أقدم، زوال أول أمس، ومباشرة بعد صلاة الجمعة، أزيد من 20 شخصا على هدم وتخريب مسجد في طور الإنجاز بقلب بلدية أغريب، الواقعة على بعد 35 كلم شمال شرق مدينة تيزي وزو، وهؤلاء هم المعارضون لقرار تشييد هذا المسجد، وهذا نتيجة لخلاف نشب منذ عدة أشهر بين لجنة القرية والسكان مع اللجنة الدينية حول بناء مسجد جديد، بمبرر أن القرية تتوفر على مسجد ''سيدي جعفر'' الذي باشرت لجنة القرية أشغال ترميمه· علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر مؤكدة، إنه ومباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، أول أمس، بحدود الساعة الثانية زوالا، عقدت لجنة قرية أغريب اجتماعا عاما بحضور كل أعضاء اللجنة وسكان القرية، بهدف مناقشة وبحث مشكلة إقدام اللجنة الدينية على تشييد مسجد بدون رخصة بناء، وأضاف مصدرنا أنه، وعلى هامش النقاش الدائر في الاجتماع، أقدم أزيد من 20 مواطنا من سكان القرية على الذهاب إلى مكان تشييد المسجد الجديد وقاموا بهدمه وتخريبه وإتلاف كل المواد والعتاد وتجهيزات البناء المتواجدة في عين المكان· وفي هذا السياق، أكدت مصادرنا أن أعضاء لجنة القرية حاولت منع هؤلاء الشباب من هدم المسجد الجديد، لكن هؤلاء أصروا على قرار الهدم ونفذوا فعلتهم· وحسب ما أكده آيت أعمارة محند عضو اللجنة الدينية لقرية أغريب، في اتصال هاتفي مع ''الجزائرنيوز''، فإن هؤلاء الشباب قد ألحقوا خسائر مادية جد معتبرة بالمسجد، حيث هدموا سبعة أعمدة إسمنت أساسية تم إنجازها صبيحة الجمعة، وتم هدم جدار بأكمله، وأقدموا على حرق بين 450 و600 وحدة خشب بناء باستعمال مادة المازوت، فيما تم إتلاف 150 قنطار من مادة الإسمنت، وكسر وتخريب أزيد من 2000 وحدة أجر· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن هذه القضية تعود جذورها إلى عدة أشهر بعدما أقدمت اللجنة الدينية لقرية أغريب بتشييد مسجد جديد على مستوى القرية بعيدا عن المسجد القديم، لكن لجنة القرية والسكان عارضوا ذلك، بحجة أن قريتهم تتوفر على المسجد المعروف ب ''سيدي جعفر'' الذي باشرت فيه أشغال الترميم بقرار من لجنة القرية، ونتيجة لهذا الاعتراض اضطرت البلدية إلى إلغاء رخصة بناء المسجد، وبعدها حوّلت القضية إلى المحكمة· وحسب ما صرح به رئيس بلدية أغريب، يرمش رابح، في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز''، فإنه قد حذر كمسؤول أول عن بلدية أغريب أعضاء اللجنة الدينية من مواصلة أشغال البناء لعدة أسباب، وذكر منها أن القضية لا تزال في أروقة مجلس قضاء تيزي وزو بعد استئناف اللجنة الدينية للحكم بعدما أقرت محكمة اعزازفة رفض الدعوى، وأضاف أن قرية أغريب ولجنة القرية اعترضتا على بناء هذا المشروع، ما دفع -حسبه- بالبلدية إلى إلغاء رخصة بناء هذا المسجد، لكن رئيس البلدية أكد أن اللجنة الدينية أصرت على مواصلة هذا المشروع وتمسكت بقرارها بحجة صغر المسجد القديم· وفي هذا الصدد، كشف رابح يرمش، أن تسعة أعضاء من اللجنة الدينية اقتنعوا بقرار السكان ولجنة القرية، ورفضوا الدخول في صراع ومشاكل مع السكان، قصد تجنب كل أنواع الخلاف بينهم للمحافظة على الأخوة، حيث انسحبوا من اللجنة الدينية وكذا من فكرة مواصلة تشييد هذا المسجد، لكن -حسب رئيس البلدية دائما- المشكل تفاقم بعدما بقي أربعة أعضاء فقط من المتشددين في اللجنة الدينية أصروا على التمسك بقرارهم ومواصلة تشييد مشروع هذا المسجد الجديد بالرغم من المعارضة، ويردون رفع التحدي بطريقة غير قانونية، ما أثار -حسبه- تذمر وسخط السكان الذي أقدموا على تخريب المسجد· ومن جهة مقابلة، أكد آيت أعمارة محند عضو لجنة القرية، أنه وبتاريخ 7 ديسمبر 2009 فصل مجلس قضاء تيزي وزو في القضية بقرار ''إلغاء رخصة البناء'' الصادرة عن البلدية· وفي هذا السياق، صرح ذات المتحدث أن أعضاء اللجنة الدينية عقدوا اجتماعا يوم 19 جانفي المنصرم مع لجنة قرية أغريب، وقال في هذا الشأن: ''أعلمناهم بأننا سنستأنف أشغال إنجاز المسجد يوم 20 جانفي''، وأضاف قائلا: ''قمنا بإخطار رئيس بلدية أغريب كتابيا بالموضوع عن طريق محضر قضائي''، وحسبه فإن رئيس البلدية رفض استلام هذه الوثيقة، وواصل حديثه قائلا: ''وبعدها قمنا بإخطار رئيس دائرة أزفون ووالي ولاية تيزي وزو حسين معزوز، ورئيس فرقة الدرك الوطني ببلدية فريحة''، حيث أكد أنهم أخبروهم باستئناف أشغال الإنجاز مرفوق بقرار العدالة· وكشف ذات المتحدث باسم اللجنة الدينية أنهم قاموا، أول أمس الجمعة، بمساعدة بعض الشباب على استئناف أشغال الإنجاز، حيث قاموا بإنجاز سبعة أعمدة إسمنت أساسية وجدار بمادة الآجر، ''لكن بعدما خرجنا من المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة اكتشفنا أعمال التخريب التي استهدفت المسجد وكل العتاد ومواد البناء المتواجدة في عين المكان''· وفي هذا الإطار، أكد آيت أعمارة محند أن اللجنة الدينية أودعت شكوى لدى مصالح الدرك ببلدية فريحة ضد الذين تسببوا في هذه الحادثة، وأشار إلى أن القضية حوّلت إلى مصالح أمن الشرطة ببلدية أزفون، التي أوفدت لجنة خاصة انتقلت إلى مكان وقوع التخريب، وفتحت مباشرة تحقيقا معمقا في القضية، كما استمعت كذلك إلى رئيس بلدية أغريب يرمش رابح، هذا الأخير ندد بحادثة تخريب المسجد·