال أرضية وأعمدة المسجد الجديد، مؤكدا أن اللجنة الدينية بعد أن تحصلت على رخصة للانطلاق فى أشغال البناء قاموا بعقد اجتماع حضره كل سكان القرية، والذي أبدوا استعدادهم على مد يد المساعدة، حيث لم يتأخروا وباشروا فى الأشغال، وقاموا بعملية تطوعية كبيرة، شارك فيها المئات من المواطنين من سكان القرية. ولما توجهوا لأداء صلاة الجمعة وأثناء عودتهم هاجمهم مجموعة من الشبان الذين حرضهم المتهمون، بينهم رئيس لجنة القرية الحالي الذي قام شخصيا بطلب المساعدة من المواطنين عن طريق مكبّر الصوت من أجل انطلاق المواجهات وعملية تهديم كل ما تم بناؤه، وأكد الضحية أنه توجه للاستنجاد بالدرك الوطني، وبعدها اتصل بعرش آث جناد، لمحاولة إطفاء نار الفتنة، لكن عرش آث جناد، رفض التدخل في الشؤون الداخلية لقرية أغريب، ونفس التصريح أدلى به الشهود وهم أعضاء اللجنة الدينية للقرية، والذين أكدوا للقاضي أنهم صدموا عندما عادوا من الصلاة، ووجدوا كل ما تم بناؤه صباحا قد تحطم فى لمحة بصر والدخان يتطاير من أرضية المسجد. * من جهته، ركز دفاع الطرف المدني خلال مرافعته على التأكيد بأن الوقائع هي سابقة خطيرة في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث لم يسبق وأن تعرض مسجد للحرق والتدنيس والتخريب، وتأسف الأستاذ بن وارث من مجلس قضاء بجاية من إقدام المتهمين وهم من سكان القرية على تحريض الشباب لحرق الأعمدة الحديدية، بعد أن قاموا برشها بمادة البنزين، وتحطيم أكثر من 20 قنطارا من الحديد، وأزيد من 4000 قطعة آجر، والتي تبرع بها المحسنون لبناء المسجد، وهذا بعد أن ضاق المسجد القديم "سيدي جعفر" ولم يعد يستوعب أبناء القرية، الذين يزداد إقبالهم على المسجد يوما بعد يوم. * وطلب دفاع الطرف المدني من رئيس المحكمة أن يدخل إلى المواقع الالكترونية للعديد من الصحف الجزائرية، بينها الشروق من أجل مشاهدة الشريط الذي يظهر فيه المتهمون الخمسة، وهم يحرضون السكان على المشاركة فى تحطيم وتخريب المسجد. كما ألح الدفاع على المطالبة بتكييف القضية كجناية. * كما أكد الطرف المدني أن المسجد الجديد سبق وأن أدى به سكان القرية الصلوات جماعيا، وطلب من هيئة المحكمة تعويض للجنة الدينية قدره 500 مليون سنتيم، أما دفاع المتهمين حاول التأكيد أن موكليهم لم يكونوا وراء ما حدث بقرية أغريب وطالبوا ببرائتهم. * للتذكير فإن وكيل الجمهورية طلب من هيئة المحكمة تسليط غرامة مالية في حق المتهمين تقدر ب1 مليون سنتيم لكل واحد، ليتم النطق بالحكم يوم الأحد المقبل، علما أن محكمة الجنح بعزازڤة باشرت منذ الأسبوع الفارط، الفصل في العشرات من القضايا المتعلقة بمسجد أغريب، حيث أصبح الكل يقدم شكوى ضد الكل، وقد سبق وأن امتثل الأسبوع الفارط شاب أمام رئيس المحكمة، وهذا بعد أن قدم ضده مير أغريب شكوى بالسب والشتم، رغم أن المتهم كان في ذلك اليوم بمسجد بلكور رفقة أشخاص وهذا ما جعل القاضي يقرر مباشرة النطق بالبراءة في حقه.