كشفت مصادر من مديرية توزيع الكهرباء والغاز بوهران أن المؤسسة في طريقها لترأس ملتقى وطني سيتم تنظيمه بالجزائر العاصمة من أجل مناقشة مشروع العوازل الزجاجية، وهي من المشاريع الضخمة المندرجة ضمن برنامج المؤسسة الذي انطلق سنة 2006 ومنذ ذلك التاريخ والمؤسسة تعمل بمختلف المجالات لتحسين النوعية والحد من الإنقطاعات وتدعيم المولدات والاستثمار في مختلف مجالات الطاقة، وكانت سونلغاز غرب قد باشرت عمليات واسعة للإشراف على صيانة تجهيزاتها وسطرت لذلك برنامجا لتكوين عمال المجمع يمتد إلى ثلاثة سنوات من أجل التكفل بهذه المهام. وانطلقت المقاولات مؤخرا تحت إشراف المؤسسة لتجسيد مشروع تصليح الأعطاب وغسل العوازل من الشوائب العالقة بالخيوط وفي هذا الصدد سخرت الشركة كافة إمكانياتها المادية والبشرية لتفعيل برنامج الصيانة وقبل ذلك قامت برسم خريطة للشبكة المقيدة بهاته العملية والتي تعاني من مشكل الضباب المخيم على خيوط الشبكة بمختلف المناطق المسؤولة عليها. وتعمل الشركة على تغيير الكوابل الهوائية بأخرى باطنية أرضية لاحتواء مشكل الضباب المسجل على مستواها والذي يؤدي إلى أعطاب وانقطاعات في التيار الكهربائي خاصة وأن وهران العاصمة الإقتصادية في السنوات الأخيرة انتشرت فيها المصانع والمنجزات التي زادت من حجم التلوث وجعلت الولاية من أشد المناطق تلوثا بالوطن، وفي هذا السياق كشفت ذات المصادر أن سونلغاز وهران تعاني من ثلاثة أنواع من الملوثات وعددها لنا في التلوث الغازي، الجوي والصناعي، وعليه فكرت الشركة في التخلص تدريجيا من الكوابل الكهربائية الهوائية والإعتماد نهائيا على الكوابل الباطنية لاحتواء خسائر الشركة المنجرة عن الأعطاب الحاصلة نتيجة الضباب الذي يغطي الكوابل جراء التلوث والمؤثرات المناخية والعوامل الطبيعية. وفي هذا الإطار خصصت الشركة مليون و200 دج كاستثمار في الكوابل الأرضية عبر بلدياتها ال24 التي تشرف عليها بوهران، وتجدر بنا الإشارة إلى أن بلدية بئر الجير ووهران تخرج عن صلاحياتها باعتبارهما تحت إشراف مديرية التوزيع -شرق الواقعة بمديوني- وفي سياق حديثنا عن مشروع الكوابل الأرضية أثار المسؤول المتحدث إلينا قضية السرقة التي طالت مؤخرا كل ما هو من مادة النحاس، إذ تدخل قائلا أن أرقام الشركة لم تسجل عددا كبيرا من السرقات على مستواها، كون أنها تتعامل بكوابل من ألمنيوم وأضاف أنه ليس من المعقول أن تتعرض كوابل ضخمة بشدة 30 ألف فولط للسرقة، في حين سجلت القليل من السرقات على مستوى بعض الكوابل الهوائية الخاصة بالضغط المنخفض، وفي الموضوع ذاته ذكر المتحدث بظاهرة القرصنة والغش داخل عدادات المنازل التي كلفت الشركة خسائرا ضخمة، زادت من حدتها الديون المترتبة على المواطن والإدارة والشركات، والتي فاقت ال136 مليار سنتيم حسب آخر إحصائياتها وهي قيمة ديون سونلغاز وهران والتي لا تزال مصالحها تلهث وراء دفع مستحقاتها، حيث تعدت قيمة ديون الزبائن العاديين قيمة ال55 مليار سنتيم. هذا وكشفت مصادر لشركة توزيع الكهرباء والغاز بالسانيا أن سنة 2009 كانت شاهدة على خسارة 16 محولا بسبب الأعطاب التي لحقت به جراء الربط العشوائي والقرصنة وكلفت هذه العمليات خسائرا تجاوزت 5 ملايير سنتيم في في عملية إعادة تصليح الشبكة، ناهيك عن الفاتورة الضخمة المترتبة عن استغلال الطاقة الكهربائية بدون فواتير أو الغش في العدادات، حيث بلغت هذه الخسائر في نفس المدة قرابة 3 ملايير سنتيم من الكهرباء المسروقة، ويبقى الفراغ القانوني عائقا أمام المؤسسة إذ أن القوانين السارية المفعول تمنع الشركة من التدخل بطريقة مباشرة في العملية الردعية وتسليط العقوبات. وإضافة إلى مشروع دفن الكوابل الذي انطلقت في تجسيده فعلا بكل من بلدية قديل وحاسي بونيف تسعى المؤسسة في إطار قدرات الشركة البشرية والمادية في تجسيد مشروع الكوابل الزجاجية الجديدة التي لا تتأثر بالعوامل الطبيعية مهما كانت درجة تأثيرها وستكون شركة سونلغاز أول من سيدخل هاته التقنية إلى الجزائر إنطلاقا من وهران. وتبقى الشركة تعاني من عدة مشاكل تقف كحجرة عثر أمام مسارها التجاري وأهدافها المسطرة، يأتي في مقدمتها المشاكل الإدارية والتماطل في منح التراخيص ناهيك عن الخلل المسجل في ميزانية الشركة جراء الديون والقرصنة والإستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية ما زاد من تضخم فاتورة خسارة الشركة، ما جعلها تقف عاجزة أمام تسديد التكاليف والإلتزامات الواقعة على عاتقها ومستحقات الشركات والمقاولات التي تتعامل، وكحل بديل اعتمدت على سياسة الاقتراض من البنوك بفوائد، وهو ما اعتبره ذات المصدر خسارة كبيرة للمؤسسة التجارية سونلغاز المقيدة بإنجاز مشاريع واستثمارات بتكلفة وآجال محددة، وأضاف أنه لا تزال أكثر من 10 بالمائة من المشاريع والاستثمارات عالقة بوهران نظرا للأسباب المذكورة آنفا، ناهيك عن الصعوبات المسجلة على مستوى المقاولات المكلفة بآداء خدمة ما وعدم انطلاقها في الموعد المحدد من قبل المؤسسة وتماطلها في عملية الإنجاز.