قضت محكمة الجنايات بالمسيلة في القضية التي عرفت باسم الطفل أسامة،11 سنة، بسيدي عيسى في حق الجاني المدعو "م. ب" بالسجن المؤبد بعد متابعته بتهمة جناية القتل العمدي وفعل التعذيب والقيام بأعمال وحشية مع جنحة تدنيس وتشويه جثة، وهي التهم التي كان ضحيتها الطفل أسامة. * انتظر العشرات القضية خاصة من الذين تابعوا أطوارها ووقائعها المثيرة التي هزت مدينة سيدي عيسى لحظة حدوثها. وتساءل رجال القانون عن المبرر الذي استند إليه المتهم ليرتكب جريمة كهذه وينكل بروح بريئة شر تنكيل ويدفع بها للكلاب التي نهشتها وأفسدت ملامحها. * تعود وقائع هذه المأساة إلى 15 / 02 / 2008عندما خرج الطفل أسامة من البيت في حدود الساعة11صباحا، بحثا عن القطع النحاسية القديمة عبر مختلف المفرغات وأكوام الفضلات، قصد بيعها بحكم الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أسرته، وهي على ما علمناه عملية تعود عليها الضحية بعد التفرغ من دراسته بمدرسة11ديسمبر في سيدي عيسى، وكان من المفترض أن يتقدم لإجراء امتحان الدخول إلى السنة الأولى متوسط من العام الدراسي 2008 / 2009 لكن أسامة هذه المرة خرج ولم يعد حيا. * فبعد حوالي يومين كاملين عثر على جثة الطفل منكل بها شر تنكيل ومصابة في أنحاء مختلفة بل حتى الكلاب أخذت نصيبها منها وشوهتها. * اكتشاف جثة الضحية بهذا الشكل شكل صدمة كبرى لدى كافة الجهات التي باشرت وقتها التحريات والتحقيقات الميدانية واستعملت الوسائل المتاحة، ومن ذلك الكلاب المدربة على تتبع آثار الجريمة التي أوصلت جهات التحقيق إلى معالمها بضواحي سيدي عيسى، ليلقى القبض على المتهم "م. ب" وتمت مواجهته برفيق الضحية، فصدم، وما كان منه إلا الاعتراف بالجريمة وأدواتها ووسائلها التي استخدمها في تشويه جسد الطفل أسامة، بل وكيف نادى الكلاب لتقوم بنهش الضحية والنيل منها، كما تشير بيانات الوقائع إلى أن المتهم حاول بهذا الفعل عبثا إخفاء ملامح الطفل الضحية وإبعاد الشبهة عن نفسه، لكن "يا قاتل الروح وين تروح". وأمام كل هذه الحيثيات دور هيئة المحكمة لتنطق بالمؤبد في حق المتهم.