فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللصوص وقطاع الطرق استغلوا الوضع
نشر في الأمة العربية يوم 07 - 01 - 2011

شهدت بعض أحياء العاصمة أعمال شغب واقتحامات وتعدي على بعض الفضاءات والشوارع تميزت بحرق العجلات المطاطية ورمي بالحجارة استهدف بعض المباني والممتلكات العامة والخاصة، مما ألحق بها أضرارا متفاوتة بسبب الإرتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية الذي شهدته البلاد في المدة الأخيرة.
واعتبركثير من المواطنين أن التعبير عن الغضب بهذه الطريقة والذي أمتد أيضا إلى مناطق أخرى، قد جانب الصواب. إذ كان بالإمكان الاحتجاج بالطرق السلمية بما يحفظ حقوق الغير من المواطنين ويصون المكاسب و الخدمات التي تستهدف المواطن و تحسين أحواله المعيشية. وحسب جولات استطلاعية قامت بها "الأمة العربية" فقد تعرض عدد من المؤسسات الى تخريب وسرقة، منها مخزن لمؤسسة أونيام بباب الزوار، وعدد من المحلات، ومعامل خاصة بدرڤانة سرقت بالكامل، ولولا تدخل المواطنون ورجال دين لعرفت المنطقة تخريبا بالكامل. وفي منطقة الحميز عرفت المنطقة تشنجا طوال اليومين الماضيين، ولم تكن بلدية رغاية في منأى عن الفوضى، واستغل اللصوص والمنحرفون الوضع للاعتداء على عدد من المراكز العمومية، وطال الوضع مركز بريدي، سطا عليه المشاغبون مساء الخميس.
بسبب غلاء المعيشة وإرتفاع الأسعار
موجة الغضب تجتاح مدينة تيزي وزو وجرحى في مواجهة بين المتظاهرين
عاشت عاصمة جرجرة منذ عشية أول أمس وإلى غاية الساعة الواحدة صباحا من يوم الجمعة سيناريو للإحتجاجات كان أطاله مجموعة من الشباب الذين خرجوا إلى الشارع بقوة وقاموا بغلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مختلف المناطق التابعة لولاية تيزي وزو وهذا بإستعمال الماريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية وقد جاءت هذه الحركة الإحتجاجية على خلفية الغلاء الفاحش الذي عرفته المواد الإستهلاكية منذ مدة في ظل تدني المستوى المعيشي، للمواطنين، ولعل ما أثار غضب السكان هي الوعود الزائفة اليت يتلقونها من قبل المسؤولين المحليين والجهات المعنية قصد توفير لهم مناصب عمل، إلا أنه في أرض الواقعة لاتتجسد هذه الوعود. كما تجدر إليه الإشارة، فإن قوات الأمن المختصة في مكافحة أعمال العنف والشغب تدخلت من أجل تفرقة المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى وقوع مشادات عنيفة بين الطرفين خلت 5 جرحى في صفوف عناصر الأمن والمتظاهرين. الذين تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو من أجل تلقي الإسعافات الأولية. وقد ندد المحتجون الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الذي عرفته مناطق الوطن في ظل تدني مستوى القدرة الشرائية خاصة لأصحاب الدخل الضعيف.
بلدية أقرو بتيزي وزو تستغيث
يطالب سكان بلدية أقرو بولاية تيزي وزو التدخل السريع والاجل للسلطات المحلية المعنية من أجل إخراجهم من العزلة التي يعيشونها منذ مدة طويلة هذه المنطقة تمتاز بطابع جبلي الذي ضاعف من معاناة سكانها فضلا عن ذلك فإن السلطات المحلية اليت تداولت وتعاقبت على البلدية لم يعيرو أدنى إهتمام لمشاكل السكان وإنشغالاتهم اليومية. ولعل مازاد الطين بلة هي الوعود الزائفة التي كان يتلقاها السكان من قبل المسؤولين المحليين وأما عن المرافق الرياضية والترفيهية الخاصة بفئة الشباب فحدث ولا حرج، فهي تعتبر شبه منعدمة، الأمر الذي جعل من الشباب يعيشون فراغا كبيراً، بهذه المنطقة النائية التي تعرف كذلك غياب المرافق العمومية الخاصة بالخدمات الإجتماعية. إضافة إلى مشكل غياب وسائل النقل. العصرية، بشكل كامل سواء ماتعلق منها بسيارات الأجرة أو الحافلات ووصل الحد ببعض المواطنين إلى تحويل بعض الشاحنات إلي حافلات بتزويدها ببعض الكراسي، وهذا راجع بالأساس إلى عدم صلاحية الطرق التي تعرف حالة جد متقدمة من التدهور مما جعلها لاتصلح حتى للمشي على الأقدام. وأمام هذا الوضع المتأزم وفي إنتظار إيجاد حلول مناسبة، تبقى المعاناة عنوانا لمسلسل يعيشه سكان بلدية أقرو بدائرة أزفون وإلى موعد غير معلوم.
تداعيات الفوضي بالمسيلة
حرق مدارس ومؤسسات وبلديات تخدم المواطنين
تجددت المواجهات، أمس، في المسيلة بعد صلاة الجمعة في حي اشبيلة بين الشرطة والمواطنين اكبر واقدم الاحياء الشعبية، حيث تم حرق مركز بريدي وفرعين بلديين ومحطة بنزين وتعرضت مجموعة من المدارس والمؤسسات العمومية الى التخريب، وقد استعملت الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين وقد ادت الصدامات الى وقوع عديد الجرحى بين الطرفين.
مظاهرات تحت اسم غلاء المعيشة بالجزائر
10 جرحى وتخريب لمقرات عمومية بأقبو وتازمالت ببجاية
أصيب سبعة عناصر من الشرطة وثلاثة متظاهرين بجروح، وسجلت خسائر مادية متفاوتة في مقرات الهيئات العمومية، خلال موجهة الاحتجاج التي هزت أول أمس الخميس، بلدية أقبو، الواقعة على بعد حوالي 60 كلم غرب بجاية، وما يسجل هو تأخر تدخل قوات مكافحة الشغب لوقف المظاهرات إلى بعد الزوال، حيث كان الغاضبون قد هاجموا المقرات العمومية باستعمال القارورات الحارقة والحجارة.
وبالرغم من رد قوات قمع الشغب لتفريق المتظاهرين، إلا أن المشاغبين تمكنوا من إلحاق أضرار معتبرة في المقر الجديد للمحكمة، والمقر التجاري للجزائرية للمياه، وفرع البريد وسونالغاز. واستمرت المواجهات إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الخميس. وعاد المتظاهرون للخروج إلى شوارع أقبو صباح أمس الجمعة، حيث قاموا برشق مقر محافظة الشرطة بالحجارة بشكل مكثف. وفي المقابل، عاد أمس السكون لبلدية تازمالت، أين أغلق أمس، السكان الغاضبون الطريق الوطني رقم 26، تنديدا على غلاء المعيشة وتردي ظروف حياتهم اليومية. وفي باقي بلديات بجاية، عاد الهدوء من جديد صباح اليوم، إلا أن بوادر المظاهرات لازالت متجلية، خاصة مع الجو المشحون الذي يخيم على هذه المنطقة.
عمليات الشغب والفوضى تتجدد
أئمة المساجد يحثون على حرمة المال العام ودعوات التعقل من قبل المنتخبين المحليين
دعا أغلب الأئمة المساجد، أمس، في خطبة الجمعة الشباب إلى التهدن، مذكرين في ذلك بموقف الشريعة الإسلامية من حرمة مال المسلم ودمه وعرضه، وكذا حرمة المال العام، ودعوا إلى التهدئة في الأوضاع وحرمة المال العام، كما ذكروا بان الشريعة الإسلامية أتت رسالة عالمية جاءت لتتمة الأخلاق ولبناء الحضارة لا إلى تهديمها. لكن بالرغم من كل هذا، إلا أن عمليات الشغب تجددت حوالي الساعة الثانية والنصف زوالا في شتى أحياء بيلكور إلى ساعات متأخرة، يقف وراءها شباب طائش تتراوح أعمارهم بين 16سنة و30سنة، متحججين بغلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، حيث أقدموا على تكسير كلي لزجاج المركز الثقافي 11 ديسمبر ومقر وزارة العمل،، ووزارة الشباب والرياضة والعديد من المقرات الحكومية، وكذا بعض المحلات التي كسروها ثم نهبوها عن آخرها، على غرار محل الألبسة الرجالية الذي فتح منذ ما يقارب أسبوع والمجهز بحوالي 120 مليون سنتيم، على حد قول أحد قاطني الحي. كما ألغى العديد من العرسان موعد زفافهم المبرمج بقاعات الحفلات ببيلكور. وقد دعت جبهة التحرير الوطني على لسان أحد منتخبيها ببلدية بيلكور في اتصال هاتفي، الشباب إلى التعقل وأخذ الأمور على محمل الجد، فالجزائر التي حررها الجميع يبنيها الجميع، كما أنه لا يمكن مواجهة المشاكل الاجتماعية بالسرقة والنهب والتخريب، بل بالتطلع إلى المستقبل وتنمية القدرات. وفي ذات السياق، دعا المكتب البلدي لحركة مجتمع السلم، الشارع الجزائري إلى التهدن وعدم القيام بردود أفعال غير مسؤولة تنجم عنها تخريب مؤسسات الدولة والتي هي ملك للشعب الجزائري. كما عقد المكتب البلدي للتجمع الوطني الديمقراطي، لقاء عاجلا لتدارس الوضعية الذي دعا في بيان له الشباب إلى التعقل وعدم ترك الفرصة أمام منتهزي ومتحيني مثل هذه الفرص للاصطياد في المياه العكرة. هذا، وقد عززت قوات مكافحة أعمال الشغب تواجدها بحي بيلكور المتواجد شرق العاصمة قصد امتصاص الغضب، بعد صلاة الجمعة، غير أن هذا لم يكن كافيا ولا تصريحات السياسيين، حيث عاد الشباب قبيل صلاة العصر إلى التظاهر وإثارة الفوضى في الشوارع وحرق العجلات المطاطية في مختلف الأحياء، نصيرة نونو، لعقيبة، العربي التبسي، محمد بلوزداد، مما دفع أصحاب المحلات إلى غلق محلاتهم وحراستها إلى ساعات متأخرة، بما في ذلك المقاهي والصيدليات، وغيرها من المحلات التي تقدم الخدمات الضرورية، وكذا انعدام وسائل النقل من حافلات وسيارات الأجرة.
بسبب ارتفاع بعض المواد الغذائية
احتجاجات عنيفة في عدة مدن جزائرية وجرحى بين المحتجين وقوات الأمن
انزلقت الأوضاع، أول أمس الخميس، بسبب الاحتجاجات بسبب ارتفاع الأسعار لتعم الاحتجاجات أغلب مناطق الوطن، حيث شهدت العاصمة ووهران وعنابة وبجاية وولايات أخرى احتجاجات عنيفة تطورت بسرعة، لتعم أغلب أحياء المدن الكبرى، في الوقت الذي تكاد الطبقة السياسية تغيب تماما عن المشهد الا من خلال بيانات جاءت متأخرة جدا بعدما انشغلت طيلة العامين الأخيرين بانتخابات 2012 والتحضير لها دون الاهتمام لمطالب المواطن.
وفي السياق نفسه، أكد مصدر من الحماية المدنية أن عدد الإصابات في وسط المحتجين وصلت إلى 43 مصابا ليلة الخميس، خلال المواجهات معه قوات الأمن. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في أحياء بالعاصمة بداية من باب الوادي والشراڤة وعين البنيان وساحة الشهداء وحي بلكور وساحة أول ماي وسطاوالي وباش جراح، وقد واجهت قوات الأمن ومكافحة الشغب هذه الأعمال بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وتأكد أن المتظاهرين أحرقوا ثلاث سيارات تابعة للشرطة، واقتحموا أحد مراكز الأمن وقاموا بعمليات تخريب. ولم تسلم مناطق خارج العاصمة من أعمال الشغب، حيث شهدت بلدية رغاية شرق العاصمة عمليات تخريب ونهب وسرقة، إذ تعرض محل لبيعه الأجهزة الإلكترونية الى السطو وسرقة كل محتوياته، إضافة إلى قطع الطريق الوطني رقم 5 في المنطقة الصناعية بالرويبة ومدخل رغاية ومخرجها، وأيضا حرق العجلات المطاطية واشتباك مع قوات الأمن في المدخل الشمالي المؤدي إلى بلدية عين طاية. كما شهدت ولايات أخرى الأعمال نفسها، خاصة في وهران وعنابة والجلفة وتيبازة وبجاية. وأمام هذه الأحداث اضطرت السلطات الأمنية إلى وقف نظام الرسائل القصيرة، بعد أن كشفت تقارير أجهزة الأمن أن المتظاهرين يقومون بالاتصال عبر ''أس أم أس'' لتحديد المواقع التي يتم الالتقاء فيها لقطع الطرقات، فضلا عن رسائل قصيرة تحريضية لشن احتجاجات وغلق الطرق. وشهدت بعض المناطق، في ليلة الخميس، غيابا تاما لأفراد الأمن، ما جعل أعمال العنف تتضاعف وتسري مثل النار في الهشيم في عدة مناطق. واللافت والخطير في هذه الاحتجاجات، ظهور عدة أفراد مسلحين بالسيوف والخناجر في العاصمة وضواحيها، وقام بعضهم بتخريب بعض المحالات والاستيلاء على محتوياتها، وهو ما يطرح أكثر من سؤال عن فحوى الاحتجاجات التي يقف خلفها بعض الذين لا هدف لهم سوى التخريب ونهب ممتلكات الغير، وهو الأمر الذي حذا بالكثير من أصحاب المحالات بمطالبة السلطات الأمنية بحماية ممتلكاتهم من النهب الذي تعرضت له محلاتهم. ورغم أن الإحتجاجات جاءت بسبب ارتفاع الأسعار، إلا ن الكثير من الملاحظين يؤكدون أن الأمر أعمق من ارتفاع الأسعار، لأن الأزمة تخص البطالة وأزمة السكن والفساد المستشري في المجتمع الذي عجزت العدالة لحد الآن عن قطع دابره رغم الإجراءات المتخذة.
محمد دلومي
بعد نوم طويل في العسل
الطبقة السياسية تتحرك في الوقت الضائع
لم تكترث الأحزاب السياسية بمختلف أشكالها وأطيافها بالوضع المزري الذي يعيشه الشعب الجزائري طيلة السنوات الأخيرة، وكان همها الأكبر هو الاستحقاقات المنتظرة في سنة 2012، فضلا عن التسابق نحو مناصب في مجلس الأمة في آخر ديسمبر 2009، أما دون ذلك فلم تتحرك في الاتجاه الصحيح، بل كانت اتجاهاتها معاكسة تماما لتطلعات الشباب الجزائري.
وبعد ان اشتعلت العاصمة والكثير من الولايات، راحت هذه الأحزاب تشجب الأوضاع المزرية للجزائريين رغم أنها رقم فاعل في هذه الأوضاع التي وصل إليها الشباب، لأن غالبيتها مشكل للبرلمان، وايضا علينا أن نذكر أنها هي التي صوتت على قانون تجريم "الحراڤة"، وهاهي النتيجة اليوم تظهر في شكل احتجاجات عنيفة يدفع ثمنها أفراد من قوات الأمن والشباب المحتج، فهذه الأحزاب مجتمعة تنبه اليوم للوضع الذي آلت إليه الجزائر بسبب ارتفاع المواد الغذائية، ولكنها قبل الإحتجاجات كانت تهتم بإغاثة غزة في الوقت الذي كان الشباب الجزائري ينتظر من يغيثه من البطالة وفقدان الأمل، لدرجة أن حركة أبو جرة سلطاني رحلت باعتراف رئيسها بالكامل إلى غزة في 2010 ضاربة مشاكل الجزائريين عرض الحائط، رغم أنها حركة لها تمثيلها البرلماني ولها وزير فاعل وهو وزير التجارة، فضلا عن فضائحها في عدة قطاعات، منها الصيد البحري والأشغال العمومية. فعن أي موقف تتحدث اليوم هذه الحركة؟ وقد كانت جزء من صناعة محن الجزائريين، بما أنها أول المصوتين على أي مشروع. والأمر نفسه ينطبق على التحالف السياسي الذي غرق في التحضير للانتخابات الخاصة ب 2012 وتنظيم بيته الداخلي، بينما راح الحزب العتيد يحارب على عدة جبهات في محاولة لتخفيف الانقسام الحاصل داخله. أما حزب "الأرندي"، فقد اهتم بالتحضير الجيد لما هو قادم من اجل القفز الى مرتبة أولى لإقصاء غريمه التقليدي من هذه المرتبة، وكل هذا كان يتم دون مراعاة ما يعانيه الشعب أو مجرد الالتفاتة اليه سوى من خلال بعض الشعارات التي لا تفي بالغرض ولا تأتي بالجديد. والأمر نفسه يمكن أن يقال عن حزب العمال الذي اختفى وجوده تماما، وكثر كلامه أكثر من أفعاله ودخل اللعبة السياسية وصار يفضل المصالح الحزبية على مصالح العمال ولا يتحرك إلا حين يتحرك الشارع، وكأن هذه الأحزاب تتمنى لو تتبنى مطالب الشارع وتقوده. وفي المقابل، يقف حزب سعيد سعدي الجهوي الذي حرض أكثر من مرة للخروج للشارع وشل الحركة موقف المتفرج، لأن الاحتجاجات فاجأته ولأنها لم تصدر منه كما كان يتمنى ويشتهي، والكلام هذا ينطبق على باقي الأحزاب بلا استثناء بعدما صارت معركتها هي المناصب والمكاسب والمشاريع، واليوم يمكن القول فعلا "صح النوم يا أحزاب".
محمد دلومي
في الوقت الذي وجه الوزير الأول تعليمات صارمة لاحتواء الوضع
سفارات عدة بلدان تحذّر رعاياها في الجزائر
بعد موجة الاحتجاجات التي اشتعلت في عدة مناطق من البلاد، وعلى رأسها العاصمة، وجه الوزير الأول أحمد أويحيى تعليمات صارمة لمختلف أسلاك الأمن "شرطة، دوك وحماية مدينة" للبقاء في حالة استعداد مستمر تجنبا لأي انفلات في الأمور أو تطورها والبقاء في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي انزلاق قد يحدث مع موجة اللاحتجاجات التي تشهدها مختلف مناطق الوطن. وفي السياق ذاته، وجه الوزير الأول أحمد أويحيى تعليمات أخرى للولاة لعقد اجتماعات استثنائية لمجالس الأمن الولائية. وعلى خلفية هذه التعليمات، قامت مصالح ولاية الجزائر بعقد اجتماع استثنائي، الخميس الماضي، تقرر بموجبه نزول المنتخبين المحليين الى الشارع لامتصاص غضب الشارع. كما سارعت عدة احزاب سياسية لعقد اجتماعات داخل مقراتها لدراسة الأوضاع والتباحث للنظر في التطورات الأخيرة. إلى ذلك، حذّرت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها من التوجه إلى الجزائر في خطوة يشتم منها رائحة النكاية بما يحدث في الجزائر، رغم أن الأمور لم ترق للخطورة التي تجعل رعاياها في خطر. كما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات مماثلة، إلا أنها أقل حدة، حيث طلبت من رعاياها في الجزائر الحيطة والحذر.
محمد د لومي
إصابة 70 شرطيا و20 شابا وتكسير 10 سيارات
أحداث شغب وتخريب وقطع للطرقات بسطيف
انتقلت الاحتجاجات الفوضوية الى ثاني قوة سكانية بعد الجزائر العاصمة سطيف نهاية الأسبوع أين عاشت عاصمة الولاية ليلة الخميس الى الجمعة أحداث شغب وتخريب وقطع للطرقات في أبرز الأحياء الشعبية، لا سيما منها العريقة كحي بيلير ولانقار وكذا حي 600 مسكن وقد قام المحتجون بقطع مسالك السيارات باستعمال الحجارة والمتاريس وكل أنواع القاذورات، كما تم اخلاء السوق الأسبوعي للسيارات في ذات الليلة تخوفا من اجتياح موجة الغضب الشعبي وكانت بداية الاحتجاجات قد انطلقت، مساء أول أمس، من حي 500 مسكن بوسط مدينة سطيف، بعدما أقدم مجموعة من الشباب بغلق الطريق الذي يتوسط الحي المذكور بإضرام النار في العجلات المطاطية، ومع تدخل مصالح الامن وقوات مكافحة الشغب تحولت الاحتجاجات الى مواجهات ساخنة قام خلالها بعض الشبان بشن هجوم على مقر الامن الحضري الحادي عشر.و اما مقر مؤسسة نجمة بحي اولاد براهم فقد عرف هجوما كاسحا، حيث تم تحطيمه عن آخره وتمكن بعض الشبان من الاستيلاء على أربع بنادق تابعة لاعوان الأمن الذين يعملون بمقر نجمة كما تم الاستيلاء على كم هائلا من التجهيزات. وحسب مصادرنا، فقد تمكنت مصالح الامن من استرجاع بندقية بينما ظلت بقية البنادق مفقودة و لازالت محل بحث، وامتدت الاحتجاجات الى حي 600 مسكن اين تم رشق مقر البلدية بالحجار و تمكن البعض من اقتحامه والاستيلاء على أجهة الاعلام الآلي و اتلاف كم هائل من الملفات الادارية. وتم غلق الطريق واضرام النار في العجلات المطاطية في كل حي 1014 مسكن و حي القلاع وعين الطريق وشوف لكداد وبيزار اين تم تحطيم زجاج النوافذ التابعة لمديرية التربية و مقر الرياض ومقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما تعرضت ألواح التوجيه وأضواء المرور والأعمدة الكهربائية للتكسير وتحول بعضها الى حطام.و قد أسفرت المواجهات عن اصابة 70 شرطي نقلوا الى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور اين كانت اغلبية الاصابات على مستوى الرأس والأطراف كما تم تحويل قرابة 20 شاب الى نفس المصلحة. واما ببلدية عين ولمان فقد قام المحتجون بغلق الطرق بمنطقة ذراع الميعاد ليتنقلوا بعدها الى مدخل البلدية اين تم شن هجوم على المركبات وتعرضت قرابة 10 سيارات للتكسير.كما تم غلق الطريق ببلدية قصر الابطال و بلدية بازر التي اشتعلت فيها الاحتجات في الامسية اين تم غلق الطريق المؤدي الى ولاية باتنة و تعطيل حركة المرور. وفي بلدية تالة ايفاسن، لم ينم المواطنون الذين أغلقوا باحكام الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين سطيف وبجاية ورفع المحتجون شعارات وهتافات التنديد بسياسة الدولة الغنية والشعب الفقير، وببازر سكرة بلغت الاحتجاجات أوجها، لا سيما بعد تكتل الأسباب المعروفة بارتفاع سعر النقل من والى مختلف الوجهات انطلاقا من البلدية، بحيث أقدم العشرات على شل مداخل المدينة باستعمال العجلات المطاطية المحترقة وكذا المتاريس والحجارة. اما في منطقة الرمدادة جنوب بلدية عين لحجر فقد أقدم الغاضبون على حرق الفرع البلدية كلية وتكسير عدة منشآت تابعة للدولة.
م.حناشي
تداعيات الفوضى ببرج بوعريريج
احتجاجات عارمة وعمليات سطو كبيرة تشهدها "رأس الوادي"
شهدت ليلة الخميس ولاية برج بوعريريج مظاهرات واحتجاجات عارمة بسب غلاء وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، خاصة منها السكر والزيت، حيث قام بها المواطنون والشباب خاصة بأحياء 217 مسكن، وسط المدينة، حي أول نوفمبر، أين قاموا بوضع الحواجز على الطرقات بالمتاريس وسلل المهملات وإحراق العجلات المطاطية، ورشق واجهات المحلات بالحجارة.
وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين بصعوبة كون هاته الاحتجاجات لم تقتصر على حي أو مكان واحد فقط. كما أن الرابطة الجهوية لكرة القدم قد أجلت جميع مباريات الجهوي الأول ومباريات ما بين الرابطات إلى موعد لاحق. ومن جهة أخرى، وعلى غرار أحياء مدينة برج بوعريريج، فقد اندلعت كذلك الاحتجاجات ببعض بلديات الولاية على غرار بلدية "برج الغدير" وبلدية "رأس الوادي" جنوب شرق ولاية برج بوعريريج التي عرفت نهار الخميس احتجاجات عارمة قام بها المواطنون، حيث قاموا بوضع المتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية بمختلف طرقات البلدية. كما قاموا برشق كبير لمقر البلدية، وكذا متقنة "بادي بوسليم" مما تسبب في كسر زجاج النوافذ، وقد تدخلت على الفور قوات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة قصد احتواء الوضع والسيطرة على المحتجين الذين كان غالبيتهم شباب بطال وعاجز عن العمل، وفي الليل توسعت نطاق الاحتجاجات وتحوّلت إلى عمليات نهب وسطو، حيث قام الشباب المحتج بالسطو على بعض الهيئات العمومية كالبنك، وكالة موبيليس، الثانويات وسونغاز، واستنادا إلى ذلكو فانه لم تصلنا أي معلومات حول إن تم توقيف محتجين أم لا. في حين أن مصادر من بلدية "رأس الوادي"، أكدت أن رئيس المجلس الشعبي البلدي أكد إن الاحتجاج كان وراءه أياد خفية. وبهذا، التحق مواطنو ولاية برج بوعريريج إلى قائمة مواطني الولايات الرافضة إلى الزيادات الغير مبررة للمواد الاستهلاكية، خاصة منها السكر والزيت.
رضوان دراجي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.