خرج المنتخب الوطني أشبال من الدور الأول في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا على يد المنتخب الموريتاني بعد تلقيه هزيمة نكراء 4-0 أول أمس برسم مواجهة الإياب بنواقشط، بينما انتهت مباراة الذهاب في الجزائر قبل أسبوعين بالتعادل السلبي. العربي. م يجب أن نحدد في البداية أن الإقصاء نتيجة عادية في حالة ما إذا كان المنافس قويا يملك تقاليد كروية وإلا أنها كارثة كروية تعادل أو تفوق في مرارتها ما حدث في قانا اللبنانية بأيدي العدو الصهيوني، لأنها جاءت على يد منتخب متواضع هو منتخب موريتانيا مع كامل الاحترام لتاريخها الكروي، فالمنتخب الموريتاني ليس إلا أرنبا في كل الإقصائيات القارية والإقليمية إلا أنه أصبح أسدا التهم أشبالنا ووقع شهادة وفاة الكرة الجزائرية. ما حدث في نواقشط دليل لا يحتاج إلى نقاش ويضع النقاط على الحروف ويدق ناقوس الخطر الذي رن في آذان المسؤولين على كرتنا لكنهم لم يسمعوا أو تجاهلوا الأمر عن قصد لأنه خارج اهتمامهم على الأقل في الفترة الراهنة التي تسيطر عليها الحسابات الخاصة المتعلقة بكرسي المسؤولية. لا يمكن تحديد المسؤوليات فيما حدث بوضوح لكن الكارثة تلقي بظلالها على الجميع وتتشعب فروعها في اتجاهات متعددة تتمركز في التعفن الخرافي الحاصل على مستوى الأندية الوطنية دون استثناء.. الاهتمام بالفئات الشابة مصطلح غريب عن قاموس الإداريين، وإذا شذ أحدهم عن القاعدة فلن يجد ملعبا أو غرفة محترمة لتبديل الملابس، وحتى الأموال صرفت في جلب لاعبين كبار وفق عقود وهمية نصف قيمتها المالية يذهب نحو المجهول.. قد نجد العذر للأندية التي تنشط تحت ضغط الأنصار الباحثين عن النتائج الفورية، لكن الفاف ووزارة الشباب والرياضة لا عذر لهم مهما اجتهدنا في البحث عن مخرج لهم، اتحادية كرة القدم تسبح في وحل الكوارث منذ "زيغنشور 1992" ولا داعي لتعديد الكوارث التي لم تحرك القائمين على شؤونها، والوزارة تلعب دور الوصي غير الراشد، لأن الوزراء المتعاقبين على كرسي المسؤولية لم يجدوا الحل للقضاء على عصابة الفساد المسيطرة على دوائر صناعة القرار في الوسط الكروي بإحكام. وغير بعيد عن مسؤولية المسيرين، يأتي الدور السلبي للمدربين سواء على مستوى النوادي أو المنتخبات الوطنية، بدليل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المدرب الوطني للأشبال توفيق قريشي قبل السفر إلى موريتانيا حيث قال "بإمكاننا التأهل" ثم يعود بإقصاء أقل ما يقال عنه إنه مذل، فهل كان يعي ما يقول أم يدخل تصريحه في إطار الحفاظ على مكانه مهما كانت النتائج.