أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء المسيلة، المتهم (ب. م) وحكمت عليه بالسجن المؤبد، بتهمة جناية القتل العمدي مع استعمال أعمال التعذيب وتشويه جثة الضحية أسامة صاحب ال 10 سنوات. وقائع هذه الجريمة المروعة التي عاشها سكان مدينة سيدى عيسى، تعود إلى 16 فيفري سنة 2008، عندما تقدم المدعو (ق. د) ببلاغ أمام الضبطية القضائية مفاده اختفاء ابن صهره (ل. أسامة) الذي لم يظهر له أثر منذ يوم كامل. وبتاريخ 17 فيفري تلقت ذات المصالح مكالمة هاتفية من مصالح الحماية المدنية تفيد بالعثور على جثة طفل بالمكان المسمى “الشهبة” تبين أنها للطفل المبحوث عنه، حيث تمت معاينة الجثة التي كانت ملقاة على ظهرها وآثار التنكيل بادية للعيان، حيث كانت الجمجمة مكسرة من الجهة الخلفية والعينان غير موجودتين، والأنف مهشما والعمود الفقري ظاهر للعين المجردة..! كما تم العثور على صخرة كبيرة الحجم مفتتة بجانب رأس الضحية وعليها بقع من الدماء. وعند الإستعانة بكلب بوليسي تم اقتفاء رائحة الجثة من مكان العثور عليها إلى غاية زريبة للمدعو (ب.ع) والد المتهم، التي تبعد بحوالي 200 متر، ثم واصل السير إلى غاية بيت مهجور ملك لشخص آخر، ومنه باتجاه بركة ماء ليعود إلى مكان تواجد الجثة. مصالح الضبطية القضائية استمعت إلى الشاهد الرئيسي في القضية، وهو الطفل (ت. ب) الذي كان رفقة الضحية يوم الحادثة، حيث أكد في أقواله أنه في يوم الجمعة بتاريخ 15 فيفري عند منتصف النهار اتجه رفقة الضحية لجلب كيس أسلاك النحاس المخبأ بحقل المتهم، وعند تواجدهما بذات المكان فاجأهما شخص يركض باتجاههما ففرا من المكان، إلا أن ذلك الشخص تمكن من القبض على الطفل أسامة بعدما وجه له ضربة قوية على مستوى الرأس بواسطة عصا غليظة أسقطته أرضا، ثم قام الجاني بالتصفير لكلابه التي أحاطت بالضحية من كل جانب، ثم لحق برفيق الضحية وأمسك به وقام بتهديده إن تفوه بشيء، ثم عاد إلى مكان الضحية ووجه له عدة ضربات بواسطة العصا. وعند الإستماع إلى والد الشاهد، أكد في أقواله أن ابنه منذ يوم الواقعة ظل يعيش في رعب واضطراب نفسي ويتبول ليلا في فراشه. وعند سماع المتهم صرح أنه لمح الطفلين يجريان فركض وراءهما ثم رمى العصا فأصاب بها أحدهما على رأسه فسقط أرضا، عندها التفت كلابه بالضحية وبدأت تنهش جثته فأراد إبعادها عنه لكنها ظلت تنهش لحمه، حينها تأكد أن الطفل أسامة قد فارق الحياة فأخذ الجثة إلى إحدى الغرف بزريبته ثم قام بتقييد اليدين والقدمين ورمى عليه كيسا بلاستيكيا وتركه، وفي اليوم الموالي عاد إلى نفس المكان وأخرج الجثة ورماها بعيدا، ثم تخلص من الوسائل المستعملة في الجريمة. وقد طالب ممثل النيابة العامة أثناء مرافعته بتسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم.