"رغم التوقعات السوداوية التي تسود لدينا، فإن الأمل الوحيد الذي نتعلق به هو أن تؤول الأمور في النهاية إلى السيد عمر سليمان، إن تجربة العلاقة بيننا وبين هذا الرجل تجعلنا نؤمن أن العلاقات بيننا وبين مصر في عهده ستكون أكثر رسوخاً مما كانت عليه في عهد الرئيس مبارك". * بهذه الكلمات، علق "دان مريدور" وزير الشؤون الإستخباراتية في الحكومة الإسرائيلية في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بتاريخ 30 -01 -2011 وينضم هذا التصريح إلى عدد كبير من التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي تؤكد على أن تولي سليمان مقاليد الأمور في القاهرة يمثل مصلحة إسرائيلية عليا. * في تحقيق موسع كتبه "يوسي ميلمان" معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هارتس" بعنوان: "عمر سليمان.. الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصبوب"، ينقل عن رئيس الموساد الأسبق "شبطاي شفيت"، أن لقاءاته مع سليمان كانت أحياناً تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة وأحفاده. * سليمان يطالب الإسرائيليين باستخدام القوة ضد حماس * وينقل ميلمان عن باحثين غربيين التقوا سليمان قوله أنه يرى في حركة حماس مجرد ذراع لجماعة الإخوان المسلمين. وينقل مليمان عن مارك بيري مدير "منتدى حل النزاعات"، قوله "لقد التقيت عمر سليمان بُعيد الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس.. وسألته ما إذا كانت حماس عنصر استقرار إيجابي في الحكومة الفلسطينية، فكان رد سليمان قاطعا وحادا: لا، بكل تأكيد، أنا أعرف هؤلاء الناس، إنهم الإخوان المسلمين، وهم لن يتغيروا، إنهم كذابون، واللغة الوحيدة التي يفهمونها، هي القوة". * شتائم بذيئة لعرفات بسبب الانتفاضة * وينقل ميلمان عن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيليين قوله إنه التقى سليمان عندما كانت الانتفاضة الثانية في بدايتها، حيث أن سليمان قام فجأة بسب الرئيس الراحل ياسر عرفات بأقذع الشتائم، لأنه لم يستمع لنصائحه بالعمل على وقف الانتفاضة. وأضاف هذا القائد أن سليمان انتقم من عرفات أشد الانتقام، مشيرا إلى أنه عندما شنّت إسرائيل حملة "السور الواقي" عام 2002، اتصل عرفات بسليمان واستعطفه كي تتدخل مصر وتقوم بإجراء رمزي للتعبير عن رفضها السلوك الإسرائيلي، لكن سليمان تجاهل عرفات ورفض الرد على اتصالاته، وسمح بتوفر الظروف التي أدت إلى حصار عرفات، وانهيار السلطة في ذلك الوقت. * عرّاب صفقة الغاز مع إسرائيل * ويؤكد ميلمان أن سليمان يعتبر أحد الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل، وهي الصفقة التي يعترض عليها ويرفضها المصريون، لأن مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق العالمية. ويضيف ميلمان أن رئيس الموساد الأسبق "شفتاي شفيت" الصديق الشخصي لسليمان استغل علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة إسرائيلية يملك شفيت نسبة كبيرة من أسهمها. * وحسب وزير الداخلية الأسبق "عوزي برعام" فقد بدا سليمان في أحد لقاءاته به غاضباً وحانقاً عندما تحدث عن وسائل التمويل التي يتمكن من خلالها الإخوان من إدارة شؤونهم، حيث اتهم سليمان الأسرة المالكة في السعودية بتمويل الإخوان. ونقل برعام عن سليمان قوله إن الأسرة المالكة في السعودية تحاول أن تكسب الجماعات الإسلامية من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين. * حرص على البذخ والأبهة * وينقل ميلمان عن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيليين الذين التقوا سليمان بشكل خاص انطباعاتهم عن حرص سليمان على مظاهر الأبهة والفخامة التي يتسم بها مكتبه الخاص، أو عن سلوكه الذي يعكس نظرته لنفسه، حيث يشير هذا القائد أنه كان يجلس مع سليمان في أحد فنادق القاهرة برفقة ضابط كبير في الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي إيه، وفجأة رفع سليمان اصبعه بعلامة "في"، فإذا بأحد مساعديه يخرج من مكان ما ويضع بين أصبعيه سيجارا. *