حيّت الأحزاب السياسية الجزائرية هبة الشعب التونسي لإزالة النظام المستبد للرئيس الفارّ زين العابدبن بن علي، وأكدوا على ضرورة محافظة الشعب على هذا النجاح وتحقيق الاستقرار في كنف تجربة ديمقراطية حقيقية. * وفي الموضوع، هنأت حركة النهضة الشعب التونسي وباركت له "النجاح في إزاحة نظام مستبد" متمنية "للشعب الاستقرار وأن يقطف ثمار تضحياته في تحقيق تعددية سياسية حقيقية، من خلال انتخابات حرة ونزيهة منبثق عنها مؤسسات تعبر عن إرادة الشعب التونسي وتطلعاته". ووجهت الحركة نداء إلى الحكام العرب لرفع أيديهم عن حقوق شعوبهم، حيث جاء في البيان "نوجه نداء للأنظمة العربية لاستخلاص الدرس مما وقع في تونس وتسارع لتحقيق إصلاح هادئ قبل أن تنتفض الشعوب، وتنكسر القيود، وتتحقق مقولة إبي القاسم الشابي مثلما تحققت في تونس". * أما حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فاعتبر "ما حدث في تونس ينسجم مع منطق التغيير الذي كان يطمح إليه الشعب التونسي"، ولم يفوت الأرندي "الترحم على ضحايا الأحداث الأليمة التي شهدتها تونس الشقيقة" متمنيا "أن يتجاوز الشعب التونسي محنته بالحكمة والتبصر" راجيا أن يستعيد الشعب "الأمن والاستقرار واستعادة حيويته من جديد". كما طالب "بالحوار والآليات الديمقراطية ومساهمة المجتمع الإيجابية كي تضع تونس على سكة تجربة جديدة ضمن ثوابتها". * من جهتها أكدت حركة مجتمع السلم أن "ما يحدث في تونس الشقيقة يهمنا، بحكم وصفنا جيران وأشقاء وشركاء في التاريخ واللغة والدين والمصير المشترك، ولأن العلاقات بين الجزائروتونس ظلت متميزة وعالية المستوى". وقالت حمس إن الشعب التونسي "يعيش لحظة تاريخية فاصلة من حياته، نترقب التحول الذي سوف يكون له ما بعده". * وسجلت الحركة أولا أن "إرادة الشعب من إرادة الله، إذا نظم الشعب نفسه وطلب الحياة الكريمة بعيدا عن أساليب الحرق والتكسير والنهب والسلب، وتحريف المطالب". ثانيا أن "السند القوي لأي حاكم هو شعبه، وأن قوة المؤسسات تكمن في بنائها على أسس صحيحة بسواعد جميع أبناء الوطن بالتعاون والتضامن والتواصل والحوار بين جميع فئآت الشعب". ثالثا "أن الكرامة ليست فقط مظاهر رفاه اجتماعي، بل هي حرية وديمقراطية ومشاركة وتواصل وانفتاح وحوار وتشاور بين الحاكم والمحكوم وتداول سلمي على السلطة". رابعا "أن تونس تعيش لحظة تاريخية من حياتها، وأن النقطة المفصلية في هذا التحول التاريخي تكمن في القدرة الجماعية للقائمين على إدارة "المرحلة الانتقالية" على جمع كل القوى الحية في البلد وتوسيع التشاور إلى أبعد حدوده الممكنة والحرص على تجنب أي خطأ، فالخطأ في هذه اللحظات التاريخية لم يعد مسموحا به". * واعتبرت حمس أن ما حدث في تونس إنجازا تاريخيا يعد بمثابة درس لكل الأنظمة العربية إذ لم يعد ممكنا حسبها، في عصر الأنترنت والفضائيات والوعي المتزايد للشباب والتطلعات المشروعة للشعوب إدارة البلاد بالأساليب والذهنيات القديمة.