مصالح الأمن تلقت تعليمات بحصر استعمال القوة في أضيق نطاق ممكن شهدت مواقع عدة بمناطق الجنوب أمس عقب صلاة الجمعة احتجاجات متكررة بالرغم من خطب أئمة المساجد التي دعت إلى التهدئة، حيث خرج مئات الشباب بمنطقتي "ثنية المخزن" ومتليلي بولاية غرداية في صورة غضب عارم احتجاجا على الارتفاع الفاحش في بعض المواد الغذائية الأساسية، فيما تدخلت مصالح الأمن لتطويق الشوارع والأزقة بعد تعليمات تلقتها بضرورة حصر استعمال القوة في أضيق نطاق ممكن أي تفادي مواجهة المنتفضين في هذه الجهات، كما تطلب الوضع نزول رئيس دائرة غرداية ورئيس بلدية متليلي إلى عين المكان في خطوة لإقناع الشباب بالعدول عن فكرة العنف بعد استعمال الحجارة والعجلات المطاطية وقطع الطرقات، * حيث بدت الجهة شبه مشلولة، في وقت سجلت الولاية نهاية الأسبوع موجة غضب مماثلة في كل من "عين لوبو"، "ثنية المخزن"، "شعبة النيشان" "لا سيتي"، و"بن غنم" ما تطلب فرض إجراءات أمنية مشددة بداية من الساعة العاشرة ليلا، عقب تجمهر عدد من الشباب تراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة في محاولات لغلق مداخل الأحياء المذكورة باللجوء إلى العجلات المطاطية وحاويات القمامة، ولعل أشدها كان بمنطقة "شعبة النيشان" إذ أصر شباب المنطقة على غلق الطريق الرابط بين الضاية بن ضحوة وعاصمة الولاية غرداية غربا، غير أن تدفق قوات الأمن سهل من تطويق الجهات واحتواء الوضع ومنه محاصرة التوتر، بينما شهدت دائرة بريان إجراءات أمنية مشددة خوفا من اغتنام الفرصة وتجدد المواجهات بين الإخوة الفرقاء. هذا وحاولت الهيئات المنتخبة والأعيان بذل مجهودات معتبرة لإنقاذ المدينة من منعرجات خطيرة والاستماع في ذات الوقت إلى الشباب المحتج، كما لوحظ انتشار واسع لعناصر مكافحة الشغب على امتداد المسالك والطرق المؤدية للمناطق نفسها، وعلمت الشروق من مراجع أمنية مطلعة أن هناك حالة تأهب أمني قصوى بالعديد من الجهات الجنوبية، تحسبا لأي طارئ، من جانب آخر سجل بمنطقة القارة وسط مدينة الوادي أمس الجمعة محاولة بعض الشباب قطع الطريق العام وشل حركة المرور غير أن مصالح الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف بسرعة فائقة، فيما تصادم محتجون ليلة الخميس إلى الجمعة بدائرة المغير بالوادي مع قوات الأمن في أكثر من موقع، حيث أقدم مئات المتظاهرين على قطع الطريق الرئيسي الذي يعبر وسط المدينة التي تعد ثاني أكبر تجمعات السكانية، وذلك باستعمال الحجارة والعجلات المطاطية والمتاريس ومنع المركبات المتجهة نحو شرق ووسط البلاد من المرور، وقام المحتجون بحرق عدد من اللافتات وتخريب أعمدة الإنارة العمومية وحاولوا اقتحام مبانٍ حكومية محروسة بقوة كمقر البلدية والدائرة، أما في حي بني ثور وسط ولاية ورڤلة غير بعيد عن وحدة الحماية المدنية فوجدت مصالح الأمن نفسها في مواجهات عنيفة مع عدد من المنتفضين، وقد اضطرت إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين .