قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء المسيلة بإدانة المتهم ''ب.م'' بالتهمة المنسوبة إليه وملاحقته بارتكاب جناية القتل العمدي مع استعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية وجنحة تدنيس وتشويه جثة، التي راح ضحيتها خلال شهر فيفري 2008 بمدينة سيدي عيسى في ولاية المسيلة الطفل أسامة، 12 سنة، ومعاقبة الجاني بالسجن المؤبد. في جلسة أعادت للأذهان وقائع أبشع جريمة مرت عبر تاريخ الدورات الجنائية بالولاية، استهل ممثل الحق العام مرافعته فيها بالقول ''بحثت عن أي مبرر ولو بسيط يمكن أن يخول للمتهم قتل روح بريئة والتنكيل بجثة لا حول لها ولا قوة، إلا أنها لا إنسانية الإنسان، عندما يتجرد من عاطفته، إن كان هناك شيء في قانون العقوبات أكثر من الإعدام لكنت سلطته على هذا المجرم ومع ذلك قد لا يشفي غليل والدته الثكلى''. تعود وقائع القضية إلى شهر فيفري 2008 عندما تلقت مصالح الضبطية القضائية مكالمة هاتفية من الحماية المدنية مفادها العثور على جثة بمكان يسمى الشهبة، تبين أنها للطفل أسامة الذي كان محل بحث منذ يومين، وقد تم العثور على الجثة وهي ملقاة على ظهرها وآثار التنكيل بادية عليها، فالجمجمة عارية ومكسرة من جهتها الخلفية، عينان منزوعتان، أنف مهشم، رقبة عارية من اللحم والعمود الفقري تراه العين المجردة. كما تم العثور على حجرة كبيرة الحجم وعليها آثار دماء يعتقد أن الجاني استعملها لتشويه الجثة وإخفاء ملامحها. مصالح الضبطية القضائية، ولفك لغز هذه الجريمة، أحضرت كلبا بوليسيا بقي يتبع رائحة الجثة من مكان العثور عليها، إلى غاية زريبة تعود ملكيتها لأحد الموالين، وبإلقاء القبض على الجاني ومواجهته بصديق الضحية الذي كان رفقته لم يجد بدا من الاعتراف بجريمته، مصرحا بأنه قام بضرب الضحية بالعصا ولما سقط أرضا ناد على الكلاب وحرضها على نهش لحمه، وهو حي ثم قام بتقييد أيدي هذا الأخير وجره إلى الزريبة، ليعود في منتصف الليل ليجر الجثة من جديد نحو مكان يبعد عن الأول بحوالي مائتي متر، وهناك قام بتهشيم جمجمة الضحية، محاولا -على حد تصريحه- إخفاء ملامح الضحية وإبعاد الشبهة عنه برميها بعيدا عن مكان الزريبة تحت أسفل جسر وادي قطيريني في الناحية الأخرى من المدينة.