وصف وزير النقل محمد مغلاوي، بوعبدالله وبن عمور، "بالمسيرين الحقيقيين"، وقال أنهما مطالبان بجعل المردودية الاقتصادية المنتظرة من القطاعين في مستوى الاستثمارات الضخمة التي خصصتها الدولة للقطاعين. دافع وزير النقل، محمد مغلاوي، عن الإسمين اللذين تم تعيينهما بشكل متزامن على رأس شركتي الجوية الجزائرية والنقل بالسكك الحديدية، عبد الوحيد بوعبد الله، ومراد سليمان بن عمور على التوالي، بعد نحو ستة أشهر على شغور المنصب في الأولى في حين قضى الرئيس المدير العام السابق للثانية أكثر من 10 سنوات في منصبه، وقال مغلاوي في تصريح خاص للشروق حول الفترة الطويلة نسبيا التي تطلبها إصدار القرار والظروف التي سادته وسط إشاعات لم تنقطع في كثير من الأوساط "كان من الضروري أخذ الوقت الكافي لاختيار مسيرين حقيقيين بإمكانهما تحقيق ما هو مطلوب منهما"، وظهر مغلاوي جد راض على الإسمين اللذين اختارتهما رئاسة الجمهورية وأعطى انطباعا بأن ذلك جاء مطابقا للاقتراحات التي رفعها إلى قصر المرادية من بين عدة أسماء ثقيلة كانت مرشحة للمنصب، خاصة بالنسبة للجوية الجزائرية التي أشيع أن كلا من وزير المالية الأسبق عبد الطيف بن أشنهو والجنرال المتقاعد سليم بن عبد الله وكذا محمد الصالح بولطيف المدير العام الحالي لمؤسسة تسيير المطارات كانوا كلهم في أجندة مغلاوي. وكشف وزير النقل، على هامش افتتاح الدورة البرلمانية أن الاختيار خضع لدراسة موضوعية على أساس دفتر شروط تسييري يراعي أن "حجم الاستثمارات التاريخية التي خصصتها الدولة للقطاعين تحتاج إلى من يستطيع استخلاص المردودية الاقتصادية المرجوة منها"، حيث استفاد قطاع السكك الحديدية لوحده من ما يقرب من 16 مليار دينار، بعد تجاهل لمدة 30 سنة، ويعتبر قطاع السكك الحديدية هو الوحيد بين القطاعات الاقتصادية الذي تراجع بنسبة تزيد عن الثلث عما كان عليه غداة الاستقلال، وجاء التعيين الجديد متزامنا مع حادثة اصطدام قطارين بالقرب من الأخضرية مخلفا عددا من الضحايا ليلفت الانتباه أكثر الى وضعية القطاع. بالمقابل تستعد الدولة لتمويل تجديد أسطول الجوية الجزائرية ودعمه ب11 طائرة جديدة من أحجام مختلفة، هو البرنامج التجديدي الثاني الذي مس الأسطول منذ سنة 2001، ورفع حجمه الحالي الى 31 طائرة لا يزيد معدل عمرها عن أربع سنوات.